ماذا تخبّئ البرامج الترفيهية في الشراكة بين شركات الخليوي والفضائيات؟
سمر زهير الخطيب
تشغل الطبقة السياسية الممدّدة ذاتياً لمؤسساتها الجمهور اللبناني بقضايا خدماتية ومعيشية تراوحت ببن العجز المفاجئ عن جمع القمامة والتخلص منها الى الإنقلاب على زيادات منتظرة منذ سنوات على سلسلة الرتب والرواتب لآلاف الموظفين والعسكريين.
هذا وكأنه لم يعد يكفي اللبنانيين او مواطني الأقطار العربية التي تعيش شعوبها فوضى دموية ودماراً يومياً ليُضاف إليها همّ آخر يمتصّ من مداخيلها الشحيحة عبر برامج تلفزيونية جاذبة تتخفى وراء عناوين فنية وترفيهية، بينما تحقق من خلالها أرباحاً مالية كبيرة للفضائيات وشركات الخليوي في شراكة مشبوهة بين الطرفين.
فهل تستغلّ شركات الخليوي المسابقات الفنية وخاصة من تعلن أنها لصالح الجمعيات الخيرية لتراكم أرباحاً خيالية بدون وجه حق؟ ام هي شراكة بمنافع مادية متبادلة بين الفضائيات والخليوي؟
ومن المؤسف ان لا يدوم حماس المشاهدين في لبنان والدول العربية بمتابعتهم لبرنامج « Celebrity Duets» الذي يتضمّن إضافة إلى الدعايات التجارية تصويتاً من المشاهدين عبر رسائل الخليوي لمن يفضلون من النجوم المشاركين، وذلك بعد كلّ عرض وحتى العرض التالي، وطبعاً بتكلفة للمرسل لا تقلّ عن الدولار لكلّ رسالة تصويت، خاصة بعد ان صدموا بما ورد في حلقة 13 كانون الأول الماضي.
و لعلّ ما دفع المشاهدين إلى متابعة البرنامج المذكور هو إعلان البرنامج بأن مداخيل التصويت برسائل الخليوي او الجزء الأكبر منها مضافاً اليها مداخيل الدعايات التجارية خلال البرنامج ستدفع كتبرّعات لجمعيات خيرية معروفة اختارها النجوم المشاركون في مسابقة الغناء.
وتقوم المسابقة بين النجوم على انّ نتائج المباريات بين النجوم تعتمد بالنتيجة على عدد المصوّتين بالرسائل الهاتفية بعد تقديم العروض من قبل النجوم في كلّ حلقة، وعليه تستمرّ مهلة التصويت برسائل الخليوي طوال الفترة الزمنية حتى بداية البرنامج التالي.
إلا انّ هذه الغاية المعلنة قد لا تكون الغاية الحقيقية لمثل هكذا مسابقات او لهذا البرنامج بالذات، فعلى ما يبدو وباستغراب من المشاهدين لبعض ما ورد في حلقة 13 كانون الأول، إذ يظهر انّ غالبية موارد البرنامج قد لا تكون أساساً لمجرد فائدة الجمعيات الخيرية المختارة من قبل النجوم، بل لصالح حسابات شركات الخليوي والفضائيات الراعية لتلك البرامج، خاصة عند انتفاء العلاقة المباشرة بين تصويت المشاهدين وبين نتائج المسابقة المعلنة بين النجوم.
فبينما تعلن حلقات البرنامج التي تبث مساء كلّ يوم أحد بأنها تبث مباشرة من الاستوديو وتظهر كلمة مباشر على الشاشة إلا أنه كان لافتاً انّ إحدى حكام المسابقة السيدة منى أبو حمزة أجابت على سؤال خلال الحلقة المشار اليها ما يدلّ على انّ تاريخ الحلقة هو يوم 9 كانون الأول كونه متطابقاً مع ذكرى يوم ميلاد ابنها وليس 13 كانون الأول يوم عرضت الحلقة! وهذا يعني انّ هذه الحلقة على الأقلّ كانت مسجلة مسبقاً، وبالتالي لم تقرّر فترة التصويت في يوم البرنامج النتائج المعلنة بين النجوم المتسابقين، إذ في هذه الحالة تكون نتائج تصويت الجمهور قد حدّدت سلفاً وبحسب رغبة إدارة البرنامج.
وفي حال انّ واحدة او أكثر من حلقات هذا البرنامج كانت مسجلة مسبقاً وتعرض على أنها بث مباشر مع دعوات للمشاهدين للتصويت فيعني هذا فعلاً بأنّ ما يعلن مغاير للحقيقة وتحايل على المشاهدين لتحفيزهم على التصويت وتحميلهم كلفة الرسائل المرسلة لشركات الخليوي.
وهنا نسأل: هل مثل هذه الممارسات شائعة في البرامج الفنية التي تتضمّن تصويتاً بالرسائل الخليوية؟ وهل يمكن للمدّعي العام المالي التحرك لمنع الاحتيال على الجمهور في حال ثبوته أو لحفظ حقوق مالية الدولة من الضرائب المترتبة على مكاسب مالية تهرب منها تحت عناوين إعفاءات ضريبية عن التبرّعات الخيرية؟
يبقى هذا السؤال برسم الفضائية المعنية التي ننتظر منها توضيحاً…؟