المبعوث الأممي إلى ليبيا يعلن فشله… والثني يشكك في نيات الغرب
أعلن المبعوث الأممي إلى ليبيا مارتن كوبلر أنه فشل في إقناع كل الأطراف بالتوافق على حل سياسي للأزمة في ليبيا، مشيراً إلى تدهور الوضع الإنساني جراء استمرار التوتر الأمني في البلاد.
وأكد كوبلر في إحاطته التي قدمها مساء أول من أمس لمجلس الأمن الدولي التزامه بالاجتماع مرة أخرى مع الأطراف المختلفة، مشدداً أنه «لا يمكن لليبيا أن تظل رهينة لأقلية من مجلس النواب»، في إشارة إلى معارضي حكومة الوفاق الوطني.
وأضاف أن هناك «غالبية تدعم المضي قدماً»، مؤكداً أنه سيواصل دعم تنفيذ الاتفاق السياسي الليبي، وأن هذه الخطة «لا بديل عنها»، ومؤكداً ضرورة مساءلة المعرقلين على أساس قرارات مجلس الأمن.
وشدد المبعوث الأممي في كلمته على ضرورة أن تعمل حكومة الوفاق الوطني من طرابلس، وتؤسس فروع مكاتبها في الشرق.
من جهة أخرى حذر كوبلر من استمرار تمدد نفوذ تنظيم «داعش»، داعياً إلى توحيد قوات الأمن الليبية، مؤكداً استحالة ذلك «إلا من خلال حكومة وفاق وطني» لمواجهة هذا التنظيم.
على صعيد متصل حذّر مندوب ليبيا في الأمم المتحدة إبراهيم عمر الدباشي، من أن المعرقلين كانوا قادرين دائماً على استخدام التكتيك المناسب لإجهاض أي محاولة لتجسيد الحكومة بمناورات داخل مجلس النواب وخارجه.
وأشار الدباشي في كلمته بمجلس الأمن الدولي، إلى أنه «لم يعد خافياً أن الليبيين والمجتمع الدولي واثقون من وجود غالبية واضحة داخل مجلس النواب تؤيد اعتماد حكومة الوفاق الوطني برئاسة فائز السراج»، داعياً «المعرقلين» إلى مراجعة تصرفاتهم.
من جهة أخرى اتهم رئيس الحكومة الليبية الموقتة عبدالله الثني الدول الغربية بأنها تريد تحويل ليبيا إلى دولة فاشلة، مشككاً في جديتها بمحاربة الإرهاب، ومشيراً إلى ملل الليبيين التصريحات، وقال: «لو أن المجتمع الدولي كان جاداً في محاربة الإرهاب والقضاء على داعش لما انتظر حتى تشكيل حكومة الوفاق».
وأكد الثني في حديث لقناة «سكاي نيوز عربية» قيام جماعة الإخوان المسلمين بمحاولات عدة لفرض إملاءاتهم على الشعب الليبي، متهماً مجلس شورى ثوار بنغازي بارتكاب جرائم ضد المدنيين.
بينما أعلن مجلس «شورى ثوار بنغازي» انسحابه من بعض محاور القتال في مدينة بنغازي، معترفاً بتقدم قوات الجيش الليبي، وطالباً النجدة، ومؤكداً أنه في محنة.
وأصدر مجلس «شورى ثوار بنغازي» بياناً أكد فيه انسحاب مقاتليه من بعض المحاور حفاظاً على أرواحهم من نيران الجيش الليبي ومحاولة لامتصاص الزخم الذي يرافق التقدم القوي للجيش الليبي، طالباً النجدة ممن أسماهم بـ«أهلنا المسلمين» وواصفاً الفريق خليفة حفتر بـ«عدو الله» وقوات الجيش الليبي بـ«جند الطاغوت».
إلى ذلك، نفى وكيل وزارة الداخلية في الحكومة الإيطالية دومينيكو روسي، وجود «غرفة حرب» في روما للتنسيق بين الحلفاء الغربيين من أجل التدخل عسكريّاً في ليبيا، لمواجهة تنظيم «داعش».
وقال روسي: «بشأن ليبيا، أعيد التأكيد على ثبات موقفنا. نحن نترقب تشكيل حكومة الوفاق الوطني»، حسب تغريدة له تعليقاً على أنباء نسبت إلى قائد القوات الخاصة الأميركية في أفريقيا، دونالد بولدوك، حول إقامة «مركز تنسيق بين الحلفاء في روما» يختص بالأوضاع الأمنية في ليبيا، نقلتها وكالة «آكي» الإيطالية.
وأكد وكيل وزارة الداخلية: «نحن ملتزمون بدعمنا لتشكيل حكومة الوفاق الوطني»، مضيفًا: «نحن بانتظار مقترحات حكومة الوفاق لنواجه معاً تنظيم داعش في ليبيا»، محذراً من أن أي مهمة عسكرية محتملة في ليبيا لمواجهة تنظيم داعش «لن تكون فعالة إذا اعتبرنا الليبيون غزاة».