طمر نفايات مستشفيات في بعلبك والأهالي يحذّرون من المخاطر

بانتظار ما سيصدر عن الحكومة اليوم بشأن أزمة النفايات، برزت قضية طمر النفايات الطبية «خلسة» في منطقة بعلبك، ما ينذر بأخطار صحية على الأهالي فضلاً عن تسميم الأرض.

فقد اكتشف أهالي بلدتي يونين والصوانية المتجاورتين شمالي بعلبك، إلقاء أكوام من النفايات المطحونة في المنطقة السهليّة تشبه الأسمدة الكيميائية، إلّا أنّ روائحها الكريهة جعلت الأهالي يرتابون من ماهيّتها، وبعد التدقيق في موادها تبيّن أنّها نفايات مستشفيات مطحونة.

وأكّد شهود عيان من بلدة يونين، أنّ «شاحنات مجهولة ألقت الحمولة فجراً قبل يومين»، وطالبوا «المعنيّين بالكشف عن الفاعلين واتّخاذ الإجراءات بحقهم، فلا يجوز تحويل الأراضي الزراعية إلى مكبّات لمواد سامة وخطرة».

وفور تلقّيه الخبر، عمّم محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر، على «الأجهزة الأمنية إجراء التحرّيات اللازمة، ومنع تفريغ أي نفايات بشكل عشوائي، وتوقيف السائقين المخالفين مع شاحناتهم».

من جهته، عقد نقيب أصحاب المستشفيات في لبنان سليمان هارون مؤتمراً صحافياً في مركز النقابة، تناول خلاله تعذّر قيام جمعية «أركنسيال» المكلّفة جمع نفايات المستشفيات في المناطق، بأعمالها، داعياً المسؤولين إلى «إيجاد الحل خلال ساعات».

وأوضح أنّ «نفايات المستشفيات نوعان: نفايات منزلية، ويتمّ وضعها داخل مستوعبات خاصة للبلديات، ونفايات طبية، خطرة أو مُعدية أو خطرة ومعدية معاً، ناتجة من أعمال طبيّة داخل المستشفى.

واليوم نواجه مشكلة في جمع النوعين، فالبلديات تقوم بجمع النفايات المنزلية العائدة إلى المستشفيات أسوة بغيرها، ولكن ذلك يتمّ بشكل غير منتظم، ما يجعل النفايات تتكدّس أياماً أمام المستشفيات، ويسبّب إزعاجاً للمرضى والزوار على حدٍّ سواء. أمّا بالنسبة إلى الشقّ الثاني المتعلّق بالنفايات الطبية، فإنّنا كمستشفيات نعمل على تجميعها داخل برّادات خاصة، في انتظار أن تمر «أركنسيال» لأخذها ومعالجتها بموجب العقد الموقَّع معها».

وأضاف: «واجهت «أركنسيال» أزمة غياب المطامر الصحية، ممّا دفعها إلى اللجوء إلى آلية التعقيم والجّمع في المخازن، ولكن مع الوقت امتلأت المخازن ولم يعدْ هناك مجال لاستيعابها المزيد. ومنذ فترة، برزت مشكلة أمام الجمعية التي لديها 5 مراكز معالجة موزّعة على المحافظات، وذلك في مركز الشمال الذي تتمّ فيه معالجة نفايات طرابلس، الكوره، زغرتا، البترون، جبيل وكسروان، بعدما منع الأهلي «أركنسيال» من دخول المركز.

وبعد لجوئها إلى مركز زحلة، تبلّغت قبل أسبوع من البلدية عدم تمكّنها من استقدام نفايات المناطق الأخرى الطبية إلى المركز».

وناشد المسؤولين «ولا سيّما وزيري الصحة العامة والبيئة الإسراع في معالجة هذه المشكلة، وإيجاد الحل المناسب في غضون ساعات لا أيام».

على صعيدٍ آخر، جدّد رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني النائب طلال أرسلان، رفضه إقامة مطمر للنفايات في الشويفات، وقال في تصريح: «ثمّة فارق كبير بين مطمر للنفايات وبين ردم لعوادم النفايات، ولن نقبل بأيّ مطمر للنفايات الصلبة ضمن نطاق مدينة الشويفات».

إلى ذلك، زار وفد من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي UNDP برئاسة إدغار شهاب مدينة صيدا، وجال مع رئيس البلدية محمد السعودي ووفد مكتب البرنامج برئاسة نيقولا غريب على منشآت حديقة صيدا العامة التي أُقيمت مكان جبل النفايات والمطمر الصحي، وذلك في إطار معاينة الأعمال قبل التسليم النهائي للمشروع الذي تمّ تنفيذه من قِبَل شركة الجهاد للتجارة والمقاولات لصالح بلدية صيدا، وبإشراف مباشر من القيّمين على البرنامج.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى