روسيا لإقفال الحدود التركية السورية… وأنقرة متلبّسة بباخرة سلاح إلى لبنان نصرالله: لن نتراجع ولا 7 أيار ولا قمصان سود والفتنة لإلغاء الانتخابات البلدية

كتب المحرّر السياسي

أعلن المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا عن تثبيت يوم الأربعاء المقبل موعداً لانعقاد حوارات جنيف بين الحكومة السورية، ووفد معارض، يبدو أنّ تشكيله وفقاً للقرار الأممي، ممثلاً كلّ أطيافها، هو السبب في التأجيل من يوم الاثنين إلى يوم الأربعاء، فيما تواصلت الحركة المشتركة لواشنطن وموسكو، لتعزيز إجراءات الرقابة لضمان تطبيق أدق لإجراءات الهدنة، بعدما فرضت واشنطن على جماعة الرياض التوقف عن التشكيك بالهدنة كي لا تتحمّل مسؤولية السعي إلى تخريبها، وبدا أنّ التقدّم العسكري للجيش السوري ولجان الحماية الكردية يتواصل على حساب سيطرة تنظيم «داعش» و»جبهة النصرة» على مناطق أرياف حلب الغربي والشمالي والشرقي، في وقت كانت روسيا ترسم سقف العمليات في شمال سورية بالدعوة إلى إقفال تامّ للحدود التركية مع سورية بصفتها شريان دعم الجماعات المسلحة بالمقاتلين والسلاح والذخيرة.

تركيا التي تقدّم كلّ يوم علامة جديدة على إصابتها بالهستيريا أمام تبخّر مشروع السلطنة، وفشل عثمانيتها الجديدة، لتضبط متلبّسة بجرم توريد السلاح إلى لبنان مع الباخرة التي ضبطها حرس الحدود اليوناني، ووثقها الأنتربول، والسلاح الآتي إلى لبنان إما لتزويد جماعات عاملة في لبنان لتخريب الأمن، أو لنقله إلى سورية عبر لبنان بعدما سدّت المنافذ التركية على الجماعات المسلحة عملياً.

على الضفة المقابلة لتركيا في حلف الخاسرين تقف السعودية التي تلاقي الهستيريا التركية بهستيريا مشابهة، فتشحذ سكاكين الفتنة في لبنان مباشرة وعبر جماعاتها، والفتنة التي تريدها السعودية للانتقام من مقاومة تبدو قد اقتربت كثيراً من ساعة النصر، يريدها بعض حلفائها لتبرير تأجيل الانتخابات البلدية التي يخشون أن تكون هذه المرة في غير مصلحتهم، في ظروف مادية وشعبية وسياسية غير مؤاتية. وهذه الفتنة كمشروع وخطر كانت محور كلمة متلفزة للأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله، كشف خلالها القطبة اليمنية المخفية في الخلاف مع السعودية ودور السعودية في تفجير السيارات المفخخة، معلناً مواصلة الموقف والاستعداد لتحمّل التبعات، لكن مع بذل كلّ الجهد لمنع الفتنة، نافياً بقوة أيّ مبرّر للحديث عن سابع أيار جديد، وحكاية القمصان السود، داعياً جمهور المقاومة إلى اليقظة من الاندساس والترفّع عن الشتيمة، وعدم النزول إلى الشارع، وإدارة الظهر لكلّ استفزاز، لأنّ الفتنة مشروع «إسرائيلي» سعودي لحرمان المقاومة من نصرها، أو لتشويه صورته على الأقلّ.

على خلفية دعوات التهدئة التي صدرت أول أمس من عين التينة، والكلام الشديد الثقة بالقدرة على منع الفتنة للسيّد نصرالله، تنعقد جلسة الانتخاب الرئاسية اليوم، بحضور الرئيس سعد الحريري، من دون تحقق النصاب اللازم، ومن دون مشاركة النائب سليمان فرنجية، الذي تلقى دعوة علنية للمشاركة في الجلسة كمرشح رئاسي، فردّ علناً أنه يتفهّم دعوة الحريري، ولكنه ملتزم بحلفائه وباقٍ معهم، ولن يشارك.

نصر الله في «الرسول الأعظم»

بعث الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله بزيارته جرحى الحزب الذين أصيبوا في سورية في مستشفى رسول الأعظم في بيروت، قبيل إطلالته التلفزيونية، رسالة إلى المملكة العربية السعودية «أن حزب الله مرتاح لا يهاب التهديدات التي ترمى يميناً ويساراً وأن لا مشكلة أمنية في لبنان». وأطل السيد نصر الله بأعصاب هادئة كعادته وتحدث من موقع القوة ليؤكد التمسك بالحوار والاستقرار. وخرج السيد نصر الله لأول مرة بخطاب بعد إلغاء الهبتين السعوديتين للجيش اللبناني ليقول ما هي المبررات الواهية أو السواتر المستخدمة وما هي حقيقة الموقف السعودي؟ وقدم السيد نصر الله قراءة بحسب مصادر مطلعة لـ«البناء» متكاملة لعاصفة الحزم السعودية على حزب الله وربط بدقة وباستفاضة وإحاطة واسعة كل الأسباب التي أدت بالحزب منذ عام لفتح النار مباشرة على المملكة على خلفية العدوان اليمني وفترة الصمت الطويل التي سكت فيها الحزب عن الإضاءة على الحرب الصامتة التي كانت السعودية تشنها على الحزب منذ عام 2005 والأهم في ما قاله السيد بحسب المصادر، أنه دعا السعودية إلى مواجهته والوقوف وجهاً لوجه فهو يملك القناعة الكاملة دفاعاً عن موقفه، داعياً السعودية إلى عدم معاقبة كل الآخرين، دولة وشعباً وجيشاً، بحجة محاربة حزب الله والانتقام منه، عندما تساءل «هل يحق للسعودية أن تعاقب لبنان والدولة والجيش والمقيمين اللبنانيين في الخليج، لأن هناك حزباً لبنانياً يأخذ موقفاً ويرفع الصوت؟ وهل العربي يعطي هبة يعود ويسحبها وهل العربي يطرد ضيوفه؟ أهذه هي العروبة؟».

السيد يرسم خارطة الطريق للمواجهة مع المملكة

وأكد السيد نصر الله أن المواجهة مع السعودية مستمرة على قاعدة تورّطها في كل ملفات المنطقة من سورية إلى العراق واليمن والبحرين ولبنان. وقال إن لديه تسجيلات الهواتف التي تثبت أن أوامر تفجير السيارات المفخّخة كانت تأتي من السعودية. ولفتت المصادر إلى «أن السيد نصر الله أعاد رسم خارطة الطريق للمواجهة المستمرّة مع المملكة وسعى منذ بداية كلمته إلى الفصل ما بين اعتبارات الداخل التي تحكم الصراع السياسي في البلد وبين الاشتباك السياسي المستمرّ مع المملكة».

ومن الواضح، بحسب المصادر، أن السيد الذي فند قراءته لأحداث الأيام الماضية قد تلقف بإيجابية نتائج لقاء الرئيس نبيه بري والرئيس سعد الحريري من حيث إعادة التأكيد على السلم الأهلي ومنظومة الأمان القائمة وهي الحوار الثنائي والحوار الوطني والحكومة. وأعلن استمرار تمسك حزب الله بكل عناصر التهدئة الداخلية وفصلها تماماً عن عناصر الاشتباك مع السعودية، وقال لسنا على حافة حرب أهلية وما يتردّد عن «7 أيار» و»قمصان سود» غير صحيح أبداً، هناك مَن يريد فتنة ويريد توظيف المناخ السائد لإيجاد فتنة في لبنان، خصوصاً بين الشيعة والسنة، مشدّداً على أنه رغم كل ما تقوم به السعودية يجب أن يبقى لبنان محيّداً عن كل توتر وتجنّب النزول إلى الشارع.

ولفتت المصادر إلى «أن السيد نصر الله قطع الطريق على التهديد الذي يجتاح البلد بتوجيه مباشر من قوى تستثمر على حالة الهلع والخوف التي يجري بثها أمنياً واقتصادياً ومالياً، وحتى أنه دعا كل الأجانب والسياح للمسارعة إلى زيارة لبنان مشيعاً أجواء من الطمأنينة بما يضرب كل منطق التهويل الذي استهدف البلد من المملكة وحلفائها الداخليين خلال الأسبوعين الماضيين».

الحريري يحضر اليوم بعد غياب عن 35 جلسة

أما في ساحة النجمة، فلن يتغيّر مشهد جلسة انتخاب الرئيس الـ36 عن الجلسات السابقة، باستثناء حضور رئيس تيار المستقبل سعد الحريري للمرة الأولى، بعدما غاب عن الـ 5 جلسة السابقة. ومن المتوقع أن يحضر الرئيس نبيه بري إلى المجلس النيابي من دون أن يدخل القاعة العامة جرياً على العادة لعدم اكتمال النصاب.

قال الرئيس الحريري عقب زيارته رئيس الحكومة تمام سلام في السراي الحكومي «إن رئيس تيار المردة النائب سليمان فرنجية يمكن أن لا يحضر إلى انتخاب الرئيس اليوم، هذا الموضوع ليس صحيحًا ونحن لا نوافقه الرأي، وندعوه للحضور لأننا سنحضر إلى المجلس النيابي من أجله». وأكد مواصلة الحوار بين تياره وحزب الله.

ومن دارة الوزير السابق فريد هيكل الخازن أكد فرنجية أنه لن يشارك في أي جلسة نيابية من أجل انتخاب رئيس جديد للجمهورية، إلا بالتنسيق مع الحلفاء في قوى الثامن من آذار.

وأعلن أنه مع النزول إلى مجلس النواب، خصوصاً أنه مرشح إلى رئاسة الجمهورية، مؤكداً أن الحريري على حق بالذي يطرحه، ولكن لبنان ليس سويسرا ولا السويد ولا دولة ديمقراطية، موضحاً أن نزوله إلى مجلس النواب قد يُعقّد الأمور أكثر ولا يحلّها.

وفي السياق، أكدت مصادر وزارية في تيار المردة أن «أحداً من نواب كتلة لبنان الحر الموحّد لن يشارك في الجلسة اليوم»، وجددت المصادر «التأكيد على موقف الوزير فرنجية بعدم حضور أي جلسة من دون حزب الله».

وعشية الجلسة أكد تكتل التغيير والإصلاح «أن المناورات كافةً إلى الفشل، والمقصود طبعاً هو عدم تحقيق أيّ خرق، من الذين لا يرغبون برئيسٍ قويّ وفقاً للمعايير الديمقراطيّة والميثاقيّة». وقال: «كلامٌ آخر بعد جلسة اليوم، والإخفاق تلو الإخفاق لهدف سلق هذا الاستحقاق المحوري والمفصلي والميثاقي بامتياز، الذي يعنينا جميعاً». وشدد على أن ّ الكلام المُباح في مواقيته عند العماد ميشال عون، الصابر على الصفة، والقدرة، والميثاق والمقارنات التي لا تصحّ في جميع المعايير. لا تجوز المساومات في الحقوق الميثاقيّة والدستورية والقانونية ولن تمرّ.. لن يبقى تعطيل الميثاق من دون ردّ».

وعلمت «البناء» أن اجتماع التكتل أمس، توقف عند مناورات الفريق الآخر لعدم السير بترشيح الجنرال بطريقة لم تكن ناجحة وسخيفة». ولفتت مصادر وزارية في تكتل التغيير والإصلاح إلى «أن الهدف من دعوة الحريري فرنجية النزول إلى المجلس، إحداث المزيد من الإحراج لضرب الانتخابات»، مشيرة إلى «أن تيار المستقبل يحاول الوصول إلى طريق مسدود وإحداث توتر داخلي»، و«هذا في غير محله، فنحن وحلفاؤنا سنمنع ذلك».

ولفتت المصادر إلى الانتقادات المثيرة للجدل التي يتعرض لها وزير الخارجية جبران باسيل، وسأل التكتل خلال الاجتماع «لماذا لا تأخذ الحكومة القرارات الخارجية وتسلّمها للوزير باسيل، فمن المؤسف اختراع أمور ولصقها بوزير الخارجية»؟ ودعا المجتمعون الحكومة إلى عدم ترك المجال للتأويل، وما إذا كانت الحكومة توافق الدول الخليجية تصنيف حزب الله كمنظمة إرهابية، فلتأخذ قراراً بذلك وتعلنه»!

ضاهر خلفاً لفاضل

من ناحية أخرى، وافق وزير الدفاع سمير مقبل على اقتراح المجلس العسكري تعيين العميد كميل ضاهر خلفاً للعميد ادمون فاضل، وذلك بعدما رفع المجلس العسكري اقتراحاً في هذا الشأن إلى مقبل، على أن يُصار إلى استبدال أربعة مسؤولي مخابرات حاليين ممن هم أقدم رتبة من ضاهر وهم المساعد الثاني الحالي لمدير المخابرات ومدراء المخابرات في البقاع وجبل لبنان وبيروت.

وفيما سارع رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط إلى اعتبار تعيين مدير استخبارات جديد بعيد عن قواعد الاحتراف والحد الأدنى من الانضباط والخلقية المسلكية، مروراً بمجلس عسكري ضحل ومطواع على قياس الآخرين، رأت مصادر عسكرية لـ«لبناء» أن تعيين العميد ضاهر كان قراراً حكيماً ويصبّ في خدمة استقرار وانتظام عمل المؤسسة، نظراً للحساسية التي تتسم بها مديرية المخابرات والتي لا تحتمل أي شكل من أشكال الفراغ أو عدم الاستقرار».

وأوضحت أن «المجلس العسكري كان أمام أحد أمرين، إما تكليف ضابط بالوكالة بانتظار تعيين الأصيل وإما رفع اسم أحد العمداء لوزير الدفاع لتعيينه بالأصالة وكان الخيار الثاني هو الأفضل».

وجهة الباخرة طرابلس!

إلى ذلك توقفت مصادر أمنية لـ«البناء» عند توقيف قوات خفر السواحل اليونانية سفينة محمّلة بالأسلحة مقبلة من تركيا قبالة سواحل جزيرة كريت ومتوجهة إلى لبنان، وأشارت إلى أنّ السفينة كانت تحمل 6 حاويات منها 2 مملوءتان بالأسلحة والذخيرة».

وفيما احتجزت السلطات اليونانية طاقم السفينة وهم 11 شخصاً منهم 6 سوريين و4 هنود ولبناني، رجّحت المصادر «أن تكون وجهة هذه الباخرة إلى طرابلس لتسليمها إلى إحدى الخلايا الإرهابية في لبنان أو نقلها إلى المجموعات المسلحة في سورية»، ووضعت «العملية ضمن سياق السعي السعودي إلى التوتير الأمني ومواكبة للتصعيد السياسي والدبلوماسي والاقتصادي ضد لبنان».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى