المشنوق: فرصة لإسماع صوتها وإثبات وجودها اقتراعاً وترشيحاً
نظمت «الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية» ندوة بعنوان «النساء في المجالس البلدية دعماً للتنمية المحلية»، لمناسبة اليوم العالمي للمرأة، في الجامعة اللبنانية الأميركية في بيروت.
وتحدث في الندوة وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق، عضو المجلس الاستشاري لمعهد الدراسات النسائية في العالم العربي مي الخليل، مديرة المعهد الدكتورة لينا أبي رافع، أمين سر الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية المحامي فادي كرم ومدير مكتب برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في بيروت لوكا رندا.
بداية تحدث المشنوق لافتاً إلى أنه «يتعين إفساح المجال أمام اللبنانيات لإثبات مدى قدرتهن على أداء دور فاعل في الحياة العامة وتحمل المسؤوليات في إدارة شؤون المجتمع».
وإذ أشار إلى نسبة المشاركة المتدنية للسيدات في آخر انتخابات بلدية والتي بلغت 6 في المئة، رأى «أنّ الحق ليس على الرجال أو على الدولة أو على النظام الانتخابي». وقال: «يجب أن تقتنع السيدات بأنّ لهن دوراً وعليهن واجب يجب أن يمارسنه انتخاباً وترشيحاً. وإذا كان علينا أن نساعد المرأة في فتح الأبواب أمامها، إلا أنّ عليها أيضاً مساعدة نفسها من خلال عملية الانخراط والمبادرة في المشاركة في تحمُّل مسؤولياتها الوطنية. واستحقاق الانتخابات البلدية والاختيارية المقبلة مناسبة للمرأة لإسماع صوتها ولإثبات وجودها اقتراعاً وترشيحاً. وإذا كانت 536 سيدة تمكنت من الفوز بعضوية المجالس البلدية في انتخابات 2010 فلماذا لا نطلق اليوم تحدياً بمضاعفة هذا العدد في انتخابات أيار المقبل؟».
ثم عقدت حلقة نقاش حول موضوع مشاركة المرأة في المجالس البلدية شارك فيها النائب غسان مخيبر، عضو المكتب التنفيذي في الهيئة الوزيرة السابقة وفاء الضيقة حمزة، عضو مجلس بلدية بيروت المهندسة بشرى عيتاني والعضو المؤسس في جمعية «نساء رائدات» ندى عبيد. وأدارت الحلقة الإعلامية كلود أبو ناضر.
ورحبت الخليل بالحضور باسم رئيس الجامعة اللبنانية الأميركية الدكتور جوزف جبرا. وقالت: «رغم أنّ هذا اللقاء هو بمناسبة يوم المرأة العالمي إلا أنه مرتبط بقضية المرأة، هذه القضية التي تحتاج إلى لقاءات يومية متواصلة لتتوصل المرأة إلى كلّ حقوقها. إنّ المرأة عنوان للتخطيط والتنظيم والصبر والاحتمال، من هنا نرى أهمية مشاركتها في إطار العمل البلدي. كما يجب إعطاؤها دوراً تقريرياً وتنفيذياً حتى لا تكون مجرد رقم بالتركيبة البلدية».
وأشارت أبي رافع إلى أنّ «تاريخ الجامعة اللبنانية الأميركية يشهد دعمها للمرأة»، لافتة إلى أنّ «المرأة لم تتمكن حتى اليوم من المشاركة فعلياً بالحياة السياسية، والحلّ هو بالمساواة».
أما كرم فقال: «من المخجل أن يكون لبنان اليوم في ظلّ مشاركة نسائية ضئيلة جداً في مراكز صنع القرار على كامل المستويات سواء في البرلمان أو الحكومة أو حتى في المجالس المحلية، وهو الذي يتغنى دوماً بأنه من واضعي الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وأنه مثال الديمقراطية في العالم العربي في حين أنّ دولاً عربية كثيرة كمثال تونس والمغرب والأردن قد كرست هذه المشاركة باعتماد الكوتا النسائية كتدبير موقت، وهكذا ضمنت هذه الدول تغييراً للدور النمطي للمرأة في مجتمعاتها وساهمت في تنمية اجتماعية يشترك فيها كلا الجنسين لأجل النهوض بمتطلبات الوطن في كامل الميادين: السياسية، المدنية، الاقتصادية، الاجتماعية والثقافية».
واعتبر رندا «ستمثل الانتخابات البلدية المقبلة إنجازاً ديمقراطياً مهما للبنان بعد تأجيل الانتخابات البرلمانية مرتين في عامي 2013 و 2014 وإجراء الانتخابات البلدية ضمن الإطار الزمني القانوني 0 ايار – 29 ايار 2016 سيكون عنصراً هاماً في إعادة بناء الثقة العامة، الثقة في المؤسسات العامة وفي العملية الديمقراطية».
بعد ذلك، كان عرض موجز للفيلم القصير «نساء في البلديات»، من إعداد مشروع دعم الانتخابات اللبنانية التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي وبتمويل من الاتحاد الأوروبي.
الأمم المتحدة
وفي السياق عينه، نظمت الأمم المتحدة ومنظمة «نساء رائدات» و«المعهد الوطني الديموقراطي ـ أن. دي أي»، بمناسبة «اليوم العالمي للمرأة»، مؤتمراً في فندق «موفمبيك» بعنوان «لبنانيات في البلديات»، وهو يهدف إلى تشجيع النساء على الترشح للانتخابات البلدية المقبلة.
حضر المؤتمر السفير البابوي غابريال كاتشيا، المنسقة الخاصة للأمم المتحدة سيغريد كاغ، السفيران الأميركي ريتشارد جونز والبريطاني هوغو شورتر، الوزير السابق زياد بارود، إضافة إلى شخصيات نسائية ورئيسات جمعيات تعنى بشؤون المرأة وطالبات.
بعد النشيد الوطني وكلمة عريفة الاحتفال جويل أبو فرحات رزق الله، ألقت كاغ كلمة قالت فيها: «إنّ التغيير يحصل عند بذل جهود حقيقية لإدماج المرأة في الحياة السياسية لتعمل من أجل بلدها ومجتمعها. وإنّ اليوم يشكل الخطوة الأولى للتعبير عن الإرادة لتعزيز دور المرأة في الحياة السياسية في لبنان، والتغيير لن يحصل إذا ما عملت المرأة وحدها، فهي تحتاج إلى العمل يدا بيد مع الرجل».
وطالبت بـ«اعتماد كوتا نسائية تساعد على تحقيق حسن المشاركة وتمثيل المرأة، والتركيز على القرارات الدولية التي تدعو إلى تمثيل ملموس للمرأة».
وقدمت مديرة «المعهد الوطني الديمقراطي» ـ فرع لبنان نيكول روزيل نبذة عن «التمثيل النسائي في المجالس البلدية حول العالم ولمحة عامة عن موقع المرأة في الحياة السياسية».
بعد ذلك، عقدت حلقة حوارية شارك فيها بارود، عضو المجلس البلدي لبيروت فيليب بسترس، رولا العجوز، والإعلامية ربيكا أبو ناضر.
لقاء في بكركي بعنوان «كرامة المرأة»
وبالمناسبة عينها، ترأس البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي في كنيسة القيامة في الصرح البطريركي في بكركي، لقاء بعنوان «كرامة المرأة»، نظمه مكتب رعوية المرأة في الدائرة البطريركية.
وألقى الراعي كلمة قال فيها: «يقول الكتاب المقدس «خلق الله الإنسان على صورته ومثاله، ذكرا وأنثى». من هنا انطلقت صورة الله مرسومة في كلّ رجل وامرأة. البابا فرنسيس في براءة يوبيل الرحمة يشرح من جديد مفهوم الرحمة البيبلي، في الكلمتين الأساسيتين: كلمة رحمة في الكتاب المقدس هي «رحميم» وتذكرنا بالرحم. المرأة الأم التي تحمل مولودها في رحمها هي مدرسة الرحمة. إنها تعيش كلّ الحنان والحب وكلّ المشاعر الإنسانية. مساعدة فقير أو محتاج نسميه عمل رحمة، وهذا جزء من مفهوم الرحمة».
أضاف: «هنالك أيضاً النساء اللواتي بالأمانة الكبيرة رافقن يسوع، وأظهرن وجه المرأة القوية. ويقول البابا يوحنا بولس الثاني انه «في وقت الصعوبة، المرأة أقوى من الرجل». وكلنا اختبرنا هذا. عندما يكون أحدنا مريضاً في البيت، الأم أو الزوجة لا تنام ولا تنعس، بل تقوى بالبطولة. هؤلاء النساء هن اللواتي تحدين وبقين بالقرب من الصليب».
كرامي: تحية للمرأة الفلسطينية
ووجه الوزير السابق فيصل كرامي التحية للمرأة عموماً في مناسبة يوم المرأة العالمي، وتوجه خصوصاً إلى المرأة الفلسطينية وقال: «في يوم المرأة العالمي تحية إلى المرأة الفلسطينية التي تقدم كلّ يوم حكاية بطولة وشموخ وصمود».
وأشار إلى أنّ «هذا النهار افتتح باستشهاد السيدة فدوى أبو طير في محلة باب الحديد في القدس القديمة، حيث فتح عليها جنود الاحتلال نيران بنادقهم، زاعمين أنها تحمل سكيناً، وتركوها تنزف نحو ساعة إلى أن فارقت الحياة قبل السماح بإسعافها».
اتحاد المحامين العرب
ونبهت الأمانة العامة لاتحاد المحامين العرب، في رسالة وجههتها إلى الأمة العربية، من التراجع الذى يشهده واقع المرأة العربية بعد نهوض لأوضاعها وانتصار لقضاياها.
ودعت الأمانة العامة كلّ القوى المدنية والمعنيين بحقوق الإنسان للوقوف بقوة أمام دعاوى الرجعية ومجابهة القوى الظلامية والدفاع عن مبادىء المساواة في الحقوق واحترام الكرامة الإنسانية وكفالة حقوق المرأة والانتصار لقضاياها ضدّ الإرهاب والرجعية والتخلف.