تلفزيون لبنان
لم يفهم أيّ من اللبنانيين نتائج جولة الحوار الوطني التي انعقدت اليوم أمس سوى أنّ الجولة المقبلة آخر هذا الشهر.
لم يفهم أيّ من اللبنانيين سبب عدم صدور بيان عن الحواريّين حول ضوء أخضر لمعالجة النفايات المتراكمة منذ ثمانية أشهر.
لم يفهم أيّ من اللبنانيين لماذا رمى الزعماء قرار المعالجة على الوزراء الذين يمثّلونهم والذين لا يملكون هم القرار، بل الزعماء أنفسهم.
لم يفهم أيّ من اللبنانيين سبب المشادّات داخل جولة أهل الحوار حول زعامة كل من المرشّحين للرئاسة.
لم يفهم أيّ من اللبنانيين سبب تنافر أركان الحوار حول أجواء لا تُوحي بأنّ النوّاب في كتلهم وفرقهم عازمون على أداء واجبهم الدستوري في النزول إلى البرلمان وانتخاب رئيس.
لم يفهم أيّ من اللبنانيين سبب عدم وجود خطة إنقاذية للبلد والناس على طاولة زعماء لبنان.
لم يفهم أيّ من اللبنانيين سبب عدم صرخة أركان الحوار للخارج بأن يحيّدوا لبنان ويساعدونه، ويتفهّموا وضعه الفريد في المنطقة والعالم.
لم يفهم أيّ من اللبنانيين سبب عدم اتّفاق الزعماء الحواريّين على قرار ثابت بأنّ التعاطي مع الدول الشقيقة والصديقة قاعدته دستور لبنان وسياسته الخارجية الثابتة.
جولة الحوار الوطني اللبناني أعقبها بيان لمجلس التعاون الخليجي، الذي قرّر كما قال وزير الخارجية السعودي أنّ إجراءات ستُتّخذ لمنع حزب الله من الاستفادة من دول المجلس، وقال أيضاً: نريد وحدة لبنان، لكن حزب الله منظمة إرهابية تسيطر على قرار هذا البلد. وأعلن الجبير أنّ تحسين العلاقات مع إيران رهن بتغيير تصرّفاتها.
ومن السرايا الحكومي في بيروت أعلن السفير الكويتي أنّ دول الخليج لن تتّخذ إجراءات بحقّ الرّعايا اللبنانيين لديها.
وقد جاء ذلك عقب استدعاء الرئيس تمام سلام لسفراء دول مجلس التعاون الخليجي.
وفي السرايا أيضاً، لقاء بين الرئيس سلام والرئيس سعد الحريري، أعقبه ترؤّس رئيس الحكومة للجنة الوزارية المكلّفة بخطة معالجة النفايات.
«المنار»
لا رائحة تعلو فوق رائحة النفايات في بلد الإشعاع والحضارة.. لبنان الأخضر… كلّ المباحثات والمناقشات والمفاوضات، وجميع الملفات تفوح منها رائحة النفايات. لا تشذّ السياسة عن هذه القاعدة.
ما اجتمعت لجنة ولا تحرّك مسؤول إلّا وكان حديث النفايات هو المسيطر. في بلد السمسرات حيث تعجز دولة بأكملها وحكومة بأسرها عن الإتيان بحلّ يرفع عنّا كابوس الروائح الكريهة والأمراض المميتة.
ربما لم يلاحظ المسؤولون ارتفاع أعداد المصابين بالأمراض التنفسية والصدرية والحساسية! ربما لم يزر أيّ منهم مستشفى منذ زمن ليعرف أنّ الأسرّة امتلأت، وأنّ المحظوظ اليوم ليس اللي إلو مرقد عنزة بلبنان، وإنّما وبلغة الاستعارة، نيّال اللي إلو سرير مستشفى بلبنان.. ومن أسف شديد أن نقول إنّ البلد كلّو طالعة ريحتو.
هذه الرائحة لم تقتصر على لبنان فقط، بل إنّ في الإقليم أيضاً من يشاركنا هذه الرائحة التي شارك في تصديرها إلينا أيضاً، فأوضاع السعودية وتخبّطها في الداخل والخارج فتحت شهية الكثيرين شرقاً وغرباً لتناولها وترصّد مآلاتها ومحاولة لملمة تصدّعاتها.
هذا الأمر عكسه زوار واشنطن التي تنظر بعين القلق العميق إلى ما يقوم به مراهقو السياسة ومرتجلو الحروب والمعارك في المملكة، ما انعكس سلباً على كل أوضاعها وأوضاع حلفائها في المنطقة.
واشنطن التي رفعت الإشارة الحمراء لبعض الممارسات السعودية، وحذّرت من مغبة الاستمرار في النهج الانحداري، أسدت النصح بضرورة التحلّي ببعض التعقل لإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان، ولعلّ هذا ما يمكن أن يفسّر بعض الحلحلة السعودية تجاه الموضوع اليمني. لكن الخلاصة تبقى في أنّ محاولة المملكة خلق أعداء إقليميين وأخطار خارجية لن تفيدها في شيء، بل إنّ عليها الالتفات إلى الخطر الداخلي المتمثّل بغياب التنمية ونمو المدارس التكفيرية التي تُخرّج آلاف الانتحاريين، فيما تساهم سياسات التهميش الاجتماعي وارتفاع معدّلات البطالة في خلق القنابل الموقوتة والبؤر الأكثر خطورة عليها.
«أن بي أن»
هل تذهب الحكومة إلى فرض خيار المطامر؟ الأجواء كانت إيجابية لكن مطب الكوستابرافا أعاق ولادة حلّ أزمة النفايات. وبحسب معلومات الـ أن بي أن ، لقاءات سُجّلت في الساعات الماضية أخرجت سيناريو استقالة الحكومة من التداول.
اجتماع في السرايا الحكومية الآن أمس للّجنة المكلّفة، ويُفترض أن يبلور الصيغة النهائية لاتّخاذ قرار حكومي تنفيذي فوري لمعالجة النفايات بالطمر، الاجتماعات توازيها تحرّكات ضاغطة في الشارع فيما كانت طاولة الحوار تشهد حماوة سياسية على خط المردة التيار الوطني الحر.
الوزير جبران باسيل استحضر إلى الطاولة موقف التيار عن نسب التمثيل الشعبي، مستنداً إلى رؤيته لسنوات ما بعد الطائف، والهدف هو حصر التمثيل المسيحي بـ القوات والتيار الوطني.
زعيم المردة سليمان فرنجيه ردّ الكرة إلى ملعب التيار مستنداً إلى معادلة أن لا أحد يختصر التمثيل بشخصه أو يستطيع إلغاء أحد، فرنجيه توسّع في ردّه إلى حدّ اعتبار أخطاء الطائف هي ردّة فعل على ممارسات العماد ميشال عون.
فرنجيه الذي بيّنت له آخر استطلاعات الرأي أن لا صحّة لنسب 86 أو حتى أقل تأييداً للخيار العوني القواتي ، وبدا مندفعاً في ردّه، ما يترجم سيناريو متابعة الترشّح لرئاسة الجمهورية من دون أي تراجع.
الحوار ماضي، والرئيس نبيه برّي صوّب النقاش إلى عنوانين قانون الانتخابات، وتفعيل عمل المجلس النيابي، فالتفعيل عمل وطني مطلوب لا علاقة له بشخص رئيس ولا طائفة، مصالح المواطنيين لا تتحمّل التأخير.
التشريعات ضرورة وطنية ولا يمكن الاستمرار من دونها وهذا ما ستترجمه الأيام المقبلة، إلى العمل التشريعي در تحت طائلة المسؤولية الوطنية والمحاسبة الشعبية.
أبعد من لبنان، المفاوضات السورية ماضية إلى الأمام بمشاركة وفد آخر من المعارضة مدعوماً من القاهرة وموسكو، وبانتظار ما ستحمله الأيام المقبلة، كانت المصالحات السورية تتمدّد والجيش يتقدّم في قتاله ضدّ جبهة النصرة، فيما رُصد تقدّم الكرد أيضاً باتّجاه مدينة الرقة معقل الدواعش .
أمّا الدعم الخارجي فيتثبّت حول دمشق إلى حدّ إعلان نائب وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان أنّ الرئيس السوري بشار الأسد يمثّل خطّاً أحمر بالنسبة إلى مرشد الثورة الإسلامية السيد علي الخامنئي، ولا يقبل برحيله، فلمن الرسالة؟ خصوصاً أنّها تأتي على أبواب مفاوضات جنيف، وبعد التقارب الإيراني التركي.
أمّا الخلاف بين طهران والرياض فلا يزال يراوح مكانه، كما بدا في كلمة وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، الذي دعا إلى تخلّي إيران عن سياساتها الحالية كشرط لبناء أفضل العلاقات مع طهران، رغم أنّ مساحة التقارب حول اليمن ممكنة كما بدا في اختبار النوايا بلقاءات حركة أنصار الله في السعودية بواسطة عمانية.
«او تي في»
كان يُفترض بطاولة الحوار اليوم أمس أن تبحث مسألتين طارئتين: أولاً موقف لبنان المرتقب غداً اليوم ، في اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة، وثانياً كارثة النفايات. البند الأول كان ضرورياً ومُلحّاً وطارئاً، حتى لا يخرج أحدهم غداً اليوم ليزعم أنّه آخر من يعلم أو أنّ أحداً لم ينسّق معه، وبند النفايات كان ولا يزال أولوية، لأنّ صحة كل اللبنانيين باتت معلّقة على كيس نفايات عالق وعلى طمع ديك بمزبلة، لكن فجأة هربت أركان الحوار من المسؤوليتين. سحب تمام سلام مسألة الاجتماع العربي، متذرّعاً أنّها من صلاحيات الحكومة، كأنّ ما يُطرح على طاولة الحوار هو أصلاً من صلاحيات اللويا جيرغا الأفغانية، ثم تهرّب الجميع من كارثة النفايات، كأنّها مسألة هامشية من الكماليات، ويمكن أن تنتظر 29 شباط المقبل. لماذا الهروبان؟ أولاً هرب زعماؤنا من قضية الموقف العربي، كي يغطّوا ازدواجية خطابهم جميعاً من مسألة حزب الله والسعودية، علّهم بذلك يحرقون جبران باسيل وحده، ثم ينتشون بدخان حريق فريقه الذي يقامرون على موته سياسياً أو حتى جسدياً، منذ 11 عاماً… وثانياً، هرب زعماؤنا من بحث كارثة النفايات علناً، لأنّهم يدركون تماماً أنّ حلّها يكمن في تهريبة جديدة، لا تتمّ إلّا في السر والظلمة والزواريب والدهاليز، على طريقة محاصصة المزابل الأربع لديوك المذاهب، بعد فضيحة محاصصة الترحيل المزوّر. وحده سلميان فرنجيه فش خلقه اليوم أمس ، فأفرج عن بعض مكنوناته والمكبوتات، ولو من طرف واحد. لكن الأكيد الأكيد، أنّ أحداً لم يبحث على طاولة الحوار كيف نحمي الوطن، وماذا عن أخبار عودة مشروع داعش إلى الشمال. إلى ذلك الشمال ذهبت الأو تي في، كما تكشف في نشرتها.
«المستقبل»
هل يتصاعد الدخان الأبيض من السراي الكبير إيذاناً بانتهاء فصول أزمة النفايات التي حملت إلى اللبنانيين الأوبئة، وأساءت أوّل ما أساءت إلى الطبقة السياسية التي تُدير دفّة الحكم في البلاد.
وإذا كانت الأنظار مشدودة إلى نتائج اجتماع اللجنة، فإنّ الاجتماعات التي تلاحقت في الساعات القليلة الماضية والتي كان آخرها اللقاء بين رئيس مجلس الوزراء تمام سلام والرئيس سعد الحريري في السرايا الكبير، والذي أشار إلى إمكانية أن يتمّ التوصل إلى حل، ولا سيّما بعد تأكيد الرئيس الحريري بأنّ القوى السياسية تعمل على إيجاد هذا الحل.
واللافت اليوم أمس ، أنّ ملف النفايات لم يحضر على طاولة الحوار في عين التينة، ليتمّ البحث في الاستحقاق الرئاسي وليتخلّل الجلسة سجال بين الوزير جبران باسيل والنائب سليمان فرنجية على خلفية كلام باسيل عن الميثاقية وتمثيل المسيحيين.
وبعيداً عن قضايا الداخل، وعشيّة اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة والذي قد يتخلّله إعادة طرح مسألة توصيف حزب الله منظمة إرهابية، فإنّ تحرّكات دول مجلس التعاون الخليجي ضدّ أنشطة إيران وحزب الله في المنطقة، تُرجمت باجتماع وزراء خارجية دول المجلس في الرياض، الذين أعدّوا ملفّاً شاملاً بهذا الشأن لعرضه على الدول العربية والغربية.
فيما شهد السراي اجتماعاً بين الرئيس سلام وسفراء دول مجلس التعاون الخليجي.
«الجديد»
بلد يسير على الريحة.. تمسك به الزبالة بيد والنفايات السياسية باليد الأخرى، فإلى أين المفر؟ طُمرت أزمة النفايات على طاولة الحوار في عين التينة وفتحت عليها العين في السرايا التي زارها اليوم أمس سعد الحريري متفائلاً. لكن إذا أتتك الطمأنينة من عاجز فهي شهادة بأنّ الأزمة إلى مزيد من العسر لا اليسر.
وإذا ما قيست الزيارة على مقياس توزيع الحصص، فالحل يسير والوفاق راعيه. أزمة النفايات ليست وليدة الأشهر الثمانية، وتقف على أبواب شهرها التاسع بلا عوارض لمخاض الحلول في السرايا. قُرئ العنوان من الزيارة، والحل الذي وعد به الحريري في غضون أيام معدودات بأن يتّفق مع من يختلف معهم على الحصص، أي ترويكا السنيورة برّي وجنبلاط، اللهمّ إلّا إذا طبخ الاتفاق عبر الخطوط الساخنة وجاء سعد ليُنبئ سلام بالخبر السعيد، وعلى هذا الافتراض على المعنيّين واجب شرعي إبلاغ اللبنانيين حقيقة ما يجري في ملف عمره من عمر الحريري، و ريحته طلعت وكترت ، عبرت الحدود لتصل إلى العالمية. قبل السرايا اتّجهت الأنظار إلى طاولة الحوار في عين التينة. حُدّد أستاذ الجلسة وجدول الأعمال، والمتحاورون خيّطوا بغير مسلة المطامر، وإذا بالجلسة تتحوّل إلى مدرسة مشاغبين ، فلم تسلم بنودها من نقاشات حادة، ولكن من دون انفعال بين أبناء البيت الواحد، أشعلت فتيلها النسب المئوية لشركات الأحصاء، وعلى هذه النسب قال وزير الخارجية جبران باسيل إنذ التيار الوطني يمثّل ستة وثمانين في المئة من المسيحيين، فما كان من رئيس تيار المردة سليمان فرنجية إلّا الردّ على باسيل قائلاً: ما تنغشوا بهيدي الأرقام لأن نحنا رح ننغش فيها وتيّارك مسؤول عن جزء ممّا وصلت إليه الأمور اليوم .. وسكت الجميع عن الكلام المباح، وساد صمت ونظرات متبادلة بين المتحاورين قبل أن يتدخّل برّي ويرفع الجلسة.. من طاولات الحوار إلى قاعات المحاكم الدولية. هذه القاعات وإن أغلقت أبوابها على تأكيد المؤكّد ببراءة الجديد وكرمى خياط، فإنّ لأبوابها الموصدة مفاتيح هي بأيدينا نحن. صحيح أنّنا خضنا المعركة مع سكوت منتحل صفة الصداقة، لكن ما وراء صديق المحكمة ثمّة قاضية اسمها ناسوارامي ، لبست قبّعة الإخفاء. نسّقت مع رئيس المحكمة السابق باراغوانث جلسة بجلسة. لم تقف على رأي ادّعاء ولا دفاع، وبالمراسلة أبلغت معارضتها الكاملة لحكم البراءة.. هذه القاضية تبنّت قضية وهمية لا أرضية قانونية ولو شكلية لرفعها، فكانت العلّة والمشكلة والسبب والمسبّب في صرف الملايين من جيوب اللبنانيين وبسوق حرية إعلامية مخفورة بذنب قول الحق إلى قوس محكمة دولية ظلّت طريقها عن مهمتها ووجّهت بوصلة أحكامها بالاتجاه الخاطئ، فكيف لمحكمة قامت على دم الاغتيال وتحترم نفسها أن تُبقي على رئيسة كوّنت سمعتها وسمعة القضاء الدولي وسمعتنا معها!؟ وللحديث تتمّة، ومن معه حق لا يخشى شيئاً.