«أحزاب البقاع»: حزب الله من أشرف وأكمل حركات المقاومة
استمرّت أمس المواقف واللقاءات التضامنية المندّدة بتصنيف مجلس التعاون الخليجي وبعض وزراء الداخلية العرب حزب الله « منظمة إرهابية».
الأحزاب
وفي هذا السياق، توقّفت الأحزاب الوطنية والقومية في البقاع في بيان، بعد لقائها الدوري عند «البيان المهرّب من اجتماع وزراء الداخلية العرب حول نعت حزب الله بالإرهاب»، فاعتبرت أنّ «التهريب بذاته يُدين من لجأ إليه، لأنّه يعلم علم اليقين أنّه يخالف إرادة الأمّتين العربية والإسلامية وقناعتهما، وهو يمثّل جزءاً من العلاقة التي باتت تنحو نحواً علنياً بين العدو الصهيوني وبعض الأنظمة العربية، وعلى رأسها مملكة آل سعود».
ورفض المجتمعون القرار جملةً وتفصيلاً، مؤكّدين أنّ «حزب الله كان وسيبقى من أشرف وأكمل حركات المقاومة الوطنية والعربية والإسلامية ضدّ العدو الصهيوني وأعداء الأمة، وقد سجّل في التاريخ العربي الحديث أسمى صفحات العزّ والبطولة وصون الأرض والمقدّسات، وكل نعتٍ سلبيّ يُوجَّه إليه يُدين مطلقه ولا يخدم إلّا أعداء العرب والمسلمين».
وتوجّهوا «بكل آيات الشكر والاعتزاز للشعوب العربية والإسلامية وقواها الحيّة لرفعها الصوت عالياً، رفضاً للمسّ بحزب الله ومقاومته الشريفة وعلى رأسهم الشعب التونسي الحرّ والأبيّ»، ورؤوا أنّ «العملية العسكرية الأخيرة لما يُسمّى الدولة الإسلامية داخل الأراضي التونسية هي ردّ فعل مباشر من الصهاينة وبعض الأنظمة العربية المرتبطة بـ»داعش» والمموّلة لها والمشرفة على سياساتها، وعلى رأسهم آل سعود، بوجه المواقف المشرِّفة للدولة والشعب في تونس الشقيقة».
واستهجن المجتمعون «تناسي وزراء الداخلية العرب لفلسطين وقضيّتها العادلة والممارسات التعسّفية اليوميّة والمجرمة للعدو «الإسرائيلي» تجاه المقدّسات والشعب الفلسطيني المظلوم، إذ كان الأولى أن يُدين البيان الإرهاب الصهيوني المنظّم، من دون المسّ بحركات المقاومة التي هي شرف الأمة وعزّتها وكرامتها».
لقاء في صيدا
وتنديداً بقرار مجلس التعاون الخليجي وبدعوة من منتدى الثقافة والفكر في مدينة صيدا، عُقد لقاء إعلامي في «مجمّع السيدة الزهراء» حضره نخبة من الإعلاميين من لبنان والدول العربية.
استُهلَّ المؤتمر بكلمة الدكتور الشيخ صادق النابلسي، وصف فيها مجلس التعاون الخليجي بـ»الكائنات الهرمة الهزيلة التي تبحث عن جدوى جلوسها على عروش الدُّمى، بالفتنة والتخريب ومحاربة كل من يسعى لمقاتلة «إسرائيل».
أضاف: «المقاومة، هذا التيار العميق من النُّبل والشهامة والصدق سيستمر في الامتداد والاتّساع من الضاحية إلى صعدة حتى الضفة ليصحِّح الخريطة التي صيّرتها ممالك الصحراء حدوداً ومخافر بوليسية، ونريدها هواءً نقيّاً وحرية وكرامة».
بدوره، قال عضو المجلس الوطني للإعلام غالب قنديل: « منذ أكثر من 70 عاماً ومنظومة حكومات الرجعية العربية بقيادة المملكة السعودية كانوا يلبسون الأقنعة ويتآمرون في الخفاء، أمّا اليوم خرجوا إلى الضوء بعهر وفجور ضدّ المقاومة، لأنّهم يرون فيها وفي وجه قائدها السيد حسن نصرالله كل خيباتهم وهزائمهم لأمّتنا في زمن الانتصارات».
وقال رئيس اللقاء الإعلامي غسان جواد: « قتلتم الرئيس المصري جمال عبد الناصر، الذي كان يؤسّس ويرمز لوحدة الأمة، وتركتم ياسر عرفات يُقتل محاصراً في المقاطعة، واليوم بعد الانتصارات التي حقّقتها المقاومة وأحرجتهم في تآمرهم وخياناتهم، يعاملونها كما عامل أخوة يوسُف النبي أخاهم».
وأضاف: «هذه المقاومة هي يوسُفكم الجميل شئتم أم أبيتم، ولن تستطيعوا أن ترموها في البئر لأنّ الله يعزّها ويذلّ عزيزكم وحاكمكم وملككم».
وأكّد الإعلامي البحراني المعارض إبراهيم المدهون «أنّنا مع المقاومة قلباً وقالباً، وأي قرار يُتّخذ من قِبل الحكومات لا يمثّل الشعوب العربية».
وأشار رئيس «مركز المسارات» التونسي فوزي العلوي إلى أنّ «تونس أعلنت بكل مكوِّنات مجتمعها ومختلف طبقاتها السياسية دعمها ونصرتها لخط المقاومة، وتبرّؤها من الخط الرجعي الإرهابي الحليف لكل ما هو ضدّ فلسطين».
ووصف رئيس «الملتقى العالمي لشباب اليمن» ماجد وشلي، القرار الخليجي بـ»المخزي والعار ويدلّ على أنّ هذه العقليات ما زالت على خلفيات رجعية» مشيراً إلى أنّ «حزب الله يمثّل القوة الحقيقية للعدو الصهيوني». وقال: «من يتّهمون حزب الله بالإرهاب هم أنفسهم متورّطون منذ سنوات عديدة بتمويل ودعم وتغطية أبشع الجرائم في الدول العربية، وينشرون فكراً تكفيرياً دموياً مناهضاً لكل شيء بشريّ وحضاريّ، وخير شاهد هو ما يحصل اليوم في اليمن».
وتوجّه رئيس «مركز دال للإعلام» فيصل عبد الساتر، إلى من دعا حزب الله للعودة إلى الوطن بالقول «إنّ عليك أنتَ ومن معكَ أن تعود إلى الوطن، ولا ترهنوا الوطن إلى من باع الأوطان في كل هذا الوطن العربي».
عاصي
كما تحدّثت في اللقاء الإعلامية اللبنانية ثريا عاصي، التي أكّدت التمسّك «بحَـقِّ مقاومة المستعمر «الإسرائيلي»، المقاومة يجسّدها في هذه المرحلة من تاريخنا مقاتلو حزب الله. فلهم منّا كل عرفانِ الجميل، كل التأييد، كل الاعتزاز بإنجازاتـِهم، وللشهداء منهم كلّ التقديرِ والإجلالِ».
واعتبرت «أنّ ليس في هذا الموقف الخليجي ما يستحقّ الاهتمام، أو يُثير الدهشة»، وقالت: «ليس منطقياً أن ننتظر من آل سعود أن ينخرطوا في الصراع ضدّ الاستعمار الإسرائيلي. إذ يجب أن لا ننسى أنّ بلادَ نجد والحجاز، وسائر الإمارات الخليجية الأخرى، وتحديداً الأماكن حيث يُستخرج الغاز والنفط، هي محتلّة. أي تحت سيطرة الولايات المتحدة الأميركية. إذا أخذنا هذا المُعطى في الإعتبار نتوصّل إلى قراءةٍ للحرب على سورية على سبيل المثال، تُفيدنا بأنّ في هذه البلاد ثروات باطنية كبيرة، وأنّ الإمبريالية الأميركية ـ الأوروبية تُريد أن تحرم السوريين من توظيف عائدات هذه الثروة في العمران والتطوير والتقدّم والسيادة الوطنية». وتساءلت: «هل كان آل سعود مع المقاومة الفلسطينية؟ أم أنّهم أفسدوا بالمال وأغووا حتى تكون هذه المقاومة مع آل سعود وضدّ القضية الفلسطينية».
ورجّحت «أنّ هذه القراءة تنطبق أيضاً على الوضع في العراق، وفي إيران أيضاً».
وتحدّث في اللقاء الإعلامية سمر الحاج ورئيس الهيئة الإسلامية الفلسطينية والشيخ سعيد القاسم، كما كانت مداخلات للعديد من الضيوف الحضور.