عبد اللهیان يشدّد على الوحدة الوطنیة… ودي ميستورا يركّز على تشكيل حكومة والانتخابات
أكد مساعد وزیر الخارجیة للشؤون العربیة والأفریقیة حسین أمیر عبداللهیان: أن حل الأزمة السوریة رهن باحترام وحمایة وحدة الأراضی السوریة واستقلالها ووحدتها الوطنیة.
وخلال اتصال هاتفي مع المبعوث الخاص للأمین العام للأمم المتحدة إلی سوریة ستیفان دي میستورا شدد أمیر عبداللهیان، بحسب «إرنا»، علی ضرورة التعامل بواقعیة في المتابعة المتزامنة لمكافحة الإرهاب والعملیة السیاسیة مؤكداً ضرورة الوعي لتحاشي الأعمال التي تؤدي إلی تقویة الجماعات الإرهابیة.
وتم خلال هذا الاتصال الهاتفي تبادل وجهات النظر بشان آخر المستجدات ومحادثات المعارضین مع الحكومة السوریة في جنیف.
وأشار دي میستورا الی الدور البناء للجمهوریة الإسلامیة الإیرانیة علی صعید حل الأزمة السوریة سیاسیاً، وأعطی شرحاً عن المساعي التي یبذلها لعقد جولة جدیدة من المفاوضات التي تبدأ قریباً في جنیف.
وأكد جدیة الأمم المتحدة في متابعي هذا الموضوع، معرباً عن أمله بأن تشكل هذه المباحثات سبیلاً لحل الأزمة السوریة في المستقبل القریب.
وكان المبعوث الدولي أعلن أن المفاوضات المقبلة في جنيف ستركز على تشكيل حكومة وطنية في سورية والانتخابات وتعديل الدستور.
وقال دي ميستورا في مؤتمر صحافي أمس إن المفاوضات ستنطلق الاثنين المقبل في جنيف وتستمر حتى الـ24 من آذار الحالي، بعدها تعلق، ومن ثم تستمر.
وبين أنها قد تمدد إذا اقتضت الحاجة، مشيراً إلى أن أجندتها النهائية ستحدد عقب وصول جميع المشاركين إلى جنيف، حيث من المتوقع بدء توافدهم «الخميس والسبت والأحد»، فيما وصل أمس ممثلو مختلف مؤسسات الأمم المتحدة.
وأضاف دي ميستورا أنه لن يشارك في لقاء وزير الخارجية الأميركي جون كيري مع وزراء أوروبيين عدة الأحد عشية انطلاق المفاوضات.
كما ذكر المسؤول الأممي أن عدداً كبيراً من المدن والقرى السورية حصلت على مساعدات إنسانية، مؤكداً أن الأمم المتحدة وجهت خلال شهر مساعدات إنسانية إلى 10 مناطق محاصرة، وخلال أكثر من شهرين بقليل، منذ بداية كانون الثاني، أوصلت مساعدات لـ238 ألف سوري من بين 845 ألف محتاج لها، بإرسالها إلى سورية 33 قافلة إنسانية تضمنت 536 شاحنة.
وأوضح أن هذه القوافل أوصلت مساعدات إلى سكان مناطق عدة في حمص ودمشق والزبداني ومضايا والفوعا وكفريا.
وأشار دي ميستورا إلى ضرورة حصول الأمم المتحدة على سماح الحكومة السورية لتوصيل مساعدات إنسانية إلى 6 مناطق محاصرة، بما فيها داريا والمعضمية، في الأيام الثلاثة المقبلة.
وذكر أن الأمم المتحدة تضع أمامها هدف تعميم المساعدات الإنسانية على جميع المناطق المحاصرة في دير الزور حتى شهر نيسان المقبل، منوهاً إلى أن الهدنة في سورية مفتوحة زمنياً.
من جانبه قيم مستشار المبعوث الدولي يان إيغيلان عالياً الخطوات الروسية في سورية، مؤكداً أنها ساعدت بجدية في إيصال المساعدات الإنسانية إلى العديد من المناطق السورية. ونوه كذلك إلى الدعم الجدي من قبل دول التحالف الدولي وخصوصاً الولايات المتحدة.
من جهة أخرى، وقعت مجموعة من ممثلي قوى وطنية ورجال دين في سورية على بيان مشترك يؤكد استعدادها للمشاركة في حوار سوري سوري موسع في جنيف برعاية الأمم المتحدة.
وبحسب «روسيا اليوم»، تعهد الموقعون الذين اجتمعوا في قاعدة حميميم الجوية بقبول شروط البيان المشترك من روسيا والولايات المتحدة كعضوين مشاركين في المجموعة الدولية لدعم سورية بشأن وقف إطلاق النار ودعم التسوية السياسة.
وقد تم تنظيم هذا الحدث بمبادرة من المشاركين، موجهة إلى المركز الروسي لتحقيق المصالحة بين الأطراف المتحاربة في سورية.
وقال المشاركون إنه يستحيل حل الأزمة في سورية عسكرياً، وأكدوا على ضرورة التوصل إلى تسوية سياسية وفقاً للقرار 2254 الصادر عن مجلس الأمن الدولي.
ودعا المشاركون إلى التخلي عن المصالح الشخصية، والتكاتف لإنقاذ البلاد والشعب السوري، مؤكدين أنه ليس هناك حل سوى تعاون جميع القوى الوطنية في عملية السلام في سورية وتهيئة الظروف اللازمة لتحقيق الوحدة الوطنية والمصالحة.
وكانت النتيجة الرئيسية للاجتماع هي إنشاء مجموعة مبادرة، تضم ممثلين عن المجموعات المسلحة، والجماعات الدينية والوطنية والعرقية التي تعيش في سورية والتي وقعت على وقف الأعمال القتالية.
وتهدف المجموعة إلى وضع اللمسات النهائية قريباً على مشروع الدستور الجديد وتقديمه للمناقشة العامة.
ميدانياً، سيطر الجيش السوري وحلفاؤه على تلة التركس خلال تقدمهم في التلال السود غرب مدينة القريتين في ريف حمص الشرقي، وصدت القوات هجوماً لداعش في منطقة المقالع غرب تدمر.
وبحسب وكالة «سانا» ذكر مصدر ميداني بأن الجيش السوري «يحقق تقدماً داخل منطقة التلال السود غرب مدينة القريتين في ريف حمص الشرقي وسيطر على تلة التركس، إثر اشتباكات مع مسلحي «داعش»، موقعاً قتلى وجرحى في صفوفهم». وأضاف المصدر أن الجيش السوري، تصدى كذلك لهجوم شنه مسلحو «داعش» في منطقة المقالع غربي تدمر، وأوقع قتلى وجرحى في صفوفهم.
وفي السياق، اتهمت وحدات حماية الشعب الكردية أمس مجموعات تابعة للمعارضة السورية المسلحة بشن هجوم كيماوي فاشل على حي الشيخ مقصود في مدينة حلب.
وقال ريدور خليل المتحدث الرسمي باسم الوحدات لـ قناة «RT»: «الهجوم الذي حدث أول أمس، وتحديداً الساعة الثالثة بعد الظهر، نفذته فصائل «كتائب السلطان مراد» أو «كتائب السلطان الفاتح»، و»حركة أحرار الشام» الموجودة في المنطقة».
وأوضح خليل أن «قذائف مزودة بمواد سامة سقطت في منطقة غير مأهولة بالسكان في المنطقة المذكورة».
وأضاف أن «سكان المناطق المجاورة استنشقوا رائحة كريهة أشبه برائحة البصل المتعفن، وشاهدوا دخاناً أصفر يتصاعد من مكان سقوط القذائف».
وأكد خليل أن «الهجوم كان فاشلاً ولم يسفر عن أي إصابات، إلا أن الدخان الأصفر الذي نتج عن سقوط هذه المقذوفات، يوحي أنها تحتوي مواد كيمياوية».