حردان: أهداف العدوان على غزة ستفشل والمقاومة هي من سيفرض الشروط النظام الطائفي يولّد الأزمات وبات عاجزاً عن إنتاج حياة مستقرّة للبنانيين
أكد رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان أنّ «لبنان جزء لا يتجزأ من المنطقة التي تتعرّض لغزو وعدوان وإرهاب خارجي يستخدم بعض الداخل، وما يشهده لبنان في بعض مناطقه من توتر أمني وخطاب تحريضي، هو مرتبط بأحداث المنطقة».
وإذ اعتبر أنّ «المشهد الذي نراه في السلسلة الشرقية للبنان من عمليات اعتداء وقتل أبرياء وخطف مدنيين تقوم بها المجموعات الإرهابية يبعث على القلق»، رأى أنّ «الكلام عن إمكانية قيام إمارة إرهابية في تلك المنطقة مبالغ فيه، لأن لا قدرة للمجموعات الإرهابية على القيام بهذا الأمر، ففي لبنان قوى شعبية فاعلة وواعية، كما أنّ القوى العسكرية والأمنية اللبنانية تقف بالمرصاد لمثل هكذا حالات».
ولفت حردان إلى أنّ «المجموعات الإرهابية استفادت في فترات متعدّدة من بيئات حاضنة لها في لبنان، لكنّ سلوكها القائم على الإرهاب والقتل والإجرام أفقدها الكثير من البيئات الحاضنة، وما يهمّ هو أن لا يكون هناك بيئة حاضنة للإرهاب، وأن تعي بعض القوى السياسية ما هي مسؤولياتها تجاه هذا الموضوع، وأن تقوم القوى العسكرية والأمنية بواجباتها للقضاء على الإرهاب».
معركة القلمون
كلام حردان جاء خلال حديث إذاعي لبرنامج الحوار السياسي الذي يبثه «راديو فان» أجرته الإعلامية هلا حداد في مركز الحزب، وتطرّق فيه إلى مجمل المستجدات على الساحة.
واعتبر حردان أنّ «ما حصل في منطقة القلمون معركة كبيرة أفضت إلى انتصار الدولة السورية وتثبيت سلطة القانون على مدن وقرى تتاخم السلسلة الشرقية لجبال لبنان، وقد جاءت هذه المعركة لتعزّز سيطرة الجيش السوري من حمص إلى الزبداني، وذلك بعد أن قضى على أعداد كبيرة من المسلحين، وسلّم آخرون أنفسهم، في حين فرّ قسم كبير من المسلحين الإرهابيين الى أماكن غير مأهولة في السلسلة الشرقية للبنان، وهي أماكن لا تخضع لأي إدارة أمنية، ويستخدمها المسلحون في إطلاق الصواريخ على القرى والبلدات الآمنة في الجانبين السوري واللبناني». وأشار إلى أنّ «هناك تواجداً للقوى العسكرية والأمنية في بعض المناطق من جهة لبنان، لكن ليس هناك تواصل بين هذه القوى وبين القوى العسكرية والأمنية السورية، حتى يتمّ العمل بشكل مشترك». وقال: «لقد طالبنا الدولة اللبنانية، بالتنسيق مع الجانب السوري وأجهزته العسكرية والأمنية، لمصلحة الأمن والاستقرار في البلدين، لكنّ المؤسف أنّ هذا التنسيق لا يحصل لأسباب مجهولة «معلومة» على قاعدة النأي بالنفس. لقد كان مطلوباً التنسيق مع القوى السورية من أجل عدم تمكين المسلّحين من التموضع في سلسلة جبال لبنان الشرقية». وأضاف: «على الدولة اللبنانية الآن وبجرأة كاملة، أن تنسّق مع الدولة السورية، بكلّ المواضيع»، سائلاً: «كيف يمكن أن تحلّ الدولة اللبنانية قضية النازحين من دون التنسيق مع الدولة السورية»؟
الاتفاقات لمصلحة لبنان
وأكد حردان أنّ «ادّعاء البعض أنّ الاتفاقات الموقعة بين لبنان وسورية ليست لصالح لبنان، لا أساس له من الصحة، ففي فترة تولّي النائب فؤاد السنيورة رئاسة الحكومة، وُزّعت الاتفاقيات على الوزارات المعنية لإعطاء رأيها واقتراح الإلغاء أو التعديل، لكنها لم تعدّل أي حرف فيها، بعدما تبيّن أنها تصبّ في مصلحة لبنان، ومن أعاجيب لبنان أنه حتى الآن يستجرّ الكهرباء من سورية، فيما تخضع مدنها ومناطقها لنظام التقنين»، لافتاً إلى أنّ «عدم مبادرة الدولة في لبنان إلى التنسيق مع الدولة السورية، هو قرار خارجي، وبعض القوى اللبنانية ملتزمة بتنفيذ الإملاءات الخارجية، وهذا ما يعطل كلّ شيء في لبنان، علماً أنّ مسؤولية صون الاستقرار هي مسؤولية الجميع».
السلسلة الشرقية
ورداً على سؤال عن دور الأحزاب الوطنية في حماية المناطق المحاذية للسلسلة الشرقية، أجاب حردان: «إنّ حزب الله كما الحزب السوري القومي الاجتماعي كما العديد من القوى والأحزاب موجودون في المناطق المحاذية للسلسلة الشرقية، وعندما تتعرّض هذه المناطق والبلدات للهجمات والتهديدات الإرهابية، فإنّ كلّ أبناء هذه المناطق سيحملون السلاح للدفاع عنها، طالما أنّ الدولة لا تقوم بذلك، وعندما تقوم الدولة اللبنانية بواجباتها كاملة في حماية القرى والبلدات من خطر الإرهاب والصواريخ والسيارات المفخخة، عندها فقط ينتفي دور القوى الحزبية ودور أبناء المنطقة. ونحن نقول أكثر من ذلك، لو أنّ الدولة اللبنانية استمعت إلى النداءات والتحذيرات والتنبيهات المتكرّرة حول مخاطر نزوح المجموعات الإرهابية إلى المناطق الحدودية، لما كنا اليوم نواجه هذا الخطر الإرهابي في السلسلة الشرقية، لذا، نعود ونؤكد على ضرورة التنسيق بين القوى العسكرية في لبنان وسورية للقيام بالدور الطبيعي وتأمين السلسلة الشرقية، لأنّ تخلي الدولة عن القيام بواجباتها، يشجّع المستفيدين من الانفلات على الاستمرار بارتكاباتهم».
الشغور الرئاسي
وفي الشأن السياسي الداخلي، أكد حردان أنّ الحزب السوري القومي الاجتماعي «ضدّ الفراغ وضدّ الشغور»، وقال: «نحن مع انتخاب رئيس للجمهورية ولا نقبل بالفراغ في مؤسسات الدولة، لأننا نعتبر أنّ المؤسسات هي التي تحصّن وحدة البلاد، ولا تجعل الدولة دويلات، بل دولة متماسكة تخدم مصلحة البلد والمواطنين، لكن عندما توجهنا إلى المجلس النيابي للقيام بواجبنا وحقنا الدستوري، وهو انتخاب رئيس للجمهورية، لم نجد إلا مرشحاً واحداً، ونحن لا نريد هذا المرشح، وقد قلنا رأينا في هذا الخصوص، ودعا رئيس المجلس النيابي بعدها إلى عدة جلسات لانتخاب رئيس جديد، لكن لم يتمّ التوافق على اسم الرئيس وليس هناك أكثرية تستطيع أن تأتي برئيس، لذا ليس هناك من نتيجة ما لم يتمّ التوافق، وبالتالي لا يجوز الدخول إلى المجلس النيابي على قاعدة أن يحصل هذا على مجموع أصوات، وذاك يحصل على مجموع أصوات، وهي أصوات غير كافية لانتخاب رئيس، فهذا ينقص من هيبة رئاسة الجمهورية».
وأشار حردان إلى أنّ «العماد ميشال عون رفض أن يترشح إلا على أساس أن يكون رئيساً وفاقياً، وهو يعمل من أجل ذلك، وقد أقام حوارات مع الأفرقاء السياسيين من أجل هذه الغاية.» وأضاف: «لقد طرح الجنرال عون الحوار من أجل الرئاسة، ولاحقاً، طرح موضوع انتخاب الرئيس من الشعب، وقصد من ذلك تحريك الوضع السياسي في البلد».
وحذّر حردان من الانعكاسات السلبية للشغور، معتبرا أنه «بداية الشغور في كلّ المؤسّسات، وهو ناتج عن انقسام داخلي حادّ، وهذا الانقسام بدأ يعطي مفاعيله القاسية عبر تعطيل كلّ المؤسّسات». وقال: «قد نصل إلى أن يصبح تعيين حارس سبباً في تعطيل كلّ لبنان، لأنّ الانقسام هو سيّد الموقف، مع غياب التفاهم والحوار».
وأضاف: «الحكومة معطّلة، كذلك المجلس النيابي، بالرغم من كلّ الجهد الذي يبذله رئيسه حتى لا يتعطّل، وإن لم يحصل توافق حول موضوع سلسلة الرتب والرواتب لن تكون هناك جلسة لمجلس النواب».
وراى أنّ «الانقسام الحادّ في لبنان مرتبط بالخارج، ويعطي هذه النتائج»، مخاطباً القوى السياسية: كونوا مسؤولين أمام ضميركم ووجدانكم وشعبكم. نتمنّى أن يحصل هذا الأمر، لكننا لا نعتقد ذلك، علماً أنّ الأيام المقبلة هي أيام حراك سياسي وموضوع التمديد للمجلس النيابي ليس أمراً محسوماً بعد، ولكنه مسؤولية كبرى على كلّ اللبنانيين».
أما عن قلق بكركي حيال الشغور الرئاسي، ودعوة البطريرك الراعي إلى انتخاب رئيس، قال حردان: «أتفهم قلق غبطة البطريرك لكن ليس هناك تفاهم، والعرقلة في هذا المجال هي من خارج المجلس النيابي، والنقطة المركزية في هذا الموضوع هي التفاهم على مستقبل البلد من خلال التفاهم على رئيس للجمهورية يمكنه التواصل مع الجميع، ويؤمّن مصلحة البلاد وهذا الأمر لم ينضج بعد، فتيار المستقبل، حتى الآن، لم يغيّر قناعاته وهو يتمسّك بمرشح يعرف أنه لن يصل، لذا عليه أن يغيّر قناعاته ويبدأ بمحاورة الآخرين». وأضاف: «إذا كان البعض في لبنان يمتلك قراره، فلينأ عن العبارات الاستهلاكية الفضفاضة، وليأت لنتحاور ونتناقش ونتفق على رئيس للجمهورية، وعلى الدفاع عن لبنان وسيادته واستقلاله، وأن نتوحّد جميعاً في مواجهة العدو «الإسرائيلي» الذي يعتدي على لبنان واللبنانيين يومياً».
وأكد حردان أنّ «هناك قوى تعطّل انتخاب رئيس للجمهورية، ويجب الكلام عن هذه القوى بوضوح، هناك كتلة كبيرة في المجلس النيابي يترأّسها تيار المستقبل، فليتقدّم هذا التيار بمبادرة ويقيم حواراً منتجاً مع باقي الأطراف، أما أن يقول هذا مرشّحي، وأعلنوا عن مرشّحكم، فلا هذا يفوز ولا ذاك، وفي ذلك تعطيل لانتخابات الرئاسة، ما يؤكد أنّ القرار خارجي، وما دام كذلك فليس هناك انتخابات رئاسية».
ورأى حردان أنّ «النظام القائم في لبنان لم يولّد إلا أزمات، منذ الاستقلال حتى اليوم، وكلّ عدّة سنوات نخوض حرباً داخلية، نتيجة عدم المساواة بين اللبنانيين أمام النظام اللبناني، بل توزّع الناس على الطوائف والمذاهب، وإذا اختلّ التوازن أو المصالح عند أيّ طرف في الخارج، ينعكس على الداخل».
وأضاف: «هذا النظام بات عاجزاً عن إنتاج حياة مستقرّة للبنانيين، نحن مع نظام سياسي جديد للبنان، يقوم على احترام الإنسان فيه، على قاعدة المواطنة التي تساوي بين الناس في بلد يحتضن الجميع، ونحن متمسّكون بموقفنا من قانون الانتخاب الذي يجب أن يعتمد لبنان دائرة واحدة من خارج القيد الطائفي، لأننا نعتبر أنّ أيّ عامل موسّع من شأنه أن يوحّد اللبنانيين ويحقق مصالحهم، وهذا يلغي الهواجس، وعندما توضع القوانين التي تصون المصلحة العامة، يبحث الناس عن نقاط الاتفاق في ما بينهم.»
الانتخابات السورية
ونوّه حردان بالانتخابات الرئاسيّة السورية الأخيرة، وبالتفاف الجيش والشعب السوري حول قيادته برئاسة الرئيس بشار الأسد، وقال: «سورية سيدة قرارها، ورغم الأزمة والحرب التي شنّها العالم على سورية، احترمت المؤسّسات السورية مواعيد الاستحقاقات، واعتبرت نفسها أمام امتحان الاستحقاق الدستوري»، كاشفاً عن «العديد من المغريات التي قدّمت للرئيس الأسد ليمدّد سنة أو سنتين، لكنه أبى معتبراً ذلك نوعاً من أنواع الاعتداء على سيادة البلد فسورية دولة لها قوانينها وسيادتها، وسورية تحترم هذه القوانين وهذه السيادة، ولا تخضع لإملاءات الخارج، ونحن نعرف مدى التدخلات التي بدأت من الإغراءات، وصولاً إلى التهديدات، لكنّ سورية احترمت مؤسّساتها وأجرت الانتخابات بديمقراطية، ومن المؤسف أنّ لبنان الذي يتغنّى بالديمقراطية قراره في الخارج»
ثمانون دولة ضدّ سورية
وأشار حردان إلى أنّ العدوان على سورية شاركت فيه دول كبرى في العالم بهدف إسقاط الدولة السورية وإلغاء دورها الممانع والمساند لقوى المقاومة في المنطقة، سائلاً: «مَن جمع ثمانين دولة ضدّ سورية، ومَن جمع المسلحين والإرهابيين من كلّ الجنسيات للقتال فيها؟ ولفت إلى أنّ الارهابيين المتطرفين الذي يأتون إلى سورية للقتال، لا يعرفون إلا القتل والتدمير، بينما مَن أرسلهم وسهّل عبورهم ووفّر لهم التمويل، يعرف أهدافه جيداً وهي أهداف تحقق مصلحة العدو الصهيوني الذي يرتكب اليوم أفظع المجازر بحق الفلسطينيين في غزة».
مصطلحات لا يصدّقها أحد
وعما سُمّي ثورات الربيع العربي، والتغيير الديمقراطي، وغيرها من التسميات، رأى حردان أنّ «هذه مصطلحات لم يعد يصدّقها أحد، وهي ساقطة أساساً، بينما العنوان الأوحد هو العدوان على بلادنا وتدميرها، لمصلحة «إسرائيل»، التي اختارت لحظة العدوان على قطاع غزة، بهدف تيئيس شعبنا في فلسطين، وجعل المقاومة عنصراً هشاً، وهي المحاولة ذاتها التي استهدفت المقاومة في لبنان عام 2006، وقد حاول العدو الصهيوني بموافقة داخلية عربية ودعم دولي، تغيير المعطيات، لكنه فشل، وعجز عن تحقيق أيّ من أهدافه، وهذا العدو اليوم يجتمع في مجلس وزراء مصغّر وعلى مستوى القيادات العسكرية الصهيونية، ولا يحدّد أهدافاً واضحة لعدوانه على القطاع، لأنه يخشى عدم تحقيق ما يحدّده، ولذلك نراه غارقاً في دوامة من التخبّط».
لبنان والصراع في المنطقة
وأكد حردان أنّ لبنان لا يمكن أن ينأى بنفسه عما يحدث في المنطقة، لافتاً إلى أنّ «هناك استراتيجية إسرائيلية – أميركية – غربية، تحظى بغطاء عربي، تقابلها قوى المقاومة مع حلف مكوّن من روسيا والصين وإيران، وهذا المحور يرفض استراتيجية الهيمنة والاستعمار ووضع اليد على خيرات بلادنا وشرذمة شعوبنا، ونحن نرى أنّ الانقسام في لبنان قائم على قاعدة هاتين المعادلتين».
وأضاف:» هناك مفاوضات حول الملف النووي الإيراني وهو شأن مهمّ، ونحن نعتبر أنّ ما حصل في الموصل وبعض المدن العراقية من غزوة داعش ليس منفصلاً، وهنا نسأل: هل إنّ داعش وليد اللحظة؟ أم هي جسم منظم يخدم أجندات معينة؟ وما هو دور بعض الأجهزة والضباط الذين ساعدوا داعش لوضع اليد على محافظة عراقية كاملة بنفطها وأموالها، وعلى أسلحة اشتراها العراق من أميركا؟ وقال: «إنّ داعش تتمدّد في العراق وفي الشام لتنشر التخلّف والظلامية والإجرام، وهذا يخدم المشروع الصهيوني.
التسويات
ورداً على سؤال حول إمكانية حصول تسويات في المنطقة، أشار حردان إلى أنّ «التسويات المقبولة هي تلك التي تقوم على مبدأ رفض الاحتلال والقهر والعدوان، والتي تحقق مصلحة شعبنا وتؤكد حقه في تقرير مصيره، وتمنع الاستراتيجية الأميركية – الصهيونية من تحقيق أهدافها»، لافتاً إلى أنّ «إيران تعرّضت للعقوبات ودفعت أثماناً نتيجة تمسكها بحقها في استخدام الطاقة لأغراض سلمية، ولم تؤخذ بالتهديد والتهويل وقرع طبول الحرب، وقد اضطر الغرب وعلى رأسه أميركا إلى التفاوض مع ايران، لأنّ الغرب يفكر في كيفية تأمين مصالحه، كما أنّ صلابة الموقف الإيراني أوصلت إيران إلى التفاوض، وهي اتخذت سلسلة خطوات حيال السعودية ودول الخليج، وأزالت الهواجس، ما حمل السعوديين على الانفتاح على المبادرات، رغم أنها جامدة اليوم، ولكن ربما تتحرك الأمور وتؤدي إلى نتائج، ونحن اليوم في ستاتيكو عضّ الأصابع، وهذا الستاتيكو قائم أيضاً في لبنان، فيما يمكن أن تستمرّ المفاوضات لسنوات، لأنّ الدول، كما قلت، تبحث عن تحقيق مصالحها».
العدوان على غزة
وتطرّق حردان إلى الجرح النازف في غزّة، حيث تسطر المقاومة الفلسطينية أروع ملاحم البطولة والفداء رغم إمكانيات لا تضاهى بقوة العدو الغاشم، وقال: «هناك غضب شعبي كبير نتيجة العدوان الصهيوني على غزة، وغضب شعبنا العارم يُترجم في العديد من الأعمال، وفي المواجهات والصمود، لكن الأهمّ من كلّ ذلك تجميع كلّ قدراتنا وإمكاناتنا، وترجمة الغضب بانتفاضة شعبية على امتداد الأمة».
وأضاف: «لقد أحرق المستوطنون اليهود جنوداً ومدنيين، شاباً فلسطينياً وهو حيّ، وهذه جريمة بشعة من مجموع الجرائم الصهيونية التي ينبغي أن يتحرّك العالم لإدانتها والمطالبة بإحالة القادة الصهاينة إلى المحاكم الدولية، لكن للأسف، فإنّ العالم يكتفي بالتفرّج على المجزرة بحقّ الفلسطنيين والأمم المتحدة لا تحرّك ساكناً، لأنها لا تتجرأ على إدانة الظالم الذي يمارس الإرهاب».
وتابع حردان: «نحن مع فلسطين كلّ فلسطين، مع غزة الصامدة التي تقاوم همجية الاحتلال ووحشية العدوان، ونحن نعرف أثمان الصمود والمقاومة. فالعدو الصهيوني لا يميّز في عدوانه وإرهابه وجرائمه بين طفل وشيخ وإمرأة، ولا بين منزل أو مستشفى أو مدرسة أو أي موقع حتى لو كان هذا الموقع مدرسة تابعة للأمم المتحدة وترفع علمها، فالعدو قتل الأطفال في قانا تحت فيء أحد مواقع الأمم المتحدة، وفي غزة سبق له أن دمّر مدارس الأونروا. ولكن بالرغم من كلّ الأثمان التي يدفعها الفلسطينيون، وخصوصا أبناء غزة، لم نسمع صوتاً فلسطينياً واحداً، وفي أيّ موقع كان، إلا وكان صوت الإصرار على المقاومة والتمسك بحق تقرير المصير، ولذلك فإنّ أهداف العدوان على غزة ستفشل، والمقاومة بكلّ فصائلها هي من سيفرض الشروط من خلال قوة الردع التي وفرتها الصواريخ التي تدك المستعمرات الصهيونية».
الصمت العربي
وأسف حردان للصمت العربي على ما يُرتكب من جرائم بحق الفلسطينيين وقال: «إنّ العرب يتخبّطون في مواقفهم، وجامعتهم غير موجودة، بعد أن أصبحت كناية عن مجموعة موظفين يتقاضون الرواتب، ونحن كنا دعوْنا أمينها العام نبيل العربي إلى أن يستقيل بدلاً من أن يشكل أداة ضغط على سورية، فقد كان صوته ضدّ سورية مرتفعاً، أما اليوم حيال قتل العدو «الإسرائيلي» للفلسطينيين، فهو بلا صوت». وأضاف: «إنّ المواقف العربية متباينة، وهناك مبادرة مصرية للتهدئة، وقد تمّ الإعلان عن إمكانية تعديلها، وأهمّ ما في الأمر هو صمود شعبنا في فلسطين وفي غزة على وجه الخصوص، وهذا الصمود هو الذي يفرض المعادلات في المرحلة المقبلة.»
حماس والجهاد وحزب الله
وعن اتصال السيد حسن نصرالله مع قادة حماس والجهاد، اعتبر حردان أنّ «ما يدور على الساحة الفلسطينية يعنينا ويعني حزب الله ويعني المقاومة في كلّ أصقاع الدنيا، العدو يعتدي والمقاومة تواجهه، ومن البديهي أن يكون موقف المقاومة حاسماً، ولذلك فإنّ اتصال السيد حسن نصر الله بقادة المقاومة في فلسطين يحمل عنواناً أساسياً هو تأكيد مواجهة العدو الإسرائيلي، وأنّ المقاومة هي الخيار، لأنّ المقاومة هي التي تقاتل الاستراتيجية الأميركية – الإسرائيلية، وحينما تكون حماس في إطار المحور المقاوم، فهي حتماً إلى جانب هذا الخيار، ونأمل أن تعلن عن ذلك، ونأمل أن تكون المقاومة في فلسطين معبراً حقيقياً لتحقيق أحلام وتطلعات شعبنا في فلسطين».
وقال: «لكلّ حرب نتائجها، ومن المحتم أن يكون لهذا العدوان الصهيوني نتائجه، خصوصاً على المستوى الفلسطيني، والمواقع المتحركة التي تفرضها المعارك، وكلّ العالم يعرف أنّ الصواريخ التي تستعمل في غزة هي صناعة سورية، منقولة براً وبحراً بالإضافة إلى الدعم الإيراني، وليس هناك أمر مخفي، ومن البديهي أن تكون سورية حاضنة للمقاومة، وقد أعلن الرئيس الأسد في خطابه منذ أيام أنّ فلسطين ستبقى البوصلة».
وأمل حردان «أن يتوحد اللبنانيون حول مصلحة بلدهم، ولا يتركوا الأمور بيد الخارج، فتتمّ إعادة تعزيز المؤسسات، وتعزيز الوحدة الاجتماعية والشعبية، ونواجه جميعنا الإرهاب في لبنان، لا أن تحتضنه فئة وتواجهه فئة أخرى، ويجب إنشاء جبهة شعبية لمواجهته، ونحن في الحزب السوري القومي الاجتماعي دعونا إلى هذا الأمر، والآن نكرّر هذه الدعوة من أجل حشد الطاقات في مواجهة الاحتلال والإرهاب والتطرّف».