تلفزيون لبنان
يطلع الأسبوع الجديد على تحرّك دبلوماسي غربي فاعل في بيروت، باتجاه استمرار عمل الحكومة، والحثّ على خطة إنقاذية في الحوار الوطني الموسّع، تبدأ بتثبيت الهدوء في المواقف، وبتسريع انتخاب رئيس للجمهورية، وبحماية الاستقرار الأمني والاقتصادي في البلاد.
وفي معلومات مُستقاة من متابعين لاتصالات مهمّة، أنّ تشاوراً يتمّ بين بعض سفراء عواصم القرار، وعدد من المراجع اللبنانية ولا سيّما الرئيس نبيه برّي، لتحقيق هذه الأهداف. وفيما يعود الرئيس سعد الحريري من الرياض، أطلق الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله مواقف شدّد فيها على الوحدة الوطنية في البلد، لكنّه هاجم بعنف المواقف السعودية في سورية واليمن، مركّزاً على الإشادة بمواقف بعض الأنظمة العربية والإسلامية، والمواقف الشعبية في رفض وصف «حزب الله» بالمنظمة الإرهابية، متحدّثاً بذلك عن بيان وزراء الداخلية العرب.
وتحدّث السيد نصر الله عن أنّ «إسرائيل» ستبقى عدوّة للشعوب العربية والإسلامية. وقال إنّها تعمل لتُظهر نفسها حامية لأهل السنة والجماعة، نافياً أن يكون قد اتّهم السنة بالتعاون مع «إسرائيل».
وفي ختام كلمته في حفل تأبيني للشهيد علي فياض، شدّد السيد نصر الله على الوعي، وعلى حماية الوحدة الإسلامية – الإسلامية والإسلامية – المسيحية في لبنان.
يُذكر أنّ السيد نصر الله تناول موضوع اللبنانيين العاملين في الخليج، منتقداً ما سمّاه استغلال وجودهم لأغراض سياسية.
«أن بي أن»
استنفار «إسرائيلي» يُرصد. «تل أبيب» تسعى للاستفادة من الخلافات الإقليمية، وتوسيع مساحة التطبيع مع دول عربية. «الإسرائيليون» لا يكتفون بالتفرّج على توصيف المقاومة بالإرهاب، هم خطّطوا لاستغلال الأزمات، وتوظيف الانشغال العربي – الإقليمي في خدمة مصالحهم.
«إسرائيل» اليوم تزيد مساحات التهويد، وتصل إلى حدّ منع رفع الآذان في مساجد الأراضي المحتلة بذريعة معاناة «الإسرائيليين» من صوت الآذان. فأين العرب والمسلمون؟
المشهد في بلدة معركة أمس أول أمس ، هو الجواب: المقاومة ملك الشعب، ولا يمكن لأحد في العالم أن يصنّفها بالإرهاب. موقف أعلنته حركة «أمل» على لسان المعاون السياسي للرئيس نبيه برّي علي حسن خليل.
تلك المقاومة كانت وستبقى ملك الأجيال، تستند إلى تضحيات مقاومين ودماء شهداء من أيام سقوط الشهيد الأول بمواجهة الاحتلال، مروراً بمعركة عام 1985 واستشهاد القادة المقاومين محمد سعد وخليل جرادي وحيدر خليل. وتستمر المسيرة على ذات الدرب الطويل. فلا العدوانية «الإسرائيلية» أسقطت المقاومة، ولا التحريض الطائفي والمذهبي يؤدّي إلى التطبيع مع «إسرائيل»، كما قال الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله.
«إسرائيل» عدو وستبقى، ثوابت استراتيجية غير قابلة للنقاش ولا للتصنيف ولا للتعديل.
في الداخل، لا وقت للمزايدات، في ظل دعوة أطلقتها حركة «أمل» لإعادة قراءة خطوة الرئيس سعد الحريري حول تبنّي ترشيح النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية. المقاربة يجب أن تكون إيجابية، كما قال الوزير خليل، لأنّ ما قام به الحريري خطوة كبيرة للأمام تجاوز فيها مساحات الخلاف.
حكومياً، انتظار. الرئيس تمام سلام لم يتسلّم بعد ردوداً إيجابية تسمح بالقول إنّ أزمة النفايات في طريقها إلى الحل. هو لا يزال ينتظر أخباراً مقرونة بأفعال. وعليه، يُفترض أن يتبيّن خلال اليومين المقبلين الخيط الأبيض من الخيط الأسود.
أمّا الخيوط السورية فمتعدّدة: من تقدّم الجيش في جبهات عدّة، وسط الحديث عن إنجاز مهمّ مرتقب خلال الساعات الثماني والأربعين المقبلة. وانشقاقات في «داعش»، الذي بات يُعاني من تفكيك التنظيم أولاً، من الرقة إلى ريف حلب، وانتصارات الكرد عليه شمال سورية. ومن هنا رصدت الطائرات الروسية اليوم محاولة تنظيم «داعش» تحشيد مقاتليه للهجوم على الأكراد، في خطوة تهدف لإعادة رفع معنويات مقاتليه من جهة، والسيطرة على ما خسر في الشدادي في ريف الحسكة الاستراتيجي من جهة ثانية.
«المنار»
من فيض جهاده جاد الرّثاء. فقريحة الشهادة اختارت اسماً فكان علاء، اسماً ملأَ ساحات الوغى أملاً ونصراً وعطاء. من جنوب لبنان بدأت الحكاية وعلى طريق فلسطين محطّات مشرقة، من البوسنة إلى العراق وسورية زرع ألف راية. لم تضيّعه المحطات عن الوجهة الأصلية، فظلّت بوصلته فلسطين منذ انتفاضة الحجارة إلى انتفاضة الدّهس والسكين.
اليوم أمس ، أطلّ سماحة السيد ليوفي البطل بعض حقّه، فيرسمه مشهداً دائماً في محطات القضية، وليوفي أهل الوفاء وفاءهم شكراً وتقديراً، وليربط ذلك كلّه بالمعركة الأساس ضدّ العدو الصهيوني. فالمعركة معركة وعي وخيار، وإرادة قرار، مهما كانت الأثمان والتضحيات.
أزجى السيد شكره لأهل الوفاء في تونس، فخصّصهم رئيساً وحكومة وأحزاباً ونقابات وقوى وشعباً بالتقدير، وكان شكره موصولاً للعراق والجزائر ولبنان وفلسطين والأردن وموريتانيا والمغرب واليمن، ولكل الذين أدانوا القرار ضدّ «حزب الله» أينما كانوا، وكائناً من كانوا.
وللذين حاروا كيف يتّقون غضب السعودية بأي ثمن، أبلغهم سماحته أن يبحثوا عن السبب في فشل المملكة في سورية والعراق والبحرين واليمن. فالغاضبون، حنقهم مفهوم، لأنّ الفاشل من الطبيعي أن يغضب، وستكتشف السعودية مبكراً أنّها تخوض معركة خاسرة. وكل من يطبّع ويتآمر ويخون لمصلحة «إسرائيل»، سيسقط معها كائناً من كان، لأنّ نبض الأمة العربية لا زال مقاومة، وقلبها فلسطين حتى التحرير.
«ام تي في»
بعيداً من اليوميات السياسية المملّة، إنّه يوم The voice kids. فمع استمرار الفشل الحكومي، واستكمال الاهتراء البيئي، واستشراء الفشل الإداري. ومع تواصل مسلسل الصفقات والسّمسرات والسّرقات وعلى عينك يا تاجر، ومع تزايد قرف الناس وإحباطاتهم من تصريحات معظم المسؤولين التي تُناقض ممارساتهم، شكّل برنامج The voice kids فسحة أمل وضوء للبنانيين.
فانتصار اللبنانية لين الحايك في برنامج شارك فيه متبارون من مختلف الدول العربية، جدّد الإيمان بأنّ لبنان كان ولا يزال بلد المواهب، وأنّه، ولو تحوّل دولة فاشلة على الصعيد السياسي، فإنّه يبقى عاصمة الإبداع والفن والجمال في هذا الشرق. والأحلى أنّ الانتصار اللبناني جاء بتوقيع فتاة من المينا في طرابلس، ما أثبت مرة جديدة أنّ هذه المنطقة، ورغم استباحتها لفترة طويلة من أدوات الموت والقتل والتشدّد، كانت ولا تزال مدينة الانفتاح والنجاحات والتألّق.
«او تي في»
بالتزامن والتوازي، أنهى محمد بن نايف زيارة إلى فرنسا، وأنهى سعد الحريري زيارته للبنان.
الحصيلة في باريس: طارت الأسلحة الفرنسية للجيش، وباتت جزءاً من عتاد الحرب وعدّة «عاصفة الحزم» في اليمن وغير اليمن.
الحصيلة في بيروت: طارت الجلسة الـ36 لانتخاب الرئيس العتيد، والتي علّق الحريري الآمال العريضة عليها، ووقّع العرائض الاسترحامية ومعه جوقة شعراء البلاط ومدّاحي السفارات لرفع الغضب الخليجي عن لبنان. حضر الحريري وغاب فرنجية الذي نزل الحريري «عشانو»، فغادر الحريري إلى السعودية للبحث بالخطة باء أو تاء أو ساء، بعدما رسم ملامح المواجهة المقبلة مع سمير جعجع من خلال السّعي إلى تشكيل جبهة معارضة لجعجع تضمّ أحزاباً ومستقلّين ومسؤولين سابقين ووجوهاً روحية، لتعويض المكوّن «القوّاتي» في 14 اذار وفي التخريجة الرئاسية، ولإفهام جعجع أنّه باتَ الخصم بعدما رشّح العماد عون.
والأخطر أنّ حلفاء جعجع السابقين، يستشعرون حجم التحوّل المسيحي الذي يُساهم برأيهم في إضعافهم وتقوية الخط الذي يمثّله مرشّح الحريري الوزير فرنجية.
وفي بيروت نفسها التي لم يغادرها وبقي فيها، عاود السيد نصر الله هجومه على السعودية وبعض العروش العربية التي لم يعدْ هدفها سوى حماية «إسرائيل» وإشعال الفتنة السنّية – الشيعية، شاكراً تونس على موقفها الرافض لإدراج الحزب في خانة الإرهاب. لكنّه لم يوجّه الشكر للوزير المشنوق الذي اقترب بموقفه من جبران باسيل الذي حصد الغرم، ونال المشنوق الغنم، مع أنّ الموقفين في العمق والمضمون واحد.
في تموز 2006 قصف عسكري، وفي شباط 2016 قصف اقتصادي. سيناريو تموز يتكرّر بردّ فعل خليجي على عكس الفعل اللبناني في دنيا العرب والعالم. الثنائي لين حايك ومارك حاتم يوصلان لبنان إلى حيثما كان دائماً: النجاح والتفوق والانتصار.
«ال بي سي»
صدحت لين حايك: كن منصفاً يا سيّدي القاضي، فاشتعلت الدنيا فرحاً بعدما فازت لين باللقب الأول عن أجمل الأصوات. وصدح مارك حاتم بالإنكليزية: خذني إلى الكنيسة، فتقدّمت حظوظه كأجمل الأصوات.
وبين لين ومارك، خيط رفيع أعاد إلى الأذهان لبنان الحقيقي. وكذلك بين لين ومارك وجع اللبنانيين، بين فرح الأصوات وحزن السياسة، ليل أمس أول أمس ، عاش اللبنانيون فرح الفوز بعدما كاد إحباط النفايات والشّغور يوصلهم إلى اليأس. فازت لين بأصوات المقترعين لا بقرار من التمديد.
الديمقراطية في الفن فازت على التمديد في السياسة، فكان إثباتٌ جديدٌ أنّ أملاً في الأجيال الشابة لا في الجيل السياسي الذي يأبى تغييراً أو تركاً للكراسي لغيره.
أثبتت لين حايك، ابنة المينا، أنّ طرابلس يخرج منها غير قادة محاور. وأثبت مارك حاتم أنّ اللبناني إذا ما أُعطي الفرصة يمكن أن يبدع.
بعيداً عن لين حايك ومارك حاتم، لا شيء يشجّع في السياسة وفي النفايات، ففي السياسة واصل الأمين العام لـ«حزب الله»، السيد حسن نصر الله، هجومه عالي السقف على السعودية، معترفاً في الوقت عينه أنّ «حزب الله» قاتل في البوسنة وفي العراق.
أمّا في ملف النفايات، فنقاش جديد تحت طائلة أنّ الرئيس تمام سلام لن يدعو إلى جلسة لمجلس الوزراء إذا لم يُنجز ملف المطامر. ويبدو أنّ هذا الملف لن يُنجز، فهل يشهد الأسبوع المُقبل استقالة سلام؟
«الجديد»
حكومة المطمرة الوطنية، تقترب من الحل وفقاً للعبارة التي تحلّها. وإذا كان شعار رئيسها تمام سلام «اللهم أشهد أنّي بلغت»، فلسوف يقول له ربّه إنّك تأخّرت في التبليغ، وأخطأت في ربط مصيرك بحفرة من مطمرة، فيما كانت حلول البلديات أقرب، لكنك أحجمت عنها أموالها ولم تكلّفها البدء بالعمل، أنت ومن معك من حفنة وزارية سياسية تتربّع على القمامة، فالحلول التي تنشدونها أيها السادة ليست جاهزة للتطبيق. وأنتم تعرفون هذا الأمر، وسبق لكم وأن تبلّغتم رفض الأهالي، من برج حمود إلى الجية والناعمة وعموم منطقة إقليم الخروب، فليس بطلال أرسلان وحده يحيا الإنسان.
وإذا كان زعيم خلدة، قد أخفض صيحات الـ»كوستا برافا»، فلن يعني ذلك أنّكم حصلتم على «البرافو». لأنّ مطمراً واحداً لن يفي بمزابلكم الصيّاحة على طول بيروت وعرض ضاحيتها.
لا أحد يريد الحل، والسلطة تبحث عن مخارج جرى رفضها مع الشكر، لكنها لا تيأس قبل أن تعاود تدويرها لاسترجاع سطوة الوزير أكرم شهيّب على الملف. وقد يتراءى للمرء أنّ السلطة أعلنت إفلاسها وأشهرت فشلها وعجزها عن معالجة ملف النفايات، لكن ثمانية أشهر من عمر الرائحة تقول غير ذلك، وتبرز معطيات تؤكّد أن لا أحد في شبه الدولة اللبنانية يريد الوصول إلى الحل، لأنّ الجميع مختلف على توزيع المغانم وتقاسم الحصص. ولا أحد منزّهاً، من جنبلاط التقدّمي في الأزمة، إلى الحريري وبرّي والسنيورة.
وربما كانت حصة زعيم «المستقبل» من هذه الأزمة هي رئاسة الحكومة، فالحريري ينشد العودة إلى السرايا ولو على ظهر النفايات. يرتضي بأن يكون رئيساً «مزبلاً» على أن يبقى مواطناً سعودياً مفلساً، فوضعه المالي ما عاد يحتمل.
وعفن المنطقة يتفوّق في الأوساخ السياسية الموصولة بحبل سرّة «إسرائيلي»، لكن بعض ردود الأفعال الشعبية والرسمية، كانت بمثابة الرسالة إلى العدوّ الذي يقدّم نفسه على أنّه حامي الشعوب في الخليج. وهذا ما أبحر فيه اليوم أمس الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله، في ذكرى أسبوع الشهيد «علاء البوسنة»، حازماً بأنّه لا يمكن لـ«إسرائيل» في هذا العالم الإسلامي أن يصبح وجودها طبيعياً في أي يوم من الأيام. متحدّثاً عن أنظمة وعروش تعلم أنّها لا تستمر إلّا بحماية «إسرائيل». وقال إنّ القرارات بتسمية «حزب الله» منظمة إرهابية كانت تعسّفية، وبعضها في مؤتمر الداخلية العرب قد جرى تهريبه.