بادية حسن على خشبة «أونيسكو»… حين يُغنّي الوجد لسورية فرحاً وأملاً بالسلام

لمى نوّام

تقاطر عشّاق الطرب والفنّ الراقي إلى قصر الأونيسكو في بيروت، فالموعد كان مع صوت طربيّ من الطراز الرفيع، ينقل الحاضرين إلى عوالم أخرى مليئة بالسحر والزمن الجميل. إنّها المطربة السورية القادمة من لاذقية العزّ بادية حسن، التي أحيت حفلاً غنائياً رائعاً بعنوان «وجد» مع خمسة عازفين، حضره عدد كبير من متذوّقي الفن الأصيل.

بعبارة «سورية لكِ السلام» حيّت حسن جمهورها، وبدأت تشدو طرباً، إذ قدّمت عدداً من الأغنيات الجديدة التي لحّنتها مؤخراً، منها «أيها الحب» للشاعر السوري أدونيس، و«في دمشق» للشاعر الفلسطيني محمود درويش، و«عجبت منّك ومنّي» للشاعر الصوفي الأشهر الحلاج، و«عمتم ياسميناً» من كلمات الشاعر والإعلامي اللبناني زاهي وهبي. إضافة إلى «ارسملي لوحة»، «جيتي نورتينا»، «حلم»، كما قدّمت باقة منوّعة من أغاني التراث السوري والفلسطيني.

رافق بادية حسن في حفلها محمد علي عزفاً على الناي، وعلي عساني كمان ، تمام سعيد عود ، يارا عثمان بيانو ، ورواد الأسمر رق .

بادية حسن فنانة ملتزمة يتفجّر الحسّ الفني من داخلها بقوّة تعرف كيف تتفاعل معه وتنقله إلى الجمهور. انطلاقتها كانت من دار الأوبرا في سورية عام 2010، عشقها للفنّ غير محدود، استثنائية ـ كما صوتها ـ في نظرتها إلى الفنّ والحياة والحبّ والإنسان والوطن. الحديث معها يخرج عن إيقاعه العادي، فتغدو وأنت تحاورها كأنك تعزف سمفونية مختلفة من الفنّ الأصيل الممزوج بنكهة مختلفة.

«البناء» التقت بادية حسن في كواليس الحفل، وأجرت معها حواراً عن حفلها وجديدها الفني.

فعن اختيارها بيروت وقصر الأونيسكو لتقديم حفلها، أكدت حسن: «هناك علاقة وطيدة بيني وبين الجمهور اللبناني. فبيروت قبلة ثقافيّة وهي مدينة لم يقدر أحد أن ينتزع منها هذه الخصوصية، فهي مدينة ثقافة وفن وانفتاح على الآخر، والإعلام اللبناني دائم الاهتمام بتجربتي ويواكبني بشكل كبير».

وعن تسمية حفلها «وجد» قالت: «وجد، هو قمة العشق والوله، العشق الإلهي، عشق الوطن، عشق الحبيب».

وعن أغنية «جيتي ونوّرتينا» التي غنّتها للسّيدة فيروز، أخبرتنا حسن قصة هذه الأغنية فقالت: «عندما أتت السيدة فيروز إلى دمشق عام 2008، رحّبت بها بأغنية فقُلت لها جيتي ونورتينا وزيّنتي غنانينا، واخضرّت بوابنا وحبّينا أصحابنا، عانقت الروشة بالغوطة، ومن بردى إلِك زلغوطة. هي أغنية على مقام العجم كنوع بترحيب لهذه السيّدة العظيمة، كلنا نغني أغاني فيروز، لكن لا أحد غنّى إلى فيروز، فأنا كتبت نصّاً خاطبت به فيروز».

وعن الرسالة التي تودّ إيصالها في حفلها للجمهور السوري النازح إلى لبنان وعن موقفها من الأزمة قالت حسن: «رسالتي هي رسالة سلام. السوريون شعب مبدع وحاضر ومسالم. هو ليس شعباً شرِساً أو عنيفاً. وعندما ينقل الفنان السوري هذه الصورة، ينقل الصورة المشرقة والحقيقية عن سورية، وأنا كمطربة مع كيان الدولة السورية، وسورية تفتح أبوابها لكلّ أبنائها وأتمنى أن تهدأ الأحوال ويعود النازحون إلى وطنهم الأمّ سورية».

وعن ألبومها الجديد قالت: «أحضّر لألبوم جديد فيه مجموعة من القصائد في مرحلة الاختيار، ومجموعة من الأغاني من تلحيني، ومجموعة أغانٍ ثانية منوّعة».

وعن أمانيها وطموحاتها أكدت حسن أنّ أمنيتها الأولى والأهمّ حالياً أن يعمّ السلام سورية والعالم. فالفنان رسالة سلام، وكلّ الأمنيات الخاصة تُحقّق بعد حلول السلام.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى