الخليج و«إسرائيل» في مركب واحد وجميعهم غارقون في طوفان حزب الله!
ناديا شحادة
السعودية قامت بدعم ونشر الأيديولوجيات المتطرفة للجماعات الإرهابية الموجودة حالياً في منطقة الشرق الأوسط وباتت عنصراً يحاول زعزعة الاستقرار في المنطقة ويهدد الأمن الدولي فآل سعود هم الداعم الأول للمجموعات المتطرفة الإرهابية في العالم، وقد أكدت على ذلك المذكرة السرية لوزيرة الخارجية الأميركية السابقة هيلاري كلينتون، حيث كشفت المذكرة أن السعودية هي المصدر الأكبر لتغذية الإرهاب في العالم.
فالداعم الأول للإرهاب تقدم خطوات جنونية باتهامه حزب الله الذي تحدى غطرسة الكيان الصهيوني والحق الهزيمة به في عام 2000 وفي حرب تموز 2006، تقوم باتهامه وتصنيفه على انه حزب إرهابي، وتحصد الرياض بياناً في 2 آذار يرضي غرورها من مجلس التعاون لدول الخليج العربية، حيث قرر المجلس اعتبار حزب الله اللبناني منظمة إرهابية، ليأتي بعد ذلك قرار وزراء الداخلية العرب بوصفهم حزب الله حزباً إرهابياً.
ولكن الضغط السعودي لم يدم طويلاً فبعد أن اعترض وزير الداخلية اللبناني نهاد المشنوق على البيان، جاء موقف العراق متحفظاً على القرار وانسحب وزير الداخلية العراقي من الاجتماع، وصرّح قائلاً إنه رفض تصنيف حزب الله جماعة إرهابية، لأنه موضوع خلافي يفجّر مزيداً من المشاكل في المنطقة العربية ونأت الجزائر بنفسها عن القرار، وكانت أول مَن سارع إلى نسفه والتأكيد على موقفها الداعم لمقاومة الاحتلال الصهيوني، حيث أعلن وزير خارجيتها رمطان لعمامرة أن بلاده تتبرأ من هذا القرار وأن حزب الله حركة سياسية تنشط في لبنان وفق قوانينه، لتبدأ بعد ذلك حكومات عربية تتنصّل من البيان فها هو رئيس الجمهورية التونسية الباجي قائد السبسي الذي يحاول من خلال خطاباته أن يظهر أن بلاده تتبع دبلوماسية تنأى بالبلاد عن التخندق في محاور إقليمية أو دولية، وأن القائمين اليوم على الدبلوماسية متمسكون بالثوابت وعدم الانحياز، يقدم على تصريح يرفع من خلاله الالتباس وينفي أن تكون تونس قد اصطفت خلف أحد المحاور وأن تونس ستظل وفية لنهجها الدبلوماسي الذي استمر عقوداً طويلة، حيث دعا وزير الخارجية إلى إصلاح الخطأ الذي وقعت فيه تونس حول القرار ضد حزب الله وتحميل من اتخذ القرار المسؤولية على ذلك.
القرار الذي صدر من مجلس التعاون الخليجي ومن وزراء داخلية العرب لإرضاء السعودية التي تأتي في مقدمة المتآمرين على أي نظام أو جيش عربي يريد قتال «إسرائيل» واستعادة الكرامة العربية، حسب تأكيدات أمين عام حزب الله السيد حسن نصر الله في السادس من آذار، والتي تتبع سياسة خارجية بصورة غريزية وتعتمد في سياستها على ثلاث دعامات: الإسلام الذي استخدمته لبث الفتنة الطائفية، والنفط، والعالم العربي. وترى الرياض نفسها زعيمة لكل ركيزة من هذه الركائز وتحاول جاهدة الحفاظ على هذا الدور المزيّف الذي كان سبباً في تشكيل القلق الأكبر في العالم العربي من المملكة التي أصبحت محبطة بشكل متزايد من الحزب، حسب ما أكدت شبكة بلومبرج الأميركية، والتي لم تكن يوماً في خندق المقاومة..
يؤكد الخبراء على أن القرار السعودي جاء بمثابة بلاغ كيدي نتيجة فشل السعودية في ملفات المنطقة ونتيجة للقاء سابق جمع بين مدير عام وزارة الخارجية الصهيونية المرشح دوري غولد بالمستشار الكبير السابق للحكومة السعودية أنور عشقي في 5 حزيران عام 2015 في واشنطن، حيث بدأت السعودية السعي لجني ثمار هذا اللقاء بمحاربة حزب الله سياسياً واجتماعياً بعدما فشلوا عسكرياً من أجل وأد قلعة من قلاع المقاومة في المنطقة، فهذا التصنيف كان هدية مجانية لـ «إسرائيل» وقد رأينا حالة الفرح في دولة الاحتلال الصهيوني والتصريحات المرحبة بالقرار على لسان مسؤوليها، حيث وصفته زعيمة حزب كاديما تسيبي ليفني بالأمر المهم والدقيق، ووصفت صحيفة معاريف القرار بأنه إنجاز كبير لتل أبيب، وقالت القناة الصهيونية الأولى إن العالم يقترب بمواقفه ضد حزب الله من الموقف «الإسرائيلي».
فرغم شدة توتر الأوضاع بشكل غير مسبوق في الساحة العربية ومع محاولات بعض الدول لملمة الأمور لتجنب المزيد من التفكك والتفتيت للمنطقة الذي لا يستفيد منه سوى العدو الصهيوني يأتي غضب السعودية ليصمّ أذانها ويطمس أعينها عن المخاطر المحدقة بالمنطقة العربية وتصرّ على تصعيد الموقف في كل من سورية واليمن وأخيراً لبنان، برغم محاولات بعض الساسة اللبنانيين استجداء العطف السعودي من خلال الخطابات الرنانة التي أشاروا بها إلى العلاقات القوية بين بيروت والمملكة فلم تجد نفعاً مع المملكة التي تسير في نهجها الذي رسمته مع العدو الصهيوني مستهدفة حزب الله الذي يعتبر أحد مكونات المجتمع اللبناني ليعم الضرر على لبنان بأكمله.