على هامش وقف إطلاق النار
كنان اليوسف
وحدها ضحكات أطفال مخيم الوافدين خط التماس الأول مع مدينة دوما تخترق الهدوء الذي يخيم على المنطقة منذ اليوم الأول للهدنة المعلنة في سورية أو الذي اصطلح على تسميته وقف العمليات العدائية. في عمق المخيم على بعد عشرات الأمتار من محيطه الشرقي أقام الجيش السوري تحصينات ودشم وسواتر، كتل الأبنية في محيطها تحولت نقاط رصد ومراقبة ومنها يمكن رصد كافة تحركات جيش الإسلام في معقله في مدينة دوما.. تحصينات الجيش السوري وقبل ساعات من دخول الهدنة حيز التنفيذ كانت خط اشتباك ساخن شهد أشرس المعارك ومحاولات تسلل المجموعات المسلحة نحو المخيم. كخط إمداد لهم.
من إحدى المقار العسكرية يطل على الصحافيين ضابط سوري برتبة عميد. الضابط يتقن اللغة الانكليزية جيداً ولغات أخرى ربما وبعيداً عن عدسات كاميراتهم يبدأ الحديث إلى الإعلاميين من جنسيات عدة ممن حضروا لتغطية دخول المساعدات الإنسانية إلى الغوطة الشرقية، محذراً إياهم من دقة التحرك وعدم إبراز كاميراتهم في نقطة مكشوفة على المسلحين خروق بالجملة سجلتها هذه الجبهة بأسلحة عديدة منها الخفيفة والمتوسطة والثقيلة يقول الضابط السوري.
الخروق استهدفت نقاط تمركز الجيش السوري من دون أن تسفر عن سقوط ضحايا بصفوف العناصر المتواجدين. الخروق التي تم وصفها الضابط بالاستفزازية وكمحاولة لاستدراج الجيش السوري إلى خرق الهدنة وهذا ما لم يحصل، حيث لم يتم الرد عليها خاصة أنه لا يمكن تحديد مصدرها بدقة مما سيجعل الرد عليها عشوائياً وهذا ما يريده الطرف الآخر متمثلاً بالمجموعات المسلحة المتمركزة في دوما وبساتينها. في المخيم تسود حالة من الهدوء الحذر وآثار الهدنة الإيجابية باتت واضحة في خروج المدنيين في يوم مشمس إلى أطرافه مع عائلاتهم من دون خوف أو قلق.. أطفال انتشروا بين الأزقة والشوارع الرئيسية التي لا تبعد سوى أمتار عن خط التماس الأول وهناك مارسوا ألعابهم « قبل الهدنة كنا نقضي ساعات الليل كلها على أصوات الاشتباكات ورمايات المدفعية الثقيلة عدا عن سقوط قذائف الهاون التي تستهدف منازل السكان»، تقول عجوز ثمانينية وتتابع «حالة كانت شبه يومية منذ سيطرة المسلحين على دوما قبل ثلاث سنوات لتأتي الهدنة اليوم لتفرض حالة من الأمن الذي افتقدناه منذ سنوات».
خمس دقائق فقط، وعليكم مغادرة المكان، حرصاً على سلامتكم.. بهذه الكلمات اختتم الضابط السوري حواره مع الصحافيين وعليه غادرنا المكان..