ورد وشوك
حظيت بمصباح هدية. فتبادرت إلى ذهني حكايات من الطفولة، منها حكاية مصباح علاء الدين. ضحكت بسعادة، يغلبني شوق وحنين لزمن جميل.
أمسكت المصباح، ومسحته بلطف شديد. فإذ بدخان يتصاعد ومعه المارد الضخم. تسمّرت في مكاني، والدهشة لفّت لساني! و صوت المارد يناديني: «شبّيكِ لبيكِ لك ما تطلبين».
تحاملت على نفسي وقهرت خوفي وقلت له بصوت متقطّع حزين: «أيها المارد العظيم، تأذّت الطفولة في بلدي على إثر عدوان أثيم. بكت عيون الأمهات دماً وتسلّل اليأس إلى نفوس الشباب والشابات. والياسمين ضاع عطره بين رائحة البارود وغبار الهدم والخراب العميم. أطلب أن تعيد طفولة بريئة إلى الأطفال، والأمل المضيء إلى الشباب، وإلى الياسمين عبقه، والماضي المجيد إلى وطن ساحر لا مثيل له.
وفجأة، تنبهّت لأمّي وهي تطلب منّي أن أمسك فنجان قهوتي. وضعت المصباح إلى جانبي وبدأت احتساء القهوة مردّدة: «جميلة هي أحلام اليقظة، خصوصاً عندما نشعر أنها بدأت تتحقّق مع فجر يوم جديد».
رشا مارديني