جنبلاط يستعجل إعدام حوار عون ـ الحريري
يوسف المصري ـ «البناء»
لماذا تعثر حوار عون ـ الحريري؟
بالنسبة للبعــض فان هذا السؤال في غير محله، لأنه أصلاً لا يمكن لعاقل تخيل أن هــذا الحوار كان سيصل إلى توافق جدي بين التيار الوطني الحر وتيار المستقبــل على الإتيان بجنرال الرابية لرئاسة الجمهورية.
وبمقابل هذا الرأي هناك وجهة نظر أخرى تؤكد أن الحوار بين الأزرق والبرتقالي كان جدياً، وكان له مدافعون عنه في التيار الوطني وأيضاً داخل تيار المستقبل. وبحسب أصحاب وجهة النظر هذه، فإن نادر الحريري كان قريباً لفكرة ضرورة التوافق مع عون على أساس وصوله لرئاسة الجمهورية. وينقل عنه قوله: هناك مشتركات بين الشيخ سعد الحريري والجنرال عون فكلاهما علمانيين.
ويقال إن النائب بهية الحريري شجعت هذا الحوار وأرادت له أن يصل إلى خاتمة سعيدة. وبهية وآخرون يحسبون الأمر من زاوية مختلفة: عون الرئيس سيصطدم حتماً بحزب الله، ولا يضر أن نجرب؟
… آخر قصة
من الذي خرب هذا الحوار إذن، وضغط على الرئيس سعد الحريري للانسحاب من لعبة الإيحاء بأنه قد يوافق على صفقة مع عون تأتي بالأخير رئيساً؟!
… «فتش عن جنبلاط». هذا ما تقوله أجواء قريبة جداً من الرابية وحتى من كواليس باريس اللبنانية. وثمة قصة عن حقيقة ما حدث، تتردد الآن داخل كواليس مسيحية تنتمي لـ14 و8 آذار على السواء، ومفادها أن النائب وليد جنبلاط أرسل مبعوثاً عنه قبل فترة إلى المغرب حيث كان يقيم الملك السعودي عبد الله بن عبد العزيز. ونجح هذا المبعوث في إرسال نصيحة إلى الملك بواسطة أحد كبار مساعديه، وقوامها ضرورة أن يطلب من الشيخ سعد الحريري وقف حواره مع عون لأنه حوار طرشان ويعطل الاستحقاق الرئاسي وأيضاً لأن انتخاب عون للرئاسة هو ضد الطائف، فالأخير أي عون – ودائماً على ذمة ناقلي الكلام الذي وصل للملك من مبعوث جنبلاط- لم يكن مع الطائف بل هو ضده، علماً أن الطائف هو إنجاز للسعودية في لبنان، ويجب التنبه إلى عدم هزه في هذا الوقت الذي يتصارع فيه الإقليميون للحصول على النقاط.
وتضيف القصة أن الملك اقتنع بالطرح الجنبلاطي وطلب من الحريري فعلاً وقف حوار الرئاسيات مع عون.
… ولكن جنبلاط لم يكتف بذلك، بل قام بعد ذلك بترتيب لقاء ثلاثي في بيروت وتحديداً في عين التينة، وذلك بعيداً عن الإعلام. حضر هذا الاجتماع وزير المال حسن خليل عن حركة أمل والوزير وائل أبو فاعور عن الحزب التقدمي الاشتراكي ونادر الحريري عن تيار المستقبل. وخرج المجتمعون بالتوافق على ثلاث نقاط:
1 لا تعديل للطائف تحت أي ظرف أو سبب
2 لا عون ولا جعجع
3 انتخابات نيابية على أساس قانون الستين.
هل يحق لعون أن يعتبر ما حصل بمثابة انقلاب على حظه في نيل الرئاسة؟ هكذا تتعامل الرابية فعلاً وهي ترفع لهجة شروطها المؤلفة من ثلاث لاءات:
الأولى- عون لن يكون مرة صانع رؤساء توافقيين، بل سيكون قاتل حظوظ الرؤساء التوافقيين.
الثانية- لا للتمديد لمجلس النواب وأيضاً لا خطة بديلة لترشح عون للرئاسة، وإذا استعصى الذهاب لانتخابات الرئيس عبر الشعب فلنذهب لننتخب مجلس النواب.
بقي هناك نقطة ثالثة، البعض يقول إنها تتعلق بتعديلات على نظام الطائف كانتخاب الرئيس من الشعب ، وذلك بمقابل أن السعودية التي اسقطت الحوار بين الحريري وعون عليها تلقي ضربة هز اتفاقها في لبنان. ولكن هناك من يقول إن النقطة الثالثة لا تزال موجودة في ذهن عون ومضمونها قد يكون مفاجأته المرتقبة خلال المقبل من الأيام.