عسراوي: على الأمم المتحدة منح دي ميستورا تفويضاً باتخاذ حلول للمشاكل ناصر: الحرب على غزة خلطت الأوراق والموفد الدولي مفتاح إعادة ترتيبها
دمشق سعد الله الخليل
سلمت البعثة السورية في مجلس الأمن رسالة ترحيب بتعيين الدبلوماسي السويدي ستيفان دي ميستورا موفداً للأمم المتحدة لحل الأزمة في سورية خلفاً للجزائري الأخضر الإبراهيمي.
وأكدت مصادر دبلوماسية أن «الرسالة السورية تم تسليمها منذ بضعة أيام للأمين العام قبل توجهه للمنطقة تضمنت تأكيد سورية أن لا حل للأزمة السورية إلا من خلال الحوار بين السوريين وبقيادة سورية»، متمنية على المبعوث الأممي الجديد الالتزام بالموضوعية والنزاهة وقواعد القانون الدولي ومبادئ الأمم المتحدة وفي مقدمتها احترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية واحترام قرار الشعب السوري.
وأشارت المصادر إلى أن «واشنطن تجمّد في الوقت الحالي أي نشاط أممي لاستئناف مفاوضات جنيف» فيما «تتهم دمشق بتعطيلها في الجولة السابقة في حين أن موسكو ودمشق متفقتان على أن حوار جنيف يجب أن يكون مبنياً على أسس واضحة، وأهمها أنه حوار بين السوريين أنفسهم ونتائجه ما يقرره المتحاورون وليس ما تأمله أو تخطط له واشنطن وحلفاؤها، إضافة الى كونه حواراً ترعاه الأمم المتحدة، وبحسب المصادر فإن الرسالة طالبت أن يكون الحوار متوافقاً مع شرائع ومبادئ الأمم المتحدة، ومنها احترام قرارات الشعوب وعدم التدخل في شؤونها الداخلية.
غياب عن الساحة
الى ذلك، يفسر غياب ميستورا عن المشهد كما غابت التصريحات الأممية عن أي دور أو زيارة له في القريب، باستثناء ما أعلنه نائب وزير الخارجية الروسي غينادي غاتيلوف عن إمكان إجراء اتصالات في وقت قريب مع دي ميستورا، بهدف إمكان اللقاء معه بعد ان أعلن الأمين العام للأمم المتحدة عن جولة قريبة لستيفان دي ميستورا المبعوث الجديد للأمم المتحدة إلى سورية يزور خلالها دمشق، فهل ُفرضت الحرب على غزة نفسها كأولوية وبات الملف السوري ثانوياً، وما المطلوب من دي ميستورا في المرحلة المقبلة؟.
ويرى عضو المكتب التنفيذي في هيئة التنسيق السورية القيادي أحمد عسراوي أن «المطلوب منح دي ميستورا تفويضاً باتخاذ حلول للمشاكل العالقة في الأزمة السورية». وأضاف في حديث لصحيفة البناء: «لم تكن لدينا على الأخضر الإبراهيمي كشخص وسلوك ومواقف أي مأخذ، بل على التفويض والصلاحية التي لم يمتلكها الإبراهيمي تسمح له بإحداث خرق في المشهد السوري نحو الحل، والانتقال بسورية المستقبل نحو نظام سياسي ديمقراطي».
ورأى عسراوي: أن «نجاح مهمّة دي ميستورا يتطلب توافقاً داخلياً وعربياً وإقليمياً، وعما إذا كان هذا الرجل قادراً على الحصول على صلاحيات سيحقق بوادر حل سياسي داخل سورية، إذا كان النظام موافقاً على حل سياسي للأزمة السورية، وعن دور الجامعة العربية قال عسراوي :»لا يمكن أن تلعب الجامعة اي دور ما لم تستعد مصر دورها القيادي للامة العربية، فالجامعة لن تقدم أكثر مما قدمته خلال الفترة الماضية في ظل السيطرة السعودية عليها»
هل تعود حماس بمبادرة من دي ميستورا؟
ترى الدكتورة سناء ناصر أمين عام حزب سورية الجديدة: أن «الحرب على غزة خلطت الأوراق في المنطقة بدءاً من الأزمة ما بين رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، إلى انقسام دول الخليج حول غزة، بين من يلتزم الصمت ومن يدعم القوى المتطرفة، فجزء من دول الخليج تدعم الحرب على غزة ،ويبدو التزام السعودية الصمت بعد أن داهم خطر داعش المملكة فحرك الديوان الملكي اللواءين 18-15 وسحب حرس الحدود من الحدود مع العراق».
وتابعت ناصر: «عودة المندوب السامي خليفة الابراهيمي لإيجاد مخارج جديدة للسعودية، لا سيما وأن عباس من طلب الهدنة من اليهود، فيما تسعى قطر لتخفيف الأزمة عن العدو بحيديثها بلسان حماس».
وتابعت: «علينا أن ننظر لما يجري في الساحة خلال الفترة المقبلة لتبيض صفحة حماس في الساحة العربية وتجهيزها لدور ما في المرحلة اللاحقة وربما عودتها إلى سورية، مع وضع خطوط حمراء على بعض الأسماء القيادية بعد أن بدا الشقاق العمودي والأفقي في صفوف حماس حول سورية بين من قاتل الدولة السورية ومن شارك الفصائل الفلسطينية بالدفاع عنها».
ورأت ناصر في رفع العلم السوري في غزة أنه «رسالة سياسية نحو سورية». وقالت: ما «حصل في فلسطين من خلط للأوراق فقد تكون الورقة السورية الدولية التي تعمل عليها الأمم المتحدة مع المبعوث الدولي عبر تفاهمات تتماشى مع استدارة دول أوروبية عدة تقوم على دعم الجيش السوري في حربه على الإرهاب، حيث يحدد المبعوث الخطوات العملانية لهكذا تفاهمات، لاسيما بعد أداء الرئيس الأسد القسم الدستوري، وهو ما شكل قمة التحدي للغرب». واعتبرت ناصر: أن « سعي الغرب للمصالحة مع سورية رغبة في وقف امتداد الدواعش إلى بلدانه من بوابة القضاء على الإرهاب، وهو أول بند من بنود مقررات جنيف». ورأت أن «الفرق بين الإبراهيمي وخلفه يتمثل بالأجندات وظروف العمل الموضوعية والرسائل التي يحلانها، والقواعد الجديدة التي أرساها الجيش العربي السوري، والتي انعكست هدوءاً في غالبية المحافظات السورية، وهو ما لا يصب في صالح التيارات المسلحة، وبالتالي التفاهمات لن تكون إلا بما ترضاه الحكومة السورية، فالمنتصر من يضع شروطه على الطاولة».