ضربة استباقية للجيش بقاعاً هل يتحقق سيناريو عكار؟

محمد حميّة

ضربة نوعية جديدة وجّهها الجيش اللبناني لتنظيم «داعش» المتحصّن في جرود رأس بعلبك، حيث نفذت وحدة من قوات النخبة أول من أمس، عملية نوعيّة وخاطفة خلف خطوط المجموعات الإرهابية في منطقة جرود رأس بعلبك واشتبكت مع المجموعة واقتحمت تحصيناتها، موقعةً في صفوف الإرهابيين عشرات القتلى والجرحى وتدمير المركز والآليات، بحسب بيان قيادة الجيش.

وفي تعليقه على العملية أكد قائد الجيش جان قهوجي أن «الجيش يمتلك المبادرة، وسيضرب الإرهابيين بكل قوته وبحسب توقيته ولن نتركهم يأتون إلينا، بل سنلاحقهم وسنضربهم أينما تواجدوا، هذا هو قرارنا الذي اتخذناه ولا رجعة عنه، وأن الجيش لن يترك كرة النار الإقليمية تتدحرج إلى لبنان».

مصادر عسكرية أكدت لـ«البناء» أن «سرية كومندوس من فوج المجوقل هي التي نفذت هذه العملية الاستباقية والمخطط لها جيداً والتي برهنت عن كفاءة وقدرة الجيش، وفي منطقة كانت تعتبر خاصرة رخوة، وهي عبارة عن كسارات ونقطة تقاطع أساسية لعناصر داعش الذين بوغتوا بعد وصول عناصر الجيش إليهم بعد أن زرعوا الفخاخ والألغام في المنطقة للحؤول دون وصول الجيش إلى تحصيناتهم».

وأضافت المصادر أن «القوة التي نفذت العملية تفاجأت في الألغام والفخاخ وكي لا تثير انتباه عناصر التنظيم، لم تستخدم كاسحات الألغام، لكنها قامت فوراً بعملية التفافية من الجهة الشمالية الشرقية واقتحمت المكان باللحم الحي ما فاجأ عناصر التنظيم».

وأشارت المصادر إلى أن الجيش سينفذ عمليات جديدة في أي مكان يتواجد فيه «داعش»، لكنها لفتت إلى أن «الجيش لا يستطيع تغطية كامل الجرود التي تمتدّ مسافة 40 كلم من جرود عرسال وعرسال شمالاً حتى السفح الغربي لسلسلة جبال لبنان الشرقية»، إلا أنها أوضحت أن «التنسيق الذي يحصل بين الجيش وحزب الله قادر على حماية الحدود، حيث يتولى الحزب حماية الجرود الشرقية والجيش يتولى جرود رأس بعلبك والقرى المحيطة فيها».

وحذّرت المصادر من الخلايا النائمة الموجودة في الداخل التي سيعمل التنظيم على استخدامها لتسهيل تنفيذ عملياته، كما حذرت من العناصر الموجودة داخل عرسال التابعة لـ«داعش»، وأوضحت أن «الجيش لديه نقاط استراتيجية منتشرة في محيط عرسال، لكنه لا يتواجد داخل البلدة ما يجعل تكرار عرسال 2 احتمالاً وارداً».

وأكدت المصادر أن «الجيش أثبت أنه من أقدر الجيوش في المنطقة كفاءة في قتال الإرهاب، رغم قلة العتاد والسلاح، لكن تتوفر إرادة القتال والعقيدة القتالية والكفاءة القتالية والمعنويات والمعرفة الوثيقة بالأرض».

كما لفتت المصادر إلى فشل عملية الوصول إلى عكار ثم إلى الساحل لإقامة إمارة في عكار «بسبب العقدة الجغرافية المتمثلة بالبقاع»، وكشفت المصادر عن احتمال انتقال عناصر «داعش» من تركيا عبر البحر المتوسط إلى ساحل عكار، كما انتقل عناصر هذا التنظيم إلى ليبيا عبر البواخر التركية في البحر المتوسط».

وتساءلت مصادر مطلعة في حديث لـ«البناء»: كيف تحجب السعودية الهبات عن الجيش الذي هو في أمس الحاجة إليها لمكافحة الإرهاب الجاثم على أراضيه وفي وقت تعلن السعودية عن تحالف لمكافحة الإرهاب في سورية؟

واستغربت المصادر استجداء الحكومة اللبنانية الهبات من السعودية في حين الأجدر بها أن تطلب منها كفّ يدها عن لبنان وعدم تحريك المجموعات التابعة لها لهز الأمن والاستقرار، وأضافت: «كما على الحكومة أن تلجأ إلى دولة أخرى لتسليح الجيش، إذ لا يجوز تركه وحيداً في المعركة مع الإرهاب».

هذه العملية النوعية ليست الأولى من نوعها، فقد نفّذ الجيش عمليات عديدة كان أبرزها في الثالث من شباط الماضي في منطقة وادي الأرانب ــ عرسال، وقضى خلالها على ستة إرهابيين عرف منهم القيادي الإرهابي أنس خالد زعرور.

مرة جديدة يثبت الجيش أنه يقوم بواجباته بعيداً عن الحسابات والصراعات السياسية الداخلية ويخطط لعملياته لضرب الإرهاب بعيداً عن ضوضاء الأزمات وضجيجها، ويبرهن من جديد عن تصدّيه لكل المشاريع الخارجية التي ترسم للبنان، وأنه قادر بالتفاف اللبنانيين حوله وبتنسيقه مع المقاومة على حماية لبنان وحدوده.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى