كيري من فلسطين المحتلة يتحدث عن خطوات للأمام… والسلطة تشير إلى تقدم في المفاوضات
بالتزامن مع وصول وزير الخاجية الأميركية جون كيري إلى كيان العدو في محاولة جديدة لترتيب عناصر وقف العدوان الصهيوني على قطاع غزة، وبما يحفظ أمن هذا الكيان، خرجت أصوات التململ في كيان العدو ترتفع في ظل تحذيرات من تزايدها وخروجها عن السيطرة، خصوصاً بعد فشل تحقيق أهداف العدوان على صعيد فرض شروط العدو، وهو ما يشير إلى كثافة الحراك البلوماسي على الصعيدين الدولي والإقليمي، مع انكشاف الانقسام العمودي بين محوري السعودية ـ مصر، وتركيا قطر.
ولكن ماذا في الحراك العربي والإسلامي؟ وكيف تقرأ جولة كيري في المنطقة، وما هي الشروط الجديدة التي سيطرحها لتجريد المقاومة من قوتها وبالتالي حماية أمن كيان العدو؟
هي أسئلة تجيب عليها هذه القراءة للتطورات كافة التي تواجهها غزة الأبية، وذلك على الصعيدين السياسي والدبلوماسي، كما على صعيد المواقف الدولية.
فقد وصل جون كيري صباح أمس الى الكيان الصهيوني لبحث العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة، وسط أنباء متقاطعة تشير إلى تقدم في الاتصالات من أجل التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
والتقى كيري الامين العام للامم المتحدة بان كي مون في القدس المحتلة ورئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو، ثم التقى رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في رام الله.
وقال إثرلقائه الأمين العام للأمم المتحدة: «اتخذنا بالتأكيد بعض الخطوات للأمام، ما زال هناك عمل ينبغي القيام به» من دون أن يذكر أي تفاصيل أخرى.
وفي السياق، قال عضو اللجنة المركزية في حركة فتح عزام الأحمد إن هناك تقدماً ملحوظاً في المفاوضات، آملاً أن تكون الساعات المقبلة حاسمة لوقف العدوان على غزة. وأضاف: إنه «تجرى بلورة صيغة نهائية لوقف إطلاق النار في الساعات المقبلة».
كلام الأحمد جاء في وقت نقلت القناة الإسرائيلية الأولى عن كيري حديثه عن التقدم خطوات نحو إنهاء النزاع في غزة.
وقالت وسائل إعلام إسرائيلية إن «المجلس الوزاري «الإسرائيلي» المصغر سيجتمع لبحث آخر التطورات.
وتأتي زيارة كيري إلى كيان العدو بعد لقائه المسؤولين المصريين أول من أمس في القاهرة وفشل محاولاته في كسر المقاومة عبر فرض الشروط عليها لوقف اطلاق الصواريخ على المستوطنات وحيفا وتل أبيب.
السلطة تطالب بآلية رقابة
من جهته، أعلن كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات أمس، ان القيادة الفلسطينية طلبت رسميا آلية رقابة وتدقيق لأي اتفاق يتم التوصل إليه بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة. وقال عريقات للصحافيين عقب لقاء الرئيس عباس بوزير الخارجية الاميركي في رام الله: «طالبنا رسمياً بآلية تدقيق ومراقبة لضمان تنفيذ ما يتم الاتفاق عليه بشأن غزة، على أن تكون أميركا ومصر جزءاً من هذه الآلية».
وقال عريقات للصحافيين إن «الرئيس عباس أوضح للوزير كيري وجوب «العمل المتوازن بين تحقيق وقف إطلاق النار في غزة، ورفع الحصار» المحكم المستمر على القطاع منذ 2006.
وأشار عريقات الى أن كيري قال للرئيس عباس إنه «يبذل جهوداً لا تنقطع مع جميع الأطراف المعنية، في مصر، ومع الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون، وفي قطر، السعودية والاردن».
وفي حين أشار كيري الى تحقيق تقدم خلال الاربع وعشرين ساعة الماضية، رفض عريقات توضيح تفاصيل هذا التقدم، غير أنه قال: «كل ما أستطيع قوله هو تحقيق التوازن من خلال وقف العدوان ووقف النيران، وأيضاً وقف العدوان من خلال رفع الحصار وفتح المعابر، وإطلاق سراح الأسرى الذين أطلق سراحهم في صفقة شاليط وأعيد اعتقالهم». وأضاف عريقات :«هناك أمور جدية حاصلة وأفكار تم طرحها، لا أستطيع الخوض في تفاصيلها».
انقسام سعودي ـ قطري
وعلى صعيد المداولات التقى أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني بالملك السعودي عبدالله بن عبدالعزيز في جدة، في محادثات انصبّت حول جهود وقف إطلاق النار، في أول اتصال رفيع المستوى بين الجانبين منذ الخلاف الذي نشب بينهما في وقت سابق من العام الحالي.
وتأتي الزيارة المفاجئة في إطار جهود مكوكية لإنهاء العملية العسكرية التي دخلت يومها الـ 15 في قطاع غزة، وأسفرت عن استشهاد أكثر من 650 شخصاً معظمهم من المدنيين.
وحضر الاجتماع مع الأمير القطري الشيخ تميم مسؤولون رفيعو المستوى من الجانب السعودي، بينهم بندر بن سلطان مستشار الملك عبدالله وولي العهد الأمير سلمان والامير مقرن ولي ولي العهد.
وقالت وكالة غربية إن «اللقاء جمع على طاولة المفاوضات اثنين من أكثر المفاوضين العرب تأثيراً في ما يدعم كل منهما مبادرة مختلفة لوقف اطلاق النار في غزة، فالسعودية تدعم المبادرة المصرية التي تحظى أيضا بدعم غربي أما قطر فتدعم مبادرة حماس التي تشترط رفع الحصار عن القطاع لوقف إطلاق النار.
دعوات إيرانية لفتح معبر رفح
إلى ذلك، طالب الأمين العام للمَجمع العالمي للصحوة الإسلامية علي أكبر ولايتي: «الحكومة المصرية بفتح معبر رفح، وقال إن أهالي غزة بحاجة إلى المساعدات الإنسانية من الأدوية والغذاء، ويتعين فتح هذا المعبر لإيصال المساعدات إلى أهالي القطاع.
واستنكر ولايتي في مؤتمر صحافي أمس، اعتداءات الكيان الصهيوني الأخيرة في غزة وقال إن أهالي غزة يعانون من ضغوط كبيرة، ولفت الى أن «الشعب الفلسطيني من النساء والأطفال والشيوخ يتعرضون لهجمات وحشية من قبل الكيان الصهيوني ويتعين البحث عن حل».
وأشار المسؤول الإيراني إلى القصف الذي يشنه العدو الغاصب على المستشفيات الفلسطينية وقال: «إن قصف المستشفيات يُعد جريمة حرب وفقاً للقوانين الدولية ويجب تقديم قادة إسرائيل للمحاكم جراء ممارساتهم العدوانية هذه».
كما أشار إلى ممارسات الكيان المحتل ضد المسلمين خلال السنوات الأخيرة وقال: «إن الصهاينة مارسوا وعلى مر السنوات الثلاث الماضية عدوانهم ضد المسلمين على جبهتين بشكل مباشر وغيرمباشر. موضحاً أن مواجهة المسلمين في سورية والعراق كانت إحدى ممارساتهم غيرالمباشرة.
وأضاف: «إن تنظيم داعش والمجاميع الإرهابية التي تشكلت من قبل «إسرائيل» أمثلة لهذا الادعاء. موضحاً أن هذه المجاميع تدّعي الإسلام وتقتل المسلمين في الوقت نفسه»، مشيراً الى أن الإرهابيين التكفيريين الذين يصابون في سورية، يعالجون في المستشفيات الإسرائيلية ما يكشف عن الدعم الصهيوني الشامل للإرهابيين.
وصرح بأن دعم الإرهابيين القاتلين للمسلمين يتم وبشكل غير مباشر من قبل الكيان «الإسرائيلي» وأميركا وباقي حلفائهما، والحرب الإرهابية على غزة، كانت إجراءً مباشراً للاستكبار العالمي ضد المسلمين، مؤكداً على حتمية هزيمة العدو في عدوانه على غزة وقال: «إن هذا الكيان سيمني هذه المرة بهزيمته الرابعة».
وأشار ولايتي إلى الحروب السابقة التي شنها الكيان الصهيوني ضد جبهة المقاومة وقال إن حرب الـ33 يوماً ضد حزب الله في لبنان وحرب الـ22 يوما على قطاع غزة وحرب الثماني أيام ضد جبهة المقاومة، منيت جميعها بالهزيمة.
وتطرق ولايتي إلى صمود وممانعة أهالي غزة في مواجهة جرائم الكيان وقال: «إن انتصار الفلسطينيين يتحقق فقط في ظل المقاومة، وإن هذا الموضوع إلهام تأكد في الانتفاضة الأولى والثانية والحرب مع العدو الصهيوني في جنوب لبنان».
وأشار ولايتي إلى أن الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي رمضان عبدالله شلح، أعلن في فترة حرب الـ8 أيام بصراحة بأن إيران زودتنا بكل شيء من الطلقات إلى الصواريخ، كما أن مساعده أعلن أخيراًً بأن غالبية المساعدات التي تصل إلى فلسطين وغزة هي من إيران.
وفي السياق، نظم عشرات الإیرانیین يوم أمس وقفة إحتجاجیة أمام مكتب رعایة المصالح المصریة فی العاصمة طهران ضد الجرائم التی یرتكبها الكیان الصهیونی ضد سكان قطاع غزة.
وطالب المحتجون السلطات المصرية بفتح معبر رفح لإدخال المساعدات الى القطاع المنكوب وتسهيل نقل الجرحى الى المستشفيات لمعالجتهم.
تظاهرات بريطانية منددة بالعدوان
من جهتها، شهدت عواصم عدة حول العالم ردود فعل شعبية غاضبة ضد العدوان «الاسرائيلي» على غزة، و لم تهدأ الاحتجاجات الشعبية في بريطانيا منذ بدء العدون «الاسرائيلي» على قطاع غزة، الاحتجاجات تجددت أمام سفارة العدو للمطالبة بوقف العدوان على غزة ورفع الحصار، فضلاً عن محاكمة قادة «إسرائيل» واعتقالهم كمجرمي حرب.
وقال كريس نايمان من منظمة «أوقفوا الحرب»: «سنبقى نتظاهر في الشوارع حتى توقف «إسرائيل» عدوانها وقصفها المدنيين وسنتظاهر حتى تصبح فلسطين حرة».
كما اعتبر غلين سيكر مدير «منظمة اليهود من أجل عدالة فلسطين» «إنه على الحكومة البريطانية أن تفك ارتباط سياستها الخارجية بأميركا فهذه السياسة ليست لمصلحة الفلسطينيين، وهذا الرأي يؤيده غالبية البريطانيين الذين يفضلون الفلسطينيين أكثر من غيرهم».
المتظاهرون نددوا بتواطؤ الحكومة البريطانية في العدوان على غزة، وطالبوها باتخاذ موقف قانوني وأخلاقي من المجازر التي ترتكبها «إسرائيل» بحق الفلسطينيين.
وأشار يعقوب وايزمان من منظمة «ناطوري كارتا» إلى أنهم كيهود «يتظاهرون هنا ضد المجازر التي ترتكبها «اسرائيل» في غزة ضد المدنيين الذين يقتلون من دون وجه حق، فهم يريدون العدالة في فلسطين».
وقالت متظاهرة بريطانية «أنا موجودة هنا لدعم الشعب في غزة الذين يعانون من المجازر والتطهير العرقي على يد «إسرائيل» فأنا أمام السفارة «الإسرائيلية» ليعرفوا أنني ضدهم وضد الحكومة البريطانية ونظرة كاميرون للصراع في غزة».
ومن المقرر ان تنطلق السبت المقبل تظاهرة حاشدة من أمام السفارة «الإسرائيلية» إلى ساحة البرلمان للضغط على الحكومة لوقف العدوان على غزة ورفع الحصار عنها، في ظل غضب شعبي عارم يجتاح الشارع البريطاني، يزيد من حدته استمرار«اسرائيل» في ارتكاب المجازر بحق الفلسطينيين وسط تخاذل وصمت المجتمع الدولي.