إيطاليا: لن نتدخل في ليبيا إلا بطلب من سلطات البلاد
أعلن رئيس الوزراء الإيطالي، ماتيو رينزي، أن أي تدخل عسكري لبلاده في ليبيا لن يجرى إلا استجابة لطلب مناسب من قبل السلطات الليبية وبمصادقة البرلمان الإيطالي.
وقال رينزي، في رسالة وجهها للحزب الديمقراطي الإيطالي: «إن التدخل الإيطالي في شؤون ليبيا ليس ممكناً إلا على أساس طلب مناسب من قبل الحكومة الشرعية لهذه البلاد، كما يتطلب في أي حال مصادقة البرلمان الإيطالي وجميع الهيئات الحكومية».
وأشار رينزي إلى أن بلاده تنطلق في دراستها لهذه المسألة من مبادئ «ضبط النفس وتوازن القرارات والمنطق السليم، على خلاف أولئك الذين يعتبرون التدخل الطائش أمراً ممكناً».
وجدير بالذكر أن هذه التصريحات تأتي على خلفية إعلان السفير الأميركي في إيطاليا، جون فيليبس، أول من أمس، أن خمسة آلاف جندي إيطالي سيتوجهون إلى العاصمة الليبية طرابلس من أجل تأمينها ومنع سيطرة تنظيم «داعش» عليها.
وفي هذا السياق، أشارت الصحف الإيطالية إلى أن رئيس وزراء البلاد «منزعج» بسبب الضغط عليه من قبل حلفاء روما الغربيين الذين يدفعون إيطاليا إلى خوض حرب حقيقية في ليبيا، فيما كتبت صحيفة «كورييري ديلا سيرا» أن رينزي «يسعى إلى تجنب السيناريو العسكري بجميع الوسائل المتاحة»، وشددت على أن روما تنتظر تشكيل حكومة الوحدة الوطنية في ليبيا قبل اتخاذ قرار نهائي حول التدخل الإيطالي في البلاد.
يبدو أن التحذير من المشاركة الإيطالية في الأزمة التي تعصف بليبيا يعد من النقاط القليلة التي يجتمع عليها الساسة الإيطاليون. إذ حذر سيلفيو برلسكوني، رئيس الوزراء الإيطالي السابق، والخصم السياسي الأبرز لماتيو رينزي حالياً، من اتخاذ قرارات سطحية ومستعجلة حول تدخل بلاده في الشؤون الليبية.
وبصرف النظر عن جميع محاولات السلطات الإيطالية منع انغماس البلاد في الأزمة الليبية، تخرج إلى العلن، من وقت إلى آخر، أنباء عن تحركات أميركية وإيطالية مشتركة للبدء بعملية ضد مسلحي «داعش» في البلاد. وكان قائد القوات الأميركية الخاصة في أفريقيا، دونالد بولدوك، أكد الأسبوع الماضي، في تصريحات إعلامية، أن مركزاً للتنسيق لهذا التحالف بات جاهزاً في روما، الأمر الذي نفته وزارة الدفاع الإيطالية آنذاك، وقالت إنها تنتظر تشكيل الحكومة الليبية قبل إنشاء أي غرفة عمليات.
وسبق أن وردت خلال الأسبوعين المنصرمين أنباء تتحدث عن وصول قوات خاصة إيطالية وفرنسية وأميركية وبريطانية إلى ليبيا، إلا أنها قوات محدودة ولا تتعدى بضع عشرات من الجنود.
وكان السفير الأميركي في إيطاليا، جون فيليبس أكد أن خمسة آلاف جندي إيطالي سيتوجهون إلى ليبيا. وأضاف فيليبس أن القوات الإيطالية ستذهب إلى العاصمة طرابلس من أجل تأمينها ومنع سيطرة تنظيم «داعش» عليها.
وحول مشاركة قوات أميركية، قال السفير، في مقابلة مع صحيفة «كورييري ديلا سيرا» الإيطالية، إن مساهمة القوات الأميركية لم تتم مناقشتها بعد من قبل إدارة أوباما، مؤكداً في الوقت ذاته على المشاركة الاستخباراتية.
وتتخوف بعض دول الجوار من تدخل غربي جديد في ليبيا، وتعتبر الجزائر أن أي تدخل عسكري محتمل في البلاد سيسفر عن مزيد من الخراب والخسائر البشرية، وتؤكد على موقفها المتمسك بالحل السياسي عبر الحوار.
كما تجمع دول الجوار على رفض أي تدخل عسكري تقوم به الدول الغربية في ليبيا، خاصة وأن هذه الأخيرة تربطها مع كل من تونس والجزائر حدود برية.