الراعي: كيف يمكن تبرير الوصول بالبلاد إلى هذه الحالة من التفكك والانحلال؟
سأل البطريرك الماروني بشارة الراعي خلال قدّاس في بازيليك سيدة لبنان حريصا أمس، المسؤولين السياسيين في البرلمان والحكومة والمؤسسات العامة والأحزاب «كيف يمكن تبرير الوصول بالبلاد إلى هذه الحالة من التفكك والإنحلال؟ هل من مبرر بعد اليوم، ومن باب الضمير الوطني، لإبقاء سدّة الرئاسة في فراغ منذ سنة وعشرة أشهر؟ ولتعطيل عمل المجلس النيابي المسؤول عن التشريع والمساءلة والمحاسبة طيلة هذه المدة؟ ولجعل الحكومة في حالة تعثر واللاقرار؟ ولفتح الأبواب على مصراعيها لتفشي الفساد في الإدارات العامة، ولتغطية المفسدين المجرمين؟ وإلى متى هذا التجني السافر على الدولة والشعب، وعلى مصير الأمّة بأسرها الذي يطالب به الشعب بتظاهرات متواصلة مع ما تقتضي من تضحيات؟».
وعلى مستوى الشرق الأوسط، سأل الراعي «أليس العمى الداخلي النابع من مصالح الدول الاقتصادية والسياسية والإستراتيجية، هو الذي افتعل الحروب وموّلها ومدّها بالسلاح والمرتزقة، وحجّر قلوب حكام الدول شرقاً وغرباً، فلا يرون قهر السكان الأبرياء الذين يهجروه بالملايين من سورية والعراق وفلسطين وسواها؟ وأولئك الذين يسقطون يومياً ضحايا الإرهابيين ولا يرون المشردين والتائهين على أبواب الدول وقد خسروا جنى العمر؟».