متى كانت المقاومة إرهاباً؟

خالد السفياني

قرار مجلس التعاون الخليجي، وبعده قرار مجلس وزراء الداخلية العرب بتصنيف حزب الله منظمة إرهابية قرار صادم ومرفوض بكلّ المقاييس ويخدم في النهاية المشروع الصهيوني الذي رحّب قادته بهذا القرار بحرارة واعتبروه نصراً للكيان الإرهابي العنصري.

إننا في المؤتمر القومي – الإسلامي، وأياً كانت الخلافات بين مكوناته، حول بعض القضايا، انطلقنا وننطلق دائماً من ثوابت لا يمكن أن نقبل المساس بها، وعلى رأس هذه الثوابت دعم المقاومة وتبني ثقافة المقاومة، ورفض أي مساس بفصائل المقاومة العربية والإسلامية والتي يعتبر حزب الله مُكوناً أساسياً من مكوناتها.

وإننا في المؤتمر إذ نرفض بشكل قاطع قرار مجلس التعاون ووزراء الداخلية العرب، نؤكد أنّ حزب الله كان ولا زال وسيبقى عضواً مميّزاً في المؤتمر القومي – الإسلامي، ومساهماً أساسياً في تحقيق أهداف المؤتمر، وخاصة إطلاق ورعاية الحوار بين مكونات الأمة كافة، والتشبّث بخيار المقاومة ضدّ المشروع الصهيوني والقائمين عليه، وأنّ أية محاولة للمسّ به تشكل مساً مباشراً بالمقاومة وخدمة مباشرة لأعداء الأمة، بًل واعتداءً على فلسطين، أرضاً وشعباً ومقدسات، وعاملاً من عوامل التوتر والفتنة، في الوقت الذي نحن فيه أحوج ما نكون إلى الالتحام والحوار ونبذ الحروب والفتن الطائفية والعرقية والمذهبية.

إننا في المؤتمر القومي – الإسلامي نؤكد دعوتنا للحوار، مهما كانت الخلافات، والى إيجاد الوسائل لتجاوز كافة الصراعات على الأرض العربية، والسبل الكفيلة بعودة فلسطين إلى صدارة اهتماماتنا وإلى أولوية أولوياتنا باعتبارها البوصلة وباعتبار عدو الأمة الأساس هو الكيان الصهيوني والمشروع الصهيوني والقائمين عليه.

لذا، فإننا في المؤتمر القومي – الإسلامي ندعو مجلس التعاون الخليجي ووزراء داخلية الدول العربية، إلى التراجع عن هذا القرار، كما سبق إسقاط الاتهام بتصنيف حركة المقاومة الإسلامية حماس حركة إرهابية، كما نشدد على تأكيد أن الحوار هو البديل عن قرارات شاذة كهذه ترقى إلى مستوى الخطيئة، وعلى أنه لا حل لأية قضية، على أية ساحة عربية، إلا بالحوار وصولاً إلى حلول سياسية والى توافقات ومصالحات تاريخية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى