رحيل الدكتورة مي سعاده… العملاقة شعراً وخطابة وحضوراً
يحكى الكثير عن الدكتورة مي سعاده، منذ أن تظاهرت في النصف الثاني من الثلاثينات مع مجموعة من الرفيقات، من بينهن جنفياف سعاده وبلقيس الأيوبي، أمام سراي أميون للمطالبة بالإفراج عن رفقاء معتقلين، كان من بينهم طالب الطبّ الرفيق عبدالله سعاده.
منذ ذلك الحين ارتبطت الدكتورة مي بحبيبها الأزلي الدكتور عبدالله سعاده، وبالحزب الذي والته بكل عقلها وقلبها ووجدانها، ولم تنتمِ إليه.
وعندما سقط ابنها الرفيق نقولا شهيداً، لم تبكه، بل رثته بقصيدة ألقتها في مأتمه الحاشد، وبقيت تزغرد له كما في كل عرس.
إلى جانب الأمين عبدالله صارعت وتنكبت وضحّت وعانت، وبقيت صامدة، لا يشعّ منها سوى البسمة والتفاؤل.
لم تكن الدكتورة مي عملاقة بجسدها، إنما كانت، عملاقة شعر وخطابة وفكر وثقافة ونضال ومواقف تبقى فوّاحة في تاريخ حزبنا.
يوم الأحد تنضم الكورة إلى عائلة الدكتورة مي في توديعها بالزغردات والهتافات كعهدها مع كل إطلالة للأمين الدكتور عبدلله، ومع كل إشراقة من نضال لا يتوقف.
نحن من الجيل الذي عرف جيداً الدكتورة مي سعاده واستمع إليها وطرب، نشعر في أعماقنا بحزن شديد على رحيلها.
دكتورة مي،
ننحني لك إكباراً، ونشهد كم كنتِ عملاقة إلى جانب أحد الكبار من عمالقة حزبنا، والبـقـــاء للأمـــــــة.