بعد فشلها في إسقاط الدولة… واشنطن تروّج لتقسيم سورية
بدأ الحديث في الإعلام الغربي ـ لا سيما الأميركي ـ عن الجنوح نحو ما يسمّى «حلّ آخر»، يكمن في تقسيم سورية فدرالياً بغية تسهيل القضاء على «داعش». ولكن هذا «الحلّ»، سيصطدم بقوّة يغفل عنها البيت الأبيض دائماً، والمتمثلة بالشعب السوري الذي يرفض رفضاً تاماً تقسيم بلاده تحت أيّ مسمّى.
مجلة «فورين بوليسي» الأميركية كانت السباقة أمس إلى الترويج لهذه الفكرة. وفي هذا السياق، تصدّرها العنوان «حان الوقت للتفكير جدّياً بتقسيم سورية»، الذي يبدو بمثابة دعوة صريحة وواضحة إلى تقسيم بلد تبدو «احتمالات عودته كياناً موحداً ضئيلة جداً» على حدّ قول المجلة. وقال كاتب المقال جايمس ستافريدس: إن القرار يشمل الكثير من المخاطر والسلبيات والتعقيدات، ويتجنبه المجتمع الدولي عموماً، لكن من أجل إيجاد وسيلة لإخماد نيران الصراع وتعزيز المفاوضات يجب أن يطرح على طاولة جنيف في وقت تبدو الأطراف ماضية قدماً. مضيفاً أنه رغم السلبيات، فإن التقسيمات يمكن أن تؤثر بشكل جيد لجهة الدفع بالأطراف المتقاتلة إلى جانبي ساحة المعركة. ورأى الكاتب أن لا شيء لدى الشعب السوري الذي بات نصفه من اللاجئين ليخسره، أقرّ بصعوبة حصول تقسيم فوري نظراً إلى كونه سيؤدي إلى التنازل عن جزء كبير من سورية للمتطرّفين. لهذا السبب فإنه من غير المرجح أن يوافق الأسد مسنوداً بدعم روسي قوي، على «تقسيم كامل ليخلص إلى أن الخطوة الأكثر ترجيحاً تتمثل بالعمل على حملة لهزيمة داعش بشكل متواز مع قيام نظام فدرالي يتمتع بدرجة عالية من الاستقلال الذاتي». معتبراً أن «تقديم هذا المفهوم كسلّة واحدة على طاولة المفاوضات من شأنه أن ينهي حالة الشلل القائمة مثلما سمحت أفكار مماثلة في البوسنة قبل عشرين سنة بإرساء اتفاقات دايتون».
إلى ذلك، نشرت صحيفة «تايمز» البريطانية على صدر صفحتها الأولى تقريراً عن تسريب وثائق سرّية من تنظيم «داعش»، فيها بيانات لآلاف المجندين في التنظيم، بينهم بريطانيون.
«روسيسكايا غازيتا»: «ماما ميركل» تحرج أوروبا
تطرّقت صحيفة «روسيسكايا غازيتا» إلى الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين تركيا والاتحاد الأوروبي في شأن المهاجرين، مشيرة إلى أن ميركل وافقت على شروط أنقرة من دون علم أعضاء الاتحاد الأوروبي.
وجاء في المقال: بعد أسبوع ستنعقد القمة الأوروبية الطارئة في شأن الموافقة على الاتفاقية بين تركيا وبروكسل الخاصة بتسوية أزمة المهاجرين.
وسائل الاعلام الغربية تشير إلى أن هذه الوثيقة التي من المحتمل ان يصفها المؤرخون لاحقاً بوثيقة العار، جعلت أنقرة «صاحبة القرار» فتفرض على سياسي أوروبا التملق للرئيس التركي أردوغان.
شروط هذه الوثيقة ليست ملائمة أبداً للقارة العجوز، إذ إنها ستقضي على اتفاقية منطقة الشنغن. والكارثة الأكبر ستكون انعدام الثقة بين بلدان الاتحاد الأوروبي. مقابل هذا، بحسب صحيفة «لو فيغارو» الفرنسية، تحتفل تركيا بالنصر وهي التي يشنّ جيشها وشرطتها حرباً ضد الأقليات القومية وتهاجم مكتب إحدى الصحف واسعة الانتشار، وأجهزتها الأمنية متهمة بتسليح «داعش».
من المحتمل جداً، بحسب رأي الخبراء، أن توافق القمة الطارئة للاتحاد الأوروبي على كافة شروط أردوغان، مقابل حصول الأوروبيين على وعود شرقية مزخرفة. فغالبية وسائل الاعلام الغربية تعتقد أن الاتفاق مع تركيا لن ينفّذ، لأن النظام التركي متأكد من أن بيده السلاح الجيوسياسي ولن يتخلى عنه. أما تقاعس ساسة أوروبا فيحفّز أردوغان على المزيد من الابتزاز وصبّ الزيت على النار في الشام.
وتتساءل صحيفة «غازيتا فيبورتشا» البولندية: ألا يعني اتفاقنا مع أردوغان أننا نخون أنفسنا؟ ومن جانبها تقول صحيفة «Die Press» النمسوية: لدى أردوغان انطباع وكأن كل شيء مسموح له. الأوروبيون هدأوا ويخافون أن ينبسوا ببنت شفة.
من المفارقات، ان الامبراطورية العثمانية قرّرت قبل 100 سنة تسوية المشكلة الأرمينية بصورة حاسمة ونهائية. فالتزمت الدول الأوروبية حينذاك الصمت وغضّت النظر عن كلّ ما جرى في تركيا. واليوم يبدو أنّ غالبية ساسة أوروبا ينوون غضّ النظر عن انتهاكات حرّية الصحافة وحقوق الانسان في تركيا، من أجل عدم المجازفة بما تم التوصل إليه في مسالة الهجرة غير الشرعية.
كما لن يبخل زعماء الاتحاد الأوروبي، من أجل تنفيذ هذه الاتفاقية، إضافة إلى ثلاثة ملايين يورو، بتقديم وعود إلى أنقرة في شأن إلغاء تأشيرات الدخول في حزيران المقبل، وكذلك الاسراع في مناقشة انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي.
لقد اتفقت «ماما ميركل» خلال المناقشات التي أجرتها من خلف الكواليس مع رئيس وزراء تركيا على أبعد مما كان قد اتفق عليه زعماء أوروبا في ما بينهم. إذ اقترحت استقبال مهاجر سوري مقابل كل سوري تستقبله تركيا وهو عائد من الجزر اليونانية. وبحسب صحيفة «تايمز» البريطانية، هذه الفكرة التي يدعمها المسؤولون الهولنديون ستتحمل تبعاتها بقية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، على رغم أن غالبيتها كانت ترفض هذا المقترح سابقاً. فقد أثار هذا استياء باريس.
ودعمت قبرص وبولندا ولوكسمبورغ والنمسا موقف فرنسا. ولكن برلين تعتقد أن مقترح ميركل سينظّم تدفق الهجرة ويساعد في توزيع المهاجرين على كافة الدول الأوروبية.
وحتى إذا وافقت القمة الطارئة على كافة مطالب تركيا لتدخل حيّز التنفيذ، فهل يمكننا القول إن أزمة المهاجرين انتهت؟ أو أنه حتى تمت السيطرة عليها؟
يؤكد المسؤولون الأوروبيون على تجاوز ما هو الأسوأ لأوروبا. ولكن هل هذا صحيح ووسائل الإعلام أعلنت اعتقال فتاة عمرها 15 سنة في الدنمارك كانت تخطط لتفجير مدرستين مع زميلها 24 سنة الذي قاتل إلى جانب «داعش» في سورية؟
لقد وصل إلى أوروبا خلال السنة الماضية أكثر من مليوني مهاجر غالبيتهم يحملون وثائق مزوّرة ولم يحصّلوا علماً ولم يتقنوا لغة. وقد بيّنت حوادث مدينة كولن على رأس السنة وغيرها من الأحداث التي شهدتها أوروبا ان هؤلاء وصلوا إلى أوروبا ليقوموا بعمليات «الجهاد» في البلد الأوروبي الذي سيقيمون فيه.
«فورين بوليسي»: حان الوقت للتفكير جدّياً بتقسيم سورية
«حان الوقت للتفكير جدّياً بتقسيم سورية»، عنوان تصدّر مجلة «فورين بوليسي»، ويبدو بمثابة دعوة صريحة وواضحة إلى تقسيم بلد تبدو «احتمالات عودته كياناً موحداً ضئيلة جداً» على حدّ قول المجلة.
المقال حمل توقيع جايمس ستافريدس الذي كتب: إن القرار يشمل الكثير من المخاطر والسلبيات والتعقيدات، ويتجنبه المجتمع الدولي عموماً، لكن من أجل إيجاد وسيلة لإخماد نيران الصراع وتعزيز المفاوضات يجب أن يطرح على طاولة جنيف في وقت تبدو الأطراف ماضية قدماً. مضيفاً أنه رغم السلبيات، فإن التقسيمات يمكن أن تؤثر بشكل جيد لجهة الدفع بالأطراف المتقاتلة إلى جانبي ساحة المعركة.
الكاتب الذي رأى أن لا شيء لدى الشعب السوري الذي بات نصفه من اللاجئين ليخسره، أقر بصعوبة حصول تقسيم فوري نظراً إلى كونه سيؤدي إلى التنازل عن جزء كبير من سورية للمتطرّفين. لهذا السبب فإنه من غير المرجح أن يوافق الأسد مسنوداً بدعم روسي قوي، على «تقسيم كامل ليخلص إلى أن الخطوة الأكثر ترجيحاً تتمثل بالعمل على حملة لهزيمة داعش بشكل متواز مع قيام نظام فدرالي يتمتع بدرجة عالية من الاستقلال الذاتي». معتبراً أن «تقديم هذا المفهوم كسلّة واحدة على طاولة المفاوضات من شأنه أن ينهي حالة الشلل القائمة مثلما سمحت أفكار مماثلة في البوسنة قبل عشرين سنة بإرساء اتفاقات دايتون».
«فورين بوليسي» رأت أنه «من المبكر طرح هذه الفكرة على المفاوضات قبل إعطاء فرصة لاتفاق وقف إطلاق النار لمعرفة قابلية صموده على المدى القصير ثم لاحقاً استمراره على المدى الطويل». مضيفة أن «فكرة التقسيم التي تطفو على السطح، من شأنها أن تشحذ المحادثات بمجموعة من الأفكار الجديدة التي يمكن للمتفاوضين أن يأخذوا بها في حال تعثّر المسار الحالي».
«موسكوفسكي كومسوموليتس»: إلى ماذا ستؤدّي الهدنة في سورية في نهاية المطاف؟
تطرّقت صحيفة «موسكوفسكي كومسموليتس» الروسية إلى اتفاقية وقف إطلاق النار في سورية، مشيرة إلى أن «مجموعات معارِضة» وقّعت على الاتفاقية وقبل المشاركة في الحوار الوطني.
وجاء في المقال: أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن عدد «المجموعات المعارضة» التي وقعت على اتفاق وقف إطلاق النار والمشاركة في الحوار الوطني بلغ 35 مجموعة.
ورغم من أن سريان مفعول اتفاقية وقف إطلاق النار في سورية بدأ في 27 شباط الماضي، إلا أن الاتفاقية تنتهك يومياً، في حين تلقى محاولات روسيا خلق ساحة للحوار السياسي ترحيباً داخل سورية وخارجها.
ويجب القول إن الحوار الدبلوماسي عموماً أفضل بكثير من أصوات المدافع، رغم عدم وضوح النتيجة النهائية لهذا الحوار.
وقد افتتحت وزارة الدفاع الروسية في قاعدة حميميم مركز مصالحة لاستلام المعلومات عن انتهاكات اتفاقية وقف إطلاق النار وتحليلها، كما تُجرى لقاءات مع «المجموعات المعارضة» المستعدة لوقف إطلاق النار والمشاركة في الحوار الوطني، إضافة إلى تنظيم عمليات توزيع المساعدات الإنسانية.
كما أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن المفاوضات جارية مع زعماء اربع مجموعات مسلحة تنشط في مناطق درعا ودمشق وحماة. كما تم الاتفاق مع رؤساء 42 بلدة بشأن المصالحة. ولكن انتهاك اتفاقية وقف إطلاق النار في سورية يجري يومياً خصوصاً في إدلب وحماة وحلب.
يقول مدير مركز دراسات الشرق الأوسط وآسيا الوسطى، سيمون باغداساروف إن الأوضاع في سورية بعد وقف إطلاق النار لا تزال معقدة. فاتفاقية وقف إطلاق النار وقّعت حالياً مع مجموعات صغيرة، مهمتها حماية بلداتها أو مناطق معينة. هذه المجموعات يصل عددها في سورية إلى حوالى 1200 مجموعة. وهذه المجموعات المتفرّقة ليس لها ذلك التأثير المطلوب.
ويضيف: إن اتفاقية وقف إطلاق النار لا تشمل أكبر مجموعتين وهما «داعش» و«جبهة النصرة» اللتين يقدر عدد مسلحيهما بـ 70 في المئة من مجموع مسلحي «المعارضة» في سورية. كما ان مجموعات كبيرة أخرى لم تدرجها الأمم المتحدة في قائمة المنظمات الإرهابية مثل «أحرار الشام» و«جيش الإسلام»، لا تزال متردّدة في موقفها، وليس ثمة اي اتفاق واضح معها.
ويقول: خلال أسبوعين ستعزّز المجموعات مواقعها، وقد بدأت الولايات المتحدة وروسيا تبادل الاتهامات في شأن من يحاول افشال الهدنة. الوضع معقد ومربك.
ويؤكد باغداساروف انه التوصل إلى اتفاق مفصل مع الاطراف المتنازعة يفترض صوغ معادلة واضحة وهي: كيف ستكون سورية بعد انتهاء جميع المفاوضات. حالياً، بدأ الحديث عن سورية فدرالية. كما أن هناك أصواتاً عدّة تدعو إلى منح الأكراد الحكم الذاتي. وإذما تمت مناقشة هذه المسألة فأنا متأكد من أن الدروز والسنّة وغيرهم سوف يطالبون بمنحهم الحكم الذاتي. وأنّ الهدنة الموقتة ليست هي الهدف المنشود، فيجب أن ندرك ونفهم إلى ماذا ستؤدي هذه الهدنة، وماذا ستجني روسيا منها. هنا الأسئلة أكثر من الأجوبة.
«تايمز»: تسريب بيانات لآلاف المجنّدين في «داعش» بينهم بريطانيون
نشرت صحيفة «تايمز» البريطانية على صدر صفحتها الأولى تقريراً عن تسريب وثائق سرّية من تنظيم «داعش»، فيها بيانات لآلاف المجندين في التنظيم، بينهم بريطانيون.
وتقول «تايمز» إن الأجهزة الأمنية تعكف على فحص بيانات مفصلة فيها أسماء وعناوين واتصالات نحو 22 ألف مجند في تنظيم «داعش»، بينهم عشرات البريطانيين.
ويوصف التسريب، بحسب الصحيفة، بأنه ضربة موجعة لتنظيم «داعش»، ومصدر مهم للمعلومات في الحرب على التنيظم في سورية والعراق.
وتوصلت الأجهزة الأمنية، بحسب «تايمز»، إلى أن تنظيم «داعش» أنشأ مركزاً للموارد البشرية، يجري فيه المقابلات مع المجندين ويأخذ عنهم معلوماتهم الخاصة، ثم يختار المقبولون بين أن يكونوا انتحاريين أو جنوداً، أو في مهام أخرى.
وتبيّن الوثائق المسربة أن تنظيم «داعش» جنّد مقاتلين من 50 دولة، 70 في المئة منهم عرب، بينما غالبية الأجانب من فرنسا ثم ألمانيا وبريطانيا.
ويعتقد أن الرجل الذي سرّب الوثائق كان في «الجيش السوري الحرّ»، ثم التحق بتنظيم «داعش» قبل أن يفرّ، قائلاً إن التنظيم أصبح تحت سيطرة الجنود السابقين في نظام صدام حسين، وأنه لم يعد يلتزم بتعاليم الإسلام.