ترامب وكلينتون يحظيان بفرص كبيرة للفوز في انتخابات «الثلاثاء العظيم»
تدخل الانتخابات التمهيدية لاختيار المرشحين الديموقراطي والجمهوري للمنافسة في ماراثون السباق إلى البيت الأبيض، مرحلة جدية ومؤثرة في فرص المرشحين أمام المجالس الانتخابية للحزبين بالولايات، عندما تبدأ الانتخابات يوم «الثلاثاء العظيم».
وأجريت الانتخابات حتى الآن في أربع ولايات هي أوهايو ونيوهامشير وكارولاينا الجنوبية ونيفادا ويتصدر الانتخابات من الحزب الجمهوري، المرشح دونالد ترامب متفوقاً على منافسه تيد كروز، بينما تتصدر وزيرة الخارجية السابقة، هيلاري كلينتون، السباق على جانب الديمقراطيين، متفوقةً على السناتور بيرني ساندرز.
وتهدف الانتخابات التمهيدية إلى مساعدة الحزبين الجمهوري والديمقراطي على إعلان المرشح الذي سوف يخوض المرحلة النهائية من الانتخابات الرئاسة والمقررة في تشرين الثاني المقبل، وهو المرشح الحاصل على تأييد أكبر عدد من مندوبي الحزبين في الولايات، والذي سيتم الإعلان عنه في المؤتمر العام المقرر بالنسبة الى الديمقراطيين في فيلادلفيا وللجمهوريين في كليفلاند وذلك خلال تموز المقبل.
ويبلغ عدد المندوبين الجمهوريين 2472، وللفوز بترشيح الحزب يتعين على المرشح الحصول على تأييد 1247 مندوباً، بينما يبلغ عدد المندوبين الديموقراطيين 4763 مندوباً، ويتعين على المرشح الحصول على تأييد 2382 مندوباً لنيل ثقة الحزب في الترشح للمرحلة النهائية. وتجرى الانتخابات يوم «الثلاثاء العظيم» في 11 ولاية هي ألاباما، أركنسو، كولورادو، جورجيا، ماساتشوستس، مينيسوتا، أوكلاهوما، تينيسي، تكساس، فيرمونت، فرجينيا، إلى جانب جزر ساموا الأميركية في المحيط الهادئ.
وتعتبر الانتخابات التي ستجرى يوم «الثلاثاء العظيم» مؤشراً على فرص كل مرشح من الحزبين، حيث تضم عدداً كبير من المندوبين، وأن الفوز في هذه المرحلة يقلل من فرص المنافسين الآخرين خلال المرحلة المقبلة والتي تنتهي في حزيران 2016.
وقبيل انطلاق الانتخابات كشفت صحيفة «بوشطن غلوب» عن مؤامرة تعدها هيلاري كلينتون وزوجها بيل والرئيس الحالي باراك أوباما لضمان فوز المرشحة الديمقراطية على ترامب في الانتخابات، وذلك بعد أن أصبح معسكر الديمقراطيين واثقا من فوز الملياردير الأميركي بالترشح.
وأوضحت الصحيفة أن هذا الإدراك جاء بعد الانتصارات الأخيرة لترامب في نيفادا وكارولاينا الجنوبية، ما دفع بأنصار كلينتون إلى عقد سلسلة من اللقاءات والمشاورات حول استراتيجيتهم لإلحاق الهزيمة بترامب.
وحسب معلومات الصحيفة، يلعب بيل كلينتون الدور الرئيس في هذه المساعي، وهو يدعو أنصار زوجته إلى التخلي عن تعليق الآمال على عجز ترامب عن نيل تأييد المهاجرين والمسلمين والنساء، مشيرا إلى أن الملياردير يمتلك حاسة سادسة تسمح له بسبر التطورات في الرأي العام.
ودعا كلينتون إلى إطلاق حملة دعائية منسقة تستهدف ترامب حتى قبل فوزه بالترشيح الحزب الجمهوري له.
وأوضحت الصحيفة أن المرحلة الأولى من الحملة ستتعلق بنشر مواد دعائية تشوه سمعة ترامب وتصوره كـ «كاره نساء وعدو للطبقة العاملة، وشخص يميل إلى فقدان السيطرة على نفسه ما يهدد ليس الشعب الأميركي فحسب، بل والعالم برمته».
وحسب الصحيفة، في الوقت الذي سيعمل فيه كلينتون من أجل عرقة مساعي ترامب لنيل الاهتمام الدائم من قبل وسائل الإعلام، سيكمن دور أوباما في تصوير الملياردير على أنه «شخص غير قادر على الوفاء بالتزامات صاحب البيت الأبيض».
جاء ذلك في وقت حث المرشحان الجمهوريان ماركو روبيو وتيد كروز ترامب على أن يطالب صحيفة «نيويورك تايمز» بنشر تسجيل صوتي لمقابلة أجرتها معه وذلك بعدما أفاد تقرير بأن ترامب قال للصحيفة إنه غير جاد بشأن اقتراحاته في ما يتعلق بقضية الهجرة.
وذكر موقع «بزفيد» الإلكتروني الإخباري أن ترامب قال لمحرري الصحيفة في تصريحات ليست للنشر يوم الخامس من كانون الثاني إنه لن يتمسك على الأرجح باقتراحاته الخاصة بالهجرة إذا أصبح رئيساً.
ودعا ترامب الذي يتصدر سباق الحزب الجمهوري حالياً إلى ترحيل كل المهاجرين غير الشرعيين وقال إنه سيجعل الحكومة المكسيكية تتكفل ببناء جدار على طول الحدود بين البلدين.
روبيو عضو مجلس الشيوخ عن ولاية فلوريدا قال في بيان: «يجب أن يطلب دونالد ترامب من «نيويورك» تايمز نشر تسجيل مقابلته معها لنرى ما هو رأيه الحقيقي في هذه القضية التي جعلها محور حملته الانتخابية».
من جهته، طالب تيد كروز عضو مجلس الشيوخ عن ولاية تكساس ترامب بفعل ذلك قبل «الثلاثاء العظيم» الذي يشهد أكبر عدد من منافسات الترشح عن الولايات لخوض الانتخابات الرئاسية المقررة في الثامن من تشرين الثاني.
وقال كروز أمام تجمع انتخابي في سان أنطونيو: «هناك احتمالان: إما أن يكون هذا غير صحيح … أو أنه ترامب يقول الآن لقسم التحرير في «نيويورك تايمز»: لا تلتفوا إلى ما أقول بشأن الهجرة لأنني أنا دونالد ترامب لا أعتزم تنفيذ شيء مما أقول».
وفي السياق، نقل موقع «بزفيد» عن آندرو روزنتال محرر صفحة المقالات في نيويورك تايمز قوله إنه لن يعلق «على ما لم يكن للنشر في اجتماعنا معه»، مضيفاً: «إذا أراد ترامب الاتصال وطلب منا نشر هذا التسجيل فإنه حر في ذلك ونحن سنقرر عندئذ ما سنفعله».
الى ذلك، طرد نحو 30 طالباً من أصحاب البشرة السمراء من حملة ترامب في ولاية جورجيا.
وقال الطلاب من جامعة فالدستا إنهم كانوا يقفون بهدوء عندما أخطرهم حراس الأمن بمغادرة المكان قبيل وصول دونالد ترامب، رغم امتلاكهم تذاكر لحضور خطابه.
وفي السياق، أظهر مقطع فيديو تعرض الصحافي الأميركي المخضرم كريستوفر موريس للضرب من جانب حراس الأمن في أثناء تغطيته حملة ترامب بمدينة رادفورد التابعة لولاية فرجينيا.
وقال المصور كريستوفر إنه كان يحاول التقاط صور لمجموعة من الأميركيين السود الغاضبين الذين أخرجوا قسراً من الحملة الانتخابية لترامب، إلا أن عنصراً من الخدمة السرية أمسكه بعنف وألقى به أرضا.
وصدر بيان عن الحملة الانتخابية لدونالد ترامب أن العنصر الذي اعتدى على المصور تابع لجهاز الخدمة السرية الأميركية.