اجتماعات سرية في عمّان تحضيراً للعدوان على سورية والعراق
نقل موقع غربي استخباري عن مسؤول كبير في الاستخارات الأردنية تأكيده أن مسؤولين من استخبارات السعودية وتركيا والبلد المضيف، الأردن، التقوا أخيراً في العاصمة عمّان من أجل إجراء محادثات سرية بشأن شن عملية عسكرية مشتركة تنفذ في العراق وسورية. وقال المسؤول الاستخباراتي الأردني: إنها «ضد تنظيم داعش في البلدين، فيما أشار مسؤول أميركي الى أن واشنطن أنشأت فعلاً صندوقاً لدعم «المعارضة المعتدلة في سورية والعراق أيضا»، إلا ان موقعاً متخصصاً بالنشاط الاستخباراتي في العالم والمنطقة قال: إن «الولايات المتحدة خصصت فعلاً مليار دولار لأنشطة استخبارية وتمويل مجموعات معينة تنشط في لبنان والأردن وتركيا».
وأكد مصدر رفيع من مديرية الاستخبارات العامة الأردنية أن عدداً من مسؤولي الاستخبارات في الأردن والسعودية وتركيا التقوا أخيراً في العاصمة الاردنية، عمان، بغية إجراء محادثات سرية بخصوص عملية عسكرية مشتركة ينفذونها في العراق وسورية. ونشطت هذه الدول الثلاث أخيراً في تبادل المعلومات الاستخبارية، وإجراء اتصالات مكثفة مع أطراف سياسية في العراق، من أبرزها زيارة رئيس إقليم كردستان مسعود بارزاني في مطلع حزيران الماضي لعمان التقى خلالها كبار المسؤولين، يتقدمهم العاهل الاردني عبد الله. وحسب بيان لرئاسة الاقليم فإن بارزاني توجه الى الاردن برفقة مستشار مجلس أمن اقليم كردستان، مسرور بارزاني، ووزير داخليته، كريم سنجاري.
كما كشف تقرير، عن اجتماع جرى ترتيبه في العاصمة الأردنية في حزيران الماضي لتنفيذ خطة تقضي بفسح المجال أمام هجوم «داعش» بالتزامن مع تحرك حكومة إقليم كردستان على مناطق من العراق، بخاصة كركوك. وبحسب ما كشف الموقع الرسمي التابع للحزب الكردستاني التركي، البه كه كه، اوزغور غونديم، فإن الإعداد لهذا الاجتماع جرى اثناء زيارة مسعود بارزاني الى عمان في 27 من أيار الماضي. وتم عقد الاجتماع بعد عودته والاتفاق على تنفيذه، برعاية الولايات المتحدة والسعودية وقطر وإسرائيل وتركيا.
وقالت مصادر فرنسية مطلعة إن قرار الهجوم على الموصل اتخذ في اجتماع عقده «دبلوماسيون» قبل 4 أيام من عقد اجتماع في عمان حضره بارزاني. لكن المجتمعين في حزيران لم يتطرقوا الى إعلان «الخلافة» في الموصل أو غيرها.
في هذا السياق، أتاح الأردن لمجموعات عراقية عقد مؤتمر يوم الاربعاء الماضي ضم ضباطاً بعثيين وفصائل مسلحة تساعد تنظيم داعش في العراق وتنفذ هجمات على المدنيين والقوات الأمنية في مناطق العراق. وعُقد المؤتمر بترتيب من الديوان الملكي الأردني، وأحيط بإجراءات أمنية مشددة، بعيداً عن الإعلام، ومُنع الصحافيون من الاقتراب من مكان انعقاده بفندق انتركونتننتال عمان، حيث انتشرت قوات من الشرطة والاستخبارات الأردنية، وتولت حراسة الشخصيات فيه قوات أمن تابعة للديوان الملكي.
ويقول تقرير هيت سبيتش إن «ممثلي استخبارات الأردن والسعودية وتركيا أصبحوا يتشاورون بنحو مكثف، بخاصة بعد تطورات الأحداث في العراق منذ استيلاء «داعش» على مناطق من البلد.
كما بدأ العديد من كبار المسؤولين الاستخباريين والعسكريين الاردنيين، بالتخطيط لإعادة توطين عوائلهم توقعا منهم لتغييرات محتملة على الاستراتيجية الأردنية الخاصة بالتعامل مع الحرب في سورية، والأوضاع في العراق. وحسب مسؤولين أمنيين رفيعي المستوى في الأردن، انه على رغم عدم اتخاذ قرار نهائي حتى الآن بخصوص أية عملية مشتركة، فإن العديد من المسؤولين يعتقدون أن شن حملات جوية وبرية في العراق وسورية أمر يخضع لدراسة معمقة.
ولم تتمكن المصادر الغربية، التي نقلت هذه المعلومات، من الحصول على تعليقات من الحكومة الأردنية أو المملكة السعودية، إلا ان الحكومة التركية بعثت للمصدر الغربي برسالة الكترونية خلافاً للأردنيين والسعوديين.
وتقول المعلومات إن واشنطن أصبحت تميل الى إدارة حرب بالوكالة، مع تنفيذ عمليات سرية ودعم عسكري لدول في المنطقة بهدف دفع الاخيرة لتنفيذ أعمال عسكرية أكثر مباشرة بنفسها. وقد يتضمن هذا الدعم الاميركي تفاصيل لوجستية، ونقل، واستخبارات، وتفاصيل استهداف واستمكان، عدا عن المهام التي يقوم بها المستشارون الأميركيون العسكريون في العراق حاليا.ً
وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الدفاع الاميركية، بيل سبيكس، لموقع هيت سبيتش إن الرئيس الاميركي «أعلن عن انشاء صندوق شراكة لمكافحة الإرهاب سيسمح لشركائنا بتنفيذ مهمات تدريب في صفوف المعارضة المعتدلة السورية، وخلافاً لتنظيم داعش».
وحسب المتحدث الرسمي ذاته، فإن الصندوق يمكن أن يمول مهمات التدريب لجماعات المعارضة المعتدلة في العراق أيضاً، فضلاً عن اليمن.