المطارنة الموارنة: لإبعاد الجيش والقوى الأمنية عن التجاذبات وصراع الأفرقاء

أعرب مجلس المطارنة الموارنة عن قلقه «من التصعيد الخطير، في اللهجة والمواقف وبعض الممارسات، الذي ساد الساحة اللبنانية في الفترة الأخيرة بتأثّر من النزاع المذهبي الحاصل في المنطقة، والتصدّع الذي يُصيب الحكومة، ويجعلها عاجزة عن معالجة أبسط الأزمات السياسية والمعيشية والبيئية»، مشيراً إلى أنّ «هذا كلّه إن دلّ على شيء، فعلى حال الانشطار الذي يُصيب الدولة اللبنانية، التي باتت سياستها رهينة التمزّق السياسي الحاصل، بغياب المرجعية الموحّدة والناظمة للبلاد».

وأعرب المجلس في بيان صدر بعد عقده اجتماعه الشهري في الصرح البطريركي في بكركي أمس، برئاسة البطريرك الماروني بشارة الراعي،

عن مخاوفه «من احتمال هبوط لبنان في الفراغ المؤسساتي الكبير»، مطالباً الكتل السياسية والنيابية «تحمّل مسؤولياتها الوطنية والتحرّر من ربط مصير البلاد بمصالح الخارج، والاحتكام إلى موجبات الدستور وخير الوطن، وسلوك المخرج الوحيد من هذه الأزمة المصيرية بالجلوس معاً والتوافق على انتخاب رئيس للجمهورية يكون على مستوى آمال الشعب وحاجات البلاد».

وأكّد المجلس، أنّ «الواقع أثبت أن لا بديل من رئيس الدولة رمز وحدة البلاد، والساهر على احترام الدستور والمحافظة على استقلال لبنان ووحدته وسلامة أراضيه».

وطالب المطارنة بـ«إبقاء الجيش وسائر القوى الأمنية بعيداً من التجاذبات السياسية وصراع الأفرقاء، لأنّ المساس بهذه المؤسسات لا تُحمد عقباه، بعدما كلّفت لبنان الكثير من الجهد والتضحيات حتى وصلت إلى ما وصلت إليه من قدرة وجهوزية، وباتت رمزاً وحماية لوحدة البلاد وسيادتها»، مشدّداً على أنّ «دعم هذه المؤسسات على كل الصعد، واجب وطني لدى كل من يريد لبنان الآمن والمستقر».

ورحّب المجتمعون بزيارة رئيس أساقفة مانيلا ورئيس «كاريتاس الدولية»، الكاردينال لويس أنطونيو تاغل، الذي حضر الجزء الأخير من الاجتماع، بعد أن زار بعضاً من مراكز كاريتاس لبنان ونشاطاتها الإنسانية والاجتماعية والتربوية في مختلف المناطق، و«أسف مع الآباء لما تتعرّض له رابطة كاريتاس لبنان من حملة تجنٍّ وافتراء»، وجدّدوا «ثقتهم بالقيّمين على هذه المؤسّسة، والعاملين فيها والمحسنين إليها، رغم بروز بعض الإشكالات الإدارية».

وشكر المجتمعون «الخطوة المسكونية النبوية التي قام بها قداسة البابا فرنسيس وقداسة البطريرك كيريل، بطريرك موسكو وكلّ روسيا في لقائهما في هافانا»، و شكروهما «على الاهتمام الكبير الذي أولياه للشّرق وقضاياه، وهو دليلُ حرص على الوجود المسيحي في هذا الشّرق، وعلى ما بناه المسيحيّون والمسلمون معاً من حضارة تؤمن بالتعدّدية والعيش المشترك، وباحترام كرامة الإنسان وحقوقه، والسّعي إلى تحقيق العدالة، ونشر المحبة، وبناء السلام» .

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى