حزب الله: إذا ظنت «إسرائيل» أنّ القرار العربي المشبوه سيمكنها من تغيير المعادلات فالمقاومة حاضرة لتصنع لها أكبر من هزيمة تموز
لفت رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد إلى «أنّ بعض العرب تواطأ ردحاً من الزمن من أجل أن يطعنوا المقاومة، فكانت الطعنة في العام 2006، ولكن المقاومة ردت الطعنة عليهم وخيبت رهاناتهم، وأسقطت أوهامهم، وانتصرت على الإسرائيلي الذي كانوا يطلبون منه وبإلحاح أن يواصل المعركة ويمدد أيامها، إلا أنه وصل إلى مرحلة عجز فيها عن ذلك».
وشدد رعد خلال احتفال تأبيني في بلدة خربة سلم على «أنّ الهدف مما يجري في سورية، هو وصول هؤلاء التكفيريين إلينا نحن المقاومين في لبنان، فهؤلاء يصرون على أن تتحول سوريا إلى بلد خراب من أجل أن يتسلطوا على تلك المنطقة ويستفردوا بنا، ومن ناحية أخرى يتعاونون مع الإسرائيلي علينا، وها هم يفعلون ذلك، ولكن لا تزال سوريا شوكة في عيونهم وخاصرتهم، وستبقى كذلك بفعل المقاومة وصمود سوريا شعبا وقيادة، لأن المتآمرين على سوريا يريدونها ضعيفة وهزيلة مستسلمة، وفي المقابل فإن أهلها وقيادتها يريدونها في محور الممانعة والدعم للمقاومة والتحالف معها».
ولفت إلى «أنّ الصراع مع العصابات التكفيرية قاس وشديد، ولكننا اجتزنا أكثر مراحله بنجاح، وسيتم النصر في هذا الصراع ضد هؤلاء، لأننا نعرف ماذا نريد وكيف نتصرف ونوزع قدراتنا بالشكل الذي لا يجعلنا نغفل عن العدو الإسرائيلي الذي يتربص، وها هم اليوم بدأوا يهمسون بأن الإسرائيلي يحضر لحرب جديدة ضدنا في لبنان، وفي الواقع فهو لن يخوض حربا في لبنان من أجل كرامة آل سعود في المنطقة، بل هو يستخدم آل سعود وأعوانهم ونظراءهم من أجل خدمة مصالحه وأمنه في المنطقة، وهو لا يقاتل من أجل غيره، وإنما يوظف كل الآخرين وخصوصا الصغار والمتصاغرين ليخدموا مصالحه وأمنه، ونحن الذين نعرف العدو الإسرائيلي وحجم قدراته واستعداداته، فهو حتى الآن لم يمتلك بعد القدرات التي تجعله حاضرا لخوض حرب ضدنا في لبنان، ونقول ذلك بملء الثقة، لأنّ الإسرائيلي وهو يحضر ويقوم بالمناورات شبه الموسمية، ويجهز ويتلقى الدعم السياسي والإعلامي والاقتصادي والأمني والعسكري، يعرف أنه لن يتمكن من شن حرب على لبنان».
فضل الله
واعتبر عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب حسن فضل الله، أنّ «الهجمة السعودية على المقاومة من بوابة ما صدر عن وزراء خارجية بعض الدول العربية والمتماهي مع التوصيفات الإسرائيلية، تعكس مستوى الفشل الذي بلغته حروب السعودية في المنطقة، وبالتالي، فإنها محاولة بائسة للتعويض عما أصابها من خسائر سياسية ومعنوية في المنطقة، وتكشف حجم المأزق السعودي جراء المكابرة والدخول في مغامرات غير محسوبة، وخسارة دورها في المنطقة».
وخلال الاحتفال التكريمي الذي أقامه «حزب الله» للشهيد خليل حسين بشير في حسينية بلدة كونين الجنوبية، أشار فضل الله إلى أنّ «هذا الاعتداء الجديد على لبنان يتلاقى مع الهجمة الداعشية التحريضية ضد النسيج الوطني وضد الجيش، ففي الوقت الذي كان جنود جيشنا يتصدون لـ«داعش» على أرضنا اللبنانية المحتلة، ويدمرون مواقع المحتلين ويقدمون التضحيات، كان التحريض يصدر عن وزير الخارجية السعودية إلى حد التدخل في عمل القضاء العسكري، ويواكبه تحريض داعشي، يترافق مع بيان بعض وزراء الخارجية العرب، وكل ذلك لاستهداف بلدنا ووحدته ومنعته التي توفرها اليوم معادلة الجيش والشعب والمقاومة، والتي تحولت إلى مظلة الحماية في وجه العدوين الإسرائيلي والتكفيري».
قاووق
ورأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في «حزب الله» الشيخ نبيل قاووق، بدوره، أنّ «النظام السعودي بات يشكل خطراً ليس على منطقة أو حزب أو طائفة فحسب، بل على شعوب المنطقة كلها، كذلك فإن الفكر الوهابي يشكل خطراً على الإنسانية جمعاء، وهذا ما بدأ يتنبه له أهل الغرب، لأنهم وجدوا أنّ الذين يفجرون أنفسهم بالناس في لندن أو مدريد أو باريس كلهم يعتقدون بفكر وهابي واحد».
وخلال احتفال تكريمي أقامه «حزب الله» للشهيد محمد بسام نجدي نجل الشهيد بسام نجدي، في حسينية بلدة صريفا، في حضور قيادات حزبية ورجال دين وشخصيات وفاعليات وحشد من الأهالي.
واعتبر قاووق «إننا اليوم وبعد القرارات العدائية السعودية بحق لبنان، نستطيع وبكل ثقة أنّ نعلن النظام السعودي كياناً إرهابياً يعتدي على لبنان بجيشه وشعبه ومقاومته، فهو يعتدي على الجيش عندما يعاقبه ويشكك بالهوية الوطنية له، وعندما يدفعه ليصطدم بالمقاومة، ويعتدي على شعب لبنان عندما يسيء إلى كرامته، ويعتدي على المقاومة عندما يتآمر ويحرض عليها سياسيا وإعلاميا واقتصاديا، وعندما يحرض إسرائيل على حرب جديدة ضد لبنان والمقاومة. وإن السعودية في العام 2006 كانت شريكة لإسرائيل بقرار الحرب، ولكننا سكتنا عن ذلك بالرغم من أننا ما نسينا، وهي اليوم في العام 2016 بقرارتها توجه رسالة تشجيع وتحريض لإسرائيل من أجل شن حرب جديدة، وبالتالي فإن النظام السعودي يتحمل مسؤولية أي عدوان إسرائيلي محتمل على لبنان».
وأكد أنّ «النظام السعودي ما كان في يوم من الأيام إلى جانب المقاومة، فهو لم يدعمها لا بسلاح ولا بمال ولا بموقف، ولم يكن في يوم من الأيام في خندقها، بل كان هناك معركة سعودية من طرف واحد على المقاومة بشكل حرب غير علنية، ولكن الجديد اليوم هو أن المعركة أصبحت علنية، فلم يتغير علينا شيء، وأن قرارات السعودية لم تضرنا بشيء، ولم تخسرنا صديقا ولا حليفا ولا داعما، بل إنهم هم الذين خسروا شرف الوقوف إلى جانب المقاومة، كما خسروا دورهم ومكانتهم المزيفة، بعدما كانوا يقدمون أنفسهم مملكة خير، وأنهم لا يريدون للبنانيين إلا الخير، فأين هو خير السعودية اليوم عندما تحرض اللبنانيين على بعضهم البعض، أو عندما تعاقب وتذل وتسيء لكرامة اللبنانيين جميعا».
كما أكد أنّ «المقاومة اليوم في ذروة قوتها، وإذا ظنت إسرائيل أنّ القرار العربي المشبوه بتصنيف حزب الله على لوائح الإرهاب يشرع لها الأبواب لتغيير المعادلات، فإن المقاومة حاضرة ومستعدة في كل يوم لتصنع لها هزيمة أكبر من هزيمة تموز عام 2006، فحربنا في سورية زادتنا قوة وسلاحا وخبرة، وهذا هو الذي يردع إسرائيل من أن تشن أي عدوان جديد على لبنان، وليس قرارات أو ضغوطات عربية كانت هي التي تردع إسرائيل وقد خسرناها اليوم، ونحن لم ننس أنهم اجتمعوا جميعهم عام 1996 في شرم الشيخ مع أميركا علينا، وأعطوا إسرائيل الضوء الأخضر للقضاء على المقاومة، فهذه ليست أول مرة يجربون فيها، ولكنهم بالتأكيد لن يراكموا إلا الخيبة والفشل، لأن هذه المقاومة قدرها أن تنتصر وستنتصر».