فصائل المقاومة تتصدى لمحاولة الاحتلال التوغل في قطاع غزة قلق في أوساط عائلات جنود العدو وهستيريا من احتمال الفشل في غزة
واصل جيش العدو اليهودي اعتداءاته على قطاع غزة المحاصر، وارتفعت حصيلة شهداء العدوان المتواصل على القطاع في يومه السابع عشر الى 665 شهيداً وأكثر من 4160 جريحاً بينهم نحو 1300 طفل، فيما بلغت حصيلة يوم أمس 34 شهيدا وأكثر من 160 جريحاً.
وفي السياق، أعلن المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان عضو لجنة الحقوقيين في جنيف أن أكثر من 80 في المئة من الشهداء الفلسطينيين في الغارات والقصف «الاسرائيلي» المستمر على قطاع غزة هم من المدنيين.
مشيراً في بيان يوم أمس إلى أن 541 مدنياً أي ما نسبته 5،81 في المئة قتلوا في العدوان «الاسرائيلي» من بينهم 161 طفلاً و91 امرأة، وأضاف أن عدد الجرحى بلغ 3457 مصاباً غالبيتهم من المدنيين وبينهم 991 طفلاً و703 من النساء.
الى ذلك، عمدت قوات الاحتلال الى ارتكاب مجرزة جديدة في بلدة خزاعة في خان يونس، وأغلقت مداخل البلدة الثلاث ومنعت سيارات الإسعاف من الوصول إلى المنطقة، حيث أفاد شهود عيان أن أكثر من ثلاثين عائلة حوصرت داخل البلدة وسط قصف مدفعي عنيف، كما تحدثوا عن وجود جثث لشهداء فضلاً عن عشرات الجرحى، وقال هؤلاء: إن «الاحتلال ينتقم من سكان خزاعة لرفضهم ترك منازلهم خلال محاولته التوغل في المنطقة.
ووصف الدكتور يوسف العقاد، مدير المستشفى الأوروبي القريب من خزاعة الوضع في البلدة بأنه «مجزرة حقيقية»، مضيفاً في تصريحات صحافية أن «بعض الناجين من البلدة قالوا إن عشرات المنازل هدّمت على رؤوس ساكنيها.
جاء ذلك في وقت واصلت «إسرائيل» عدوانها الإرهابي على غزة، ووسّعت هجومها البري جنوب القطاع المحاصر، وقصفت البنك الوطني الإسلامي ومبنى البريد في مدينة رفح ومخيم المغازي وسط القطاع، فيما استهدفت مدفعية جيش الاحتلال مسجد عمر عبد بن عبد العزيز في بيت حانون جنوب القطاع، ومئذنة مسجد أبو سليم في مدينة دير البلح، وترددت أنباء عن قصف مدفعي مكثف على مسجد الإيمان في بلدة المغراقة ومسجد بلال غرب غزة.
وعلى وقع العدوان المستمر على القطاع وردّ المقاومة الصلب الذي فاجأت الكثيرين، ارتفعت أصوات التململ لدى اليهود في الأراضي المحتلة، في ظل تحذيرات من تزايُدها وخروجها عن السيطرة وعدم تحقيق الجيش «الإسرائيلي» إنجازات تذكر حتى الآن.
فالمعركة البرية في قطاع غزة لن تكون نزهة، هذا ما اعتقده السواد الأعظم من «الإسرائيليين». أما أن تتحول إلى كابوس فهذا ما لم يكن في الحسبان، ولا سيما لدى الجنود وأهاليهم.
وفي هذا السياق، أشارت والدة أحد جنود جيش العدو الى أن ابنها اتصل بها وهو يصيح «أمي» مضيفة «كان صوته يرتعد لقد كان في حالة هلع، ببساطة انفجر بالبكاء وقال لي إنهم يطلقون النار علينا، إنهم يستهدفوننا».
ويروي والد جندي آخر: «قال لي أبي إنها الجحيم وقالها لي بنبرة، لست أدري، قال لقد فجرونا، لقد فجروا وجوهنا، أطلقوا علينا النار والصواريخ المضادة للدروع».
فيما قالت والدة ثالث تصف كيف يعيشون على وقع الحرب في غزة «نحن نبقى مستيقظين طوال الوقت، وفي حال غفونا قليلاً، نقفز إذا رنّ الهاتف، نحن نعيش في رعب، إنه الرعب الذي يخترقنا جميعنا».
وما زاد الطين بلة اعتماد الرأي العام «الإسرائيلي» فقط على المعلومات التي يقدمها الناطق باسم جيش العدو، ما دفع الكثيرين الى طرح علامات استفهام عن صحة تلك المعلومات.
فحسب أحد مقدمي البرامج في القناة العاشرة «الإسرائيلية» فإن «المُشاهد هنا لا يحصل على صورة حقيقية عما يجري، هناك الأنفاق التي يقولون إنهم اكتشفوها، كيف يمكن التحقق من ذلك» مضيفاً «ليس هناك أي سبب في العالم يمنع وجود طواقم تلفزيونية لتغطية هذا الأمر، لقد غطينا كل الحروب حتى حرب يوم الغفران التي كانت صعبة جداً».
ثمة مصدر آخر للخوف والتشكيك هو الفشل في تحقيق أهداف العدوان على غزة، والخشية من انعكاس ذلك على جبهات أخرى، حيث يقول مراسل الشؤون العسكرية في القناة العاشرة ألون بن ديفيد «إن أهمية المعركة تحت الأرض التي تجري في القطاع هي أنها أوسع من غزة بكثير» معرباً عن اعتقاده «أن المحيط كله يراقب هذه المعركة ويدرسها وإذا انتهت من دون حسم واضح لـ «إسرائيل» فهذا يعني أننا سنصطدم بالأنفاق ليس في غزة فقط، بل في لبنان وسورية وفي النقب أيضاً».
هذا التصعيد من قبل المقاومة التي بدأت تخوض عمليات برية دقيقة وتلحق خسائر فادحة بالاحتلال، إضافة الى المراوحة وغياب الإنجازات لدى جيش العدو زادا من حالة القلق وسط «الإسرائيليين» في ظل تحذير خبراء ومراقبين من خروجها عن السيطرة قبل انتهاء المعارك.
ميدانياً، تواصلت الاشتباكات العنيفة بين المقاومين وقوات الاحتلال التي حاولت التوغل في المناطق الحدودية.
وأعلنت كتائب القسام أنها فجرت عبوات عدة في قوة خاصة، واشتبكت معها من مسافة قريبة في المنطقة الصناعية شرق جباليا، مؤكدة وقوع قتلى وجرحى في صفوف جنود الاحتلال. كما شهدت منطقة شرق خان يونس اشتباكات مماثلة.
في حين اعترف جيش الاحتلال بمقتل جنديين له فجر يوم أمس، أحدهما ضابط برتبة ملازم وهو قائد سرية في سلاح المدرعات ليرتفع بذلك عدد الجنود الذين اعترف الاحتلال بمقتلهم إلى 32 جندياً وضابطاً منذ بدء العدوان على غزة.
وكانت سرايا القدس قد أعلنت أنها استهدفت قوة «إسرائيلية» توغلت في بيت لاهيا وخزاعة بعشرات قذائف الهاون.
بدورها، أعلنت كتائب القسام أن مقاتليها أصابوا طائرة حربية إسرائيلية من طراز «أف 16» بصاروخ أرض جو في سماء منطقة دير البلح، حيث تعد هذه العملية الأولى في استهداف مقاتلات للاحتلال خلال عدوانه على القطاع، علماً ان المقاومة الفلسطينية نجحت خلال هذا العدوان في إسقاط العديد من طائرات الاستطلاع «الإسرائيلية» التي كانت تحلق في سماء القطاع.
كذلك نشرت القسّام صوراً لعمليات عسكرية استهدفت جندياً «إسرائيلياً» بالقنص، وعملية تدمير دبابة بقذيفة «آر بي جي»، فيما واصلت الوحدات الصاروخية التابعة لمختلف فصائل المقاومة دكّ الاراضي المحتلة برشقات صاروخية مختلفة.
وقصفت كتائب القسام مدينة تل الربيع «تل أبيب» المحتلة بصاروخ فجر5 وأربعة صواريخ M75، فيما استهدفت الوحدات الصاروخية للفصائل، مناطق بئر السبع وضواحيها ومستعمرات أسدود وكريات ملاخي وعسقلان وكل مستوطنات غلاف غزة وجان يفنا برشقات صاروخية كثيفة من صواريخ غراد و كاتيوشا و قسام.
وقد استهدفت سرايا القدس مجمّع اشكول بـ4 صواريخ c8k و مستعمرات افي شالوم وحوليت بـ7 صواريخ 107 والآليات بالمطار بـ4 قذائف هاون وتجمّع للآليات قرب إيرز بـ3 قذائف هاون عيار 120.
وقد أسفر القصف الصاروخي للمقاومة عن تعليق شركات الطيران الأجنبية رحلاتها الى مطارات الاراضي المحتلة، فبعد قرار كل من الولايات المتحدة وأوروبا تعليق رحلاتهما بسبب ما سمياه «الوضع الأمني» أعلنت موسكو يوم أمس إيقاف رحلاتها الجوية إلى تل الربيع.
وكانت أعلنت سلطة الطيران الفدرالية الأميركية عن تعليق جميع الرحلات الجوية لشركات الطيران الأميركية من وإلى فلسطين المحتلة، لمدة 24 ساعة على الأقل بسبب الوضع الأمني الراهن، ولا سيما بعد سقوط قذيفة صاروخية على منزل في بلدة «يهود» المجاورة لمطار «بن غوريون» الدولي.
وكانت شركة دلتا الأميركية أعلنت عن وقف جميع رحلاتها حتى إشعار آخر، مشيرة إلى أن إحدى طائراتها التي كانت تتجه من نيويورك إلى تل الربيع عادت أدراجها، كذلك حذت شركة «يو- اس» وشركة «يونايتد» الأميركيتين عن تعليق رحلاتهما إلى الأراضي المحتلة.
وأعلنت شركات الطيران الفرنسية «اير فرانس» والألمانية «لوفتهانزا» والهولندية «كي ال ام» عن تعليق رحلاتها بسبب الوضع الأمني الراهن، فيما نقلت إذاعة العدو عن وزير المواصلات «الإسرائيلي» دعوته الشركات الأميركية إلى التراجع عن هذا القرار، «كونه يشكل مكافأة للإرهاب»، بحسب قوله، مؤكداً أن مطار «بن غوريون» آمن ويمكن الإقلاع منه والهبوط فيه بأمان».