المقاومة الفلسطينية تخوض معركة غير مسبوقة في تاريخ الصراع… ومن يراهن على استسلامها سيخسر العقوبات الأميركية على إيران لم تؤد سوى إلى زيادة أجهزة الطرد المركزي من 200 إلى 20 ألف طرد
بات من الواضح أن المقاومة الفلسطينية تخوض معركة غير مسبوقة في تاريخ الصراع مع العدو الصهيوني، وهي تمكنت من أن تحقق المفاجآت وأن تذهل العدو والصديق من خلال قدرتها على استهداف مدن الاحتلال والأداء في ميدان القتال البري.
ومع ذلك فإن الأمور لم تنضج بعد لبلورة اتفاق وقف العدوان على قطاع غزة، لكن المقاومة التي كبدت العدو خسائر كبيرة قادرة على تكبيده المزيد في حال غامر أكثر، خصوصاً أن إمكانات المقاومة أكبر بكثير مما يظن العدو، وبالتالي فإن من يراهن على استسلام المقاومة ونفاد سلاحها واهم وسيخسر رهانه.
على أن المطلوب عربياً وإسلامياً توفير الغطاء السياسي لحماية ظهر المقاومة بهدف تحقيق شروطها، فالعدو الصهيوني يستهدف من عدوانه نزع أسلحة المقاومة لتصبح غزة بلا قيمة، ولهذا فإن هناك ضرورة لتوحد الجميع والتضامن مع المقاومة لمواجهة العدوان لتمكينها من تحقيق شروطها لوقف النار.
أما الولايات المتحدة الأميركية، فإن دبلوماسيتها التي لا تتحرك لممارسة الضغوط لوقف النار إلاّ عندما تشعر أن حليفتها «إسرائيل» باتت في مأزق وتحتاج إلى من ينقذها ويخرجها منه، فكلام وزير خارجيتها جون كيري عن الحاجة إلى وقف النار في غزة إنما يصب في هذا السياق.
من ناحية ثانية فعلى رغم أن العقوبات الأميركية الغربية التي فرضت على إيران هدفت إلى اضعاف قدراتها على تطوير برنامجها النووي، إلاّ ما حصل هو أن إيران حققت مزيداً من التقدم في ظل هذه العقوبات حيث زادت من عدد أجهزة الطرد المركزي من 200 جهاز إلى 20 ألف جهاز طرد مركزي، ومع ذلك فإن إيران تعمل على تقديم آلية للمجتمع الدولي تضمن له بأنها لن تقوم بصنع أسلحة نووية والمحافظة على سلمية برنامجها النووي.
أما على الصعيد المحلي فإن المشهد السياسي لا يزال على حاله والقيود تكبل الحكومة وتعطل عمل المؤسسات، في حين أن المشكلة تكمن في آلية العمل وفي الشغور الرئاسي نتيجة الصراع السياسي القائم.
غير أنه مع ذلك يبقى الحل في الحوار باعتباره السبيل الوحيد للمحافظة على البلد وإبعاده عن أتون النيران التي تهب من كل حدب وصوب.