«القومي»: حزب الله مقاومة وكلّ قوى المقاومة في الأمة معنية بمواجهة الاحتلال والإرهاب الحكومة مطالبة بالتحرك الفوري لمواجهة الاتهامات ضدّ المقاومة التي حرّرت لبنان
تواصلت ردود الفعل المستنكرة لقراري مجلس التعاون الخليجي ومجلس وزراء الداخلية العرب تصنيف حزب الله «منظمة إرهابية» محذّرة من تداعياته السلبية الخطيرة على لبنان والأمة وطالبت الحكومة اللبنانية بالتحرّك الفوري لمواجهة الاتهامات ضدّ المقاومة التي حرّرت لبنان.
وفي السياق، قال الحزب السوري القومي الاجتماعي في بيان: «نُدين بشدّة وصم حزب الله بالإرهاب، ونعتبره اتهاماً لكلّ قوى المقاومة في بلادنا. فحزب الله شكّل بمقاومته قوة تحرير للأرض، وقوة ردع في مواجهة العدو الصهيوني، وكلّ قوى المقاومة في أمتنا معنيّة بالدفاع عن خياراتها ومواصلة مقاومتها الاحتلال والإرهاب ومشاريع التفتيت والهيمنة، دفاعاً عن أرضنا ووجودنا، وصوناً لحقنا ووحدتنا واستقرارنا…
إنّنا لا نستغرب أنّ يأتي اتّهام المقاومة بالإرهاب من العدو «الإسرائيلي»، فهذا العدو سبق أن اتّهمنا واتّهم المقاومة الفلسطينية واتّهم حزب الله بالإرهاب، وذلك لأنّنا جميعاً قاومنا ونقاوم احتلاله لفلسطين ولبنان، ولأنّنا صمدنا في وجه إرهابه وإجرامه وممارساته العدوانية العنصرية.
لكن، ما هو مستغرب ومستهجن أن يصدر هذا الاتهام عن دول خليجية وعربية، نتطلّع إليها دولاً معنيّة بتحمّل مسؤولياتها في دعم المقاومة في لبنان وفلسطين في مواجهة العدو الصهيوني وفي مواجهة قوى الإرهاب والتطرّف التي تمارس القتل خدمةً للعدو الصهيوني.
ولذلك، فإنّ على هذه الدول أن تتراجع عن اتّهاماتها فوراً، استداركاً لهذه الخطيئة الجسيمة، وتلافياً لتداعياتها السلبية على التضامن العربي، وعلى ما تبقّى من علاقات ومصالح عربية مشتركة، وعلى قضية فلسطين وكلّ قضايانا المحقة والعادلة والمشروعة، وحتى لا ينفرد العدو «الإسرائيلي» ويحقّق مشروعه في تصفية المسألة الفلسطينية.
ويدعو الحزب السوري القومي الاجتماعي إلى مراجعة نقدية لسياسات بعض الدول العربية، التي أباحت لنفسها التدخّل في الشؤون الداخلية لهذه الدولة أو تلك، وتحديداً ضدّ سورية، وهي سياسات اقترنت بأدوار ساهمت بتفاقم الأوضاع وتمدّد الإرهاب، والمطلوب اليوم، مغادرة هذه السياسات والتخلّي عن نظرية «من ليس معنا فهو ضدّنا»، واعتماد منطق الحكمة والتعقل لاستعادة ما فُقد من التضامن العربي، ومن أجل إعادة الاعتبار لقضية فلسطين واعتمادها بوصلة لكلّ العرب.
ويؤكّد الحزب وجوب أن تتحمّل الدولة اللبنانية مسؤولياتها، والمسؤولية الأساس هي توفير كلّ الدعم للجيش اللبناني والقوى الأمنية من أجل تحصين لبنان في وحدته واستقراره وسلمه الأهلي.
كما أنّ الحكومة اللبنانية مُطالبة بالتحرك الفوري والعاجل وعلى كلّ المستويات، لمواجهة الاتهامات التي تطال حزب الله ومقاومته التي حرّرت لبنان، والتي هي ركن أساسي من أركان الصمود والكرامة والعنفوان المتمثّلة بثالوث الجيش والشعب والمقاومة».
فرنجية
وأكّد رئيس «تيار المردة» النائب سليمان فرنجية، عبر حسابه على «تويتر»، أنّ «حزب الله مقاومة ترفع رأس لبنان والعرب، ونأسف أن ترجم من بيت أبيها ما يُرضي عدوّنا الوحيد إسرائيل».
فارس
ورأى النائب مروان فارس في تصريح تعليقاً على بيان مجلس التعاون الخليجي اعتبار حزب الله «منظمة ارهابية»، أنّه «ليس غريباً عن هؤلاء في المجلس أن يصدر عنهم مثل هذا الموقف الذي يعبِّر عن عمق العلاقات القائمة مع العدو الصهيوني استكمالاً للحرب السعودية على المقاومة التي صنعت مجداً لا مثيل له في الصراع مع العدو الصهيوني في عام 1982 إثر العدوان «الإسرائيلي» على لبنان وعام 2006».
أضاف: «بعد الاعلان «الإسرائيلي» الرسمي من قِبل القناة «الإسرائيلية» العاشرة عن زيارة وفد «إسرائيلي» رفيع للعاصمة السعودية، وقد رفعت دول مجلس التعاون من مستوى حربها على المقاومة وعلى حزب الله بالتخصيص، فإنّنا نعتبر أنّ هذا الموقف ليس موقفاً غريباً عن سلوك السعودية والدول الخليجية التابعة لها، فالذين يدمّرون الحضارة العربية اليمنية ويقتلون أطفال اليمن ورجاله ونساءه، لن يتراجعوا في مواقفهم المرتبطة بالعدو «الإسرائيلي»، فإنّهم منذ مدة طويلة منذ تاريخ الحرب على لبنان وعلى غزة في فلسطين يتابعون مسيرتهم ذاتها في الارتباط وتنفيذ السياسة الأميركية المعادية للشعوب العربية، وخصوصاً في لبنان الذي أوقع العدو «الإسرائيلي» في هزيمة لا مثيل لها».
ودانَ فارس «الموقف الخليجي المتخاذل»، مؤكّداً أنّ «حزب الله ليس في حاجة لدعم من دول الخليج في مقدمهم المملكة السعودية، لأنّ من يهزم «إسرائيل» ليس في حاجة لشهادة في الوطنية من أحد».
قبلان والنابلسي
واستنكر نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان في بيان، القرار الخليجي وبيان مجلس وزراء الداخلية العرب ضدّ حزب المقاومة، «في افتراء غاشم يحمل إساءة إلى لبنان المقاوم وتاريخه المجيد وعدواناً على شعبه وجيشه وسيادته، إذ يتماهى مع العدوان الصهيوني ويقدّم خدمة مجانية للكيان الصهيوني».
ورأى أنّ «هذه القرارات الجائرة تبعث برسالة فتنة إلى اللبنانيين».
من جهته، وصف الشيخ عفيف النابلسي القرار بأنّه «إسرائيلي أميركي لتبرير الجرائم التي تُرتكب بحق شعوب المنطقة، ولا سيّما الشعب الفلسطيني والسوري واليمني والعراقي».
وأكّد أنّ «المقاومة وقفت في وجه الصهاينة الغزاة بكل جرأة وإقدام، وسعت لتمكين الشعب الفلسطيني ومقاومته لدحر الاحتلال الصهيوني فيما كانت المملكة تعمل على تمزيق وحدة الفلسطينيين».
وختم النابلسي: «لا سحب ودائع النفط، ولا طرد العمال من دول الخليج، ولا جرّ اللبنانيين إلى حرب أهلية ولا اعتبار حزب الله منظمة إرهابية يمكن أن ينال من إرادة المقاومة والمقاومين».
لحود
ورأى النائب السابق إميل لحود في بيان، أنّ قرار دول مجلس التعاون الخليجي «يجب أن يستدعي ردّة فعل لبنانية رسمية، لأنّ هذا التصنيف يجعل من لبنان كلّه إرهابياً، فالمقاومة هي التي حمت لبنان ضدّ العدو «الإسرائيلي»، وهي التي تحميه اليوم، إلى جانب الجيش اللبناني، في مواجهة الإرهاب، وهي مصدر فخر للبنانيين الشرفاء والوطنيين الحقيقيين».
وسأل: «كيف تصنّف هذه الدول حزب الله إرهابياً في وقت يقوم طيرانها يومياً بشنّ الغارات على المدنيين في اليمن؟».
وأشار إلى أنّ «هذه الخطوة لن تزيدنا إلّا تشبّثاً بخيار المقاومة، اليوم وغداً وبعده».
وختم: «في زمن انخفاض سعر البترول، انخفضت نسبة الكرامة التي تجري في عروق البعض، وإذا كان هؤلاء قادرين على تصدير البترول إلينا، فإنّنا على استعداد لنصدِّر لهم، من جنوبنا الصامد في وجه «إسرائيل» وبقاعنا الذي يتصدى للإرهاب، بعضاً من كرامة، وهذه لا ينخفض سعرها لأنّها لا تُقدَّر بثمن، ولا تنتفي حاجتها لأنّنا لم نعتدْ على العيش من دونها».
وشجب الأمين العام للتنظيم الشعبي الناصري النائب السابق الدكتور أسامة سعد، قرار وزراء الداخلية العرب باعتبار حزب الله منظمة إرهابية»، مشدّداً على أنّ من «يحارب الإرهاب الصهيوني والإرهاب الظلامي هو قوة مقاومة وطنية، ولا يمكن أبداً اعتباره إرهابياً».
ورأى أنّ «القرار المذكور يشكّل دليلاً إضافياً على خضوع الأنظمة العربية للتكتّل الخليجي الذي تقوده السعودية، كما يمثّل هدية تُقدّم للكيان الصهيوني الذي أعرب قادته عن السرور والارتياح لهذا القرار».
واستهجن «سعي بعض الأنظمة العربية إلى تسعير العداء لإيران في الوقت الذي تعمل فيه هذه الأنظمة على نسج العلاقات مع الكيان الصهيوني في السر والعلن»، مستنكراً «الإجراءات السعودية والخليجية العقابية ضدّ لبنان»، داعياً إلى «إحلال لغة العقل والحوار على صعيد العلاقات بين الدول العربية».
واعتبر النائب السابق وجيه البعريني، أنّه «إذا كانت هناك خلافات سياسية مع تعارض في المشاريع السياسية بين المحاور العربية والإقليمية والدولية، فإنّ ذلك لا يجوز أن يدفع دول الخليج العربي إلى معاقبة لبنان وجيشه ومقاومته».
وأكّد «اللقاء الوطني» بعد اجتماعه الدوري في مكتب الوزير السابق عبد الرحيم مراد وبرئاسته، أنّ «لبنان عربي الهُويّة والانتماء، وعروبته مكرّسة في الدستور، والتزامه المقاومة والقضية العربية، وهو ناضل كثيراً من أجل تكريسها»، واستهجن ورفض «محاولات وصف المقاومة بالإرهاب الذي تريده إسرائيل».
وأشاد بـ«الموقف اللبناني الذي اعترض على هذا الوصف المجحف.
وأعلن المكتب السياسي لحركة «أمل» في بيان، أنّه يستنكر ويستغرب وينظر بعين القلق إلى القرارات الصادرة من الخليج إلى تونس، والمتعلّقة بحزب الله «الذي كان ولا زال في موقع المقاومة».
وطالب «حرصاً على وحدة الموقف والخطاب السياسي العربي بإعادة النظر بمندرجات هذه القرارات».
و انتقدت رابطة الشغيلة في بيان القرار، وأشارت إلى أنّ «كيان العدو الصهيوني يعمل ليل نهار لإلصاق تهمة الإرهاب بحزب الله، في محاولة يائسة للنيل من الصورة الناصعة والمشرقة للمقاومة في سماء العرب، بعدما ألحقت الهزيمة النكراء بالجيش الصهيوني المحتل وأذلّته عام 2000 وعام 2006».
غندور
ووصف رئيس «اللقاء الإسلامي الوحدوي» عمر غندور القرار بـ«الفاضح والمعيب»، مشيراً إلى أنّ «مثل هذا القرار المُدان، والذي يستفزّ كرامة الأمة وشرفها وكبريائها لا يُمثّل العرب والمسلمين، بل من بصموا عليه طائعين، وستبقى فلسطين قبلة شرفاء الأمة وأحرارها، وسيبقى حزب الله الكتيبة الجهادية المتقدمة على طريق فلسطين، والدرّة المتوهجة على جبين أمّة العرب والإسلام ولو كره المتآمرون».
وأكّد الأمين العام لـ «التيار الأسعدي» معن الأسعد، أنّ وزير الداخلية نهاد المشنوق «لم يستفرد بقراره خارج خطه السياسي»، آملاً «ألّا يكون في سياق توزيع الأدوار داخل صقور تيار «المستقبل» في انتظار الموقف السعودي خصوصاً، والإقليمي عموماً، الذي يبدو أنّه متّجه إلى التصعيد على مستوى لبنان والمنظمة».
وسأل رئيس جمعيَّة «قولنا والعمل»، الشيخ أحمد القطان، «هل هذا القرار يخدم العروبة والإسلام وشعوب أمتنا؟» مطالباً «كل القادة السياسيين الشرفاء الوطنيين الأحرار في العالم عموماً، والعلماء ورجال الدين خصوصاً، بإدانة هذا القرار، وأنّ يطالبوا دول مجلس التعاون الخليجي بالتراجع عنه».
كما انتقد رئيس «المؤتمر الشعبي» كمال شاتيلا، الحزب العربي الديمقراطي، والحزب «الديمقراطي الشعبي»، وجبهة النضال الفلسطيني، وجمعيات وشخصيات سياسية القرار الخليجي.