حزب الله الإرهابي خليجياً…!

علي جانبين

هل فاجأ مجلس التعاون الخليجي المراقبين باعتباره أنّ حزب الله منظمه إرهابية والمجلس يعرف أنه يصنِّف حزباً تاريخه هو مقاومة الاحتلال «الإسرائيلي»، وقدّم من شبابه آلاف الشهداء وحرّر لبنان من هذا الاحتلال بعد أن عجزت عن ذلك الدول العربية مجتمعة، ونصِر الشعب الفلسطيني الذي خذله أشقاؤه العرب؟

هل حدثت المفاجأة؟

مرّ الخبر ببساطة عادياً، لأنّ المجلس الذي تقوده السعودية لم يعد يأبه لبياناته السابقة التي تتغنّى بالدفاع عن فلسطين والقدس الشريف، وما عادت تظهر في بياناتها أنّ المسجد الأقصى يمثل أولى القبلتين وثاني الحرمين ومهد السيد المسيح، وصار طبيعياً في أغلب هذه الدول أن يظهر مكتب لرعاية المصالح «الإسرائيلية» أو خبر عن زيارة مسؤول «إسرائيلي».

اتهام حزب الله بالتبعية لإيران لا يكفي لتبرير القرار، فإيران التي يناصبها حكام الخليج العداء هي إيران التي حوّلت السفارة «الإسرائيلية» في طهران إلى سفارة فلسطينية بفضل ثورة الإمام الخميني، وهو الذي أعلن آخر يوم جمعة من شهر رمضان يوماً للقدس لكي تبقى القضية حية للأجيال القادمة.

من الممكن أن يسجل الحكام في الخليج على إيران ما يريدون من الملاحظات والمآخذ، ويقيموا معها الخلافات، لكن في شأن فلسطين عليهم الاعتراف أنها تسبقهم بأشواط كثيرة صدقاً والتزاماً، وأنها في الحرص على العلاقات الثنائية تسبقهم كثيراً رغم فوراق القوة لمصلحتها، فليست إيران من أخفى حقيقة استشهاد آلاف الحجاج، ولا هي من دمّر اليمن وأباد الآلاف في طريقة أقلّ ما يُقال فيها إنها من جرائم الحرب، وفقاً لتوصيف الهيئات الغربية والأممية، ولا إيران هي من جهّز ودعم وأرسل إلى سورية الآلاف من إرهابيّي تنظيم «القاعدة» الذي يُجمع العالم كله على توصيفه بالإرهاب، خلافاً لحزب الله الذي لا يجتمع مع حكام الخليج بتوصيف الحزب بالإرهابي إلا الغرب و»إسرائيل».

كم جهدت السعودية في تمييع تصنيف تنظيمات إرهابية على لوائح الإرهاب العالمية، بينما اخترعت لائحة إرهاب فقط لإضافة حزب الله عليها، وهو على الأقلّ ليس من له يد كهذه التنظيمات في تدمير الحضارة العربية والإنسانية الموروثة، ولا في ذبح مئات آلاف من الأبرياء واغتصاب مئات الآلاف من النساء وتحويل الأطفال قتلة مجرمين.

كيف يستقيم أن يحدث كلّ ذلك تحت عنوان نشر الديمقراطية، بينما دول هذا المجلس لا تعتمد على الديمقراطية معياراً، ولا تعرف معنى الانتخابات على أراضيها، وهي مذ وجدت ملكية أو شبه ملكية وتتغنّى بالديمقراطية؟

لن يجد مجلس التعاون وعلى رأسه السعودية، من يُفاجأ بقراره لأنه لن يجد مًن يصفق لقراره إلا «الإسرائيليون»… فهل هذا يكفيه؟

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى