هدنة سورية.. وقلق جنبلاط!
نظام مارديني
يمكن القول إن المنطقة والعالم يتطلّعون الآن إلى حُسْن سير الهدنة في سورية وكأن القاعدة الأساسية لكل المسائل والقضايا متوقف على هذه الهدنة وطريقة تعاطي الدولة معها، التي من شأنها أن تلقي بتداعياتها على الأمن في المنطقة، لأن بيد دمشق مفاتيح الحل للقضايا المتأزمة في العالم، من إعادة تفكيك وتركيب مجلس الأمن بحيث لا تكون الولايات المتحدة القطب الأوحد في العالم.
بدأت الهدنة في اليومين الماضيين تعرج على عكازة بسبب الخرق الذي افتعلته التنظيمات الإرهابية بتوجيه من آل سعود وآل عثمان في محاولة لدفع هذه الهدنة إلى السقوط ميدانياً، وعلى الرغم من تعهّد الرئيس السوري بشار الأسد أمس باتفاق وقف إطلاق النار… و«لكن في النهاية هناك حدود» كما قال في إشارة تحذير للإرهابيين وداعميهم.
وطبعاً، هناك عوامل تهدد بانهيار الهدنة، بعضها يتعلق بالأطراف الإقليمية، والبعض الآخر مرتبط بالتنظيمات الإرهابية. لكن في كل الأحوال فالحكومة السورية تستطيع السيطرة على جيشها بشكل قاطع، لكونه مؤسسة شرعية متماسكة، لكن المشكلة الكبيرة تكمن في القوى الإرهابية المسلحة وبعيداً عن التصنيفات بين معتدلة ومتطرفة، إذ جميعها يتبع لجهات إقليمية ودولية. فكل مَن يحمل السلاح في وجه الدولة هو إرهابي.. ونقطة على السطر.
لكن يبقى السؤال الذي يراود المراقبين هو: لماذا هذا «التقويس» والتصويب على الهدنة من قبل القوى الداعمة لتدمير سورية؟ هل لأن نتائج الهدنة لن تكون في مصلحة التحالف الأميركي والتنظيمات الإرهابية التي لن تصمد طويلاً أمام الجيش السوري وحلفائه، رغم أن «داعش» و«النصرة» يشكلان القوة الرئيسية العسكرية في مواجهة الجيش السوري، وهزيمتهما تعني انتصار سورية في المنطقة، ويمكن النظر إلى ما يحصل في ريفي اللاذقية وحلب وحتى الحدود التركية ليدرك سبب هذا الجنون من قبل آل سعود وحلف أردوغان ـ أوغلو؟
في هذا السياق يبحث في أميركا عن مبررات جديدة لإبقاء سورية في دائرة التصويب، ولهذا لم تأت تصريحات كيري عن تقسيم سورية من عبث، بخاصة وقد أتبع تصريحه بتصريح آخر أكثر غموضاً عندما يأتي من حليف كالحليف الروسي وبلسان نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف الذي تحدث عن «فدرلة» سورية، وعما إذا كانت رسالة روسية موجّهة لتركيا وليس سورية؟
ووسط غموض الرؤية حول مصير الهدنة السورية، والحديث عن التقسيم والفيدرالية، تلوح العديد من التساؤلات حول مصير صرخة النائب وليد جنبلاط، وحديثه بعد العودة المظفرة لموفده الوزير وائل أبو فاعور محمّلاً بالمال السعودي، عن «خطورة التوجّه الجهنمي لأميركا وروسيا في سورية»، وفي كلام حقّ يُراد منه باطل، ليس إلا.