بوتين فاجأ الغرب… وإعلام الأخير يغرق في الضياع!

ما كاد قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سحب القسم الأكبر من قواته من سورية يدخل حيّز التنفيذ، حتّى عبّر الإعلام الغربي عن فجائية القرار، ثمّ ذهب بعض هذا الإعلام إلى أبعد من ذلك، ليحلّل على سذاجته أسباب هذا القرار وموجباته، ليُخيّل إليه أن روسيا قد تخلّت عن النظام السوري، وأنّ سحبها القوات العسكرية من سورية إنما هو تمهيد للقبول بتنحية الرئيس الأسد.

صحيفة «تايمز» البريطانية بموضوعها الذي نشرته أمس تمثّل خير دليل على هذا الإعلام الساذج، إذ ذهب الكاتب بتوقعّاته إلى أبعد مما ذُكر آنفاً فنجده يقول: أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في قرار فاجأ المراقبين، بسحب قواته من سورية، وهو ما أثار الشكوك حول استمرار دعم موسكو لرئيس النظام السوري بشار الأسد. وأنّ تحوّل بوتين المفاجئ من قائد عسكري إلى صانع سلام، قاد إلى سلسلة من التكهنات في الغرب الأول: أن بوتين قرر التخلي عن الأسد، فمن خلال سحب القوة العسكرية، فإنه عبر عن دعمه لتشكيل حكومة انتقالية، وسيقود هذا إلى التخلص من العقبة الكبيرة لنجاح المحادثات، وكان بوتين يعاني من مشكلات مع الأسد، وربما عثر على نسخة أخرى مختلفة له من المؤسسة العسكرية، وذات صلات مع الاستخبارات الروسية. ويذكر التقرير أن الاحتمال الثاني هو انسحاب تكتيكي قبل انهيار المحادثات التي تتوقعها روسيا، ولاعتقاد موسكو أن القوات السورية في وضع جيد للتعامل مع قوات «المعارضة» الضعيفة الآن، ويمكن مساعدة الأسد من خلال الاستخبارات والوحدات الإلكترونية والصواريخ طويلة المدى في داغستان.

إلى ذلك، تطرّقت صحيفة «موسكوفسكي كومسموليتس» الروسية إلى قرار الرئيس بوتين سحب القوات الروسية من سورية، مشيرة إلى أن بوتين أستاذ المفاجآت، فاجأ العالم بهذا القرار، مثلما فعل عند إعلانه إرسال القوات إلى سورية.

أما صحيفة «إندبندنت» البريطانية فنشرت موضوعاً عن التطوّرات الأخيرة في ألمانيا بعد نتائج الانتخابات المحلية الأحد الماضي. والموضوع جاء بعنوان «ميركل المصدومة تقول إنها لن تغير سياستها إزاء المهاجرين رغم نتائج الانتخابات». وتقول الجريدة إن المستشارة الألمانية آنجيلا ميركل اعترفت بأن سياسة الباب المفتوح التي تتبعها مع المهاجرين تسببت في خسارة مذلّة لحزبها الحاكم في الانتخابات المحلية الأخيرة لكنها أصرت في الوقت نفسه على مواصلة هذه السياسة وعدم تغييرها.

«موسكوفسكي كومسوموليتس»: عواقب الانسحاب من سورية… ماذا ينتظر روسيا؟

تطرّقت صحيفة «موسكوفسكي كومسموليتس» الروسية إلى قرار الرئيس بوتين سحب القوات الروسية من سورية، مشيرة إلى أن بوتين فاجأ العالم بهذا القرار، مثلما فعل عند إعلانه إرسال القوات إلى سورية.

وجاء في المقال: لماذا أمر بوتين بسحب القوات؟

إن بوتين أستاذ المفاجآت، وفي هذه المرة فاجأ الجميع وأخذهم على حين غرة بقراره سحب القوات، كما فاجأهم عندما أعلن إرسال القوات الجوية الفضائية إلى سورية. ورغم أنه من السابق لأوانه الحديث عن النتائج النهائية لدور هذه القوات في سورية، فقرار سحبها يجب الترحيب به.

لقد تمكنت روسيا من الإفلات من الفخ السوري الذي ربما كانت عواقبه على البلاد نظرياً اسوأ من حرب أفغانستان. فروسيا تنسحب من سورية مرفوعة الرأس منتصرة، وكدولة عظمى تمكّنت من تغيير مسار الحرب على سورية ولم تسمح بسقوط دمشق في يد المتطرّفين.

طبعاً، المسألة الأساسية التي تواجه المجتمع الدولي في سورية بقيت غير محلولة، ألا وهي أن «داعش» الناشط في سورية لا يزال يتمتع بقوة كافية، فرغم الضربات القوية التي وجهت إليه، إلا أنه لم يهزم نهائياً. وهذا كان من شأنه أن يعطي الحق للرئيس بوتين بعدم سحب القوات الروسية من هناك. ولكن السؤال التالي يطرح نفسه: هل علينا أن نحل مكان المجتمع الدولي؟ هل علينا أن نقوم بدور الجندرمة الدولية؟ وهل علينا تحمّل عبء المسؤولية عما يجري في الشرق الأوسط؟

يمكن الردّ على هذه التساؤلات بالنفي القاطع. فمهم جداً في السياسة الدولية وفي العلاقات بين البشر الحضور والمغادرة في الوقت المناسب. لقد عملت روسيا كل ما في وسعها في سورية.

طبعاً كان الرئيس الأسد يود بقاء روسيا، ولكن مصالح روسيا لا تتطابق مع مصالحه. بالنسبة إلى روسيا كان من المهم عدم السماح بتطور الأحداث ناحية تدمير كافة المؤسسات والبنى التحتية للدولة السورية. وهذا ما تم تحقيقه فعلاً.

إن الشرق الأوسط هو هو، وكل قرار سياسي يمس هذه المنطقة يحمل مخاطر سياسية كبيرة. وليس قرار بوتين بسحب القوات استثناء من هذه القاعدة. فلم تعلن الالتزامات الرسمية التي اتفق عليها خلف الكواليس شركاء موسكو الخارجيون الولايات المتحدة والمملكة السعودية مثلاً. ونحن لا نعلم ان كانت هناك التزامات أم لا. كما لا نعرف كيف سيكون سلوك تركيا.

ويجب اخذ السيناريو السلبي لتطور الأحداث بعين الاعتبار: فمن جانب الجميع يشكرون روسيا على قرارها الحكيم. ولكنهم من جانب آخر يحاولون افشال المفاوضات السورية ـ السورية.

ماذا على روسيا أن تفعله إذا ما عادت الأمور إلى نقطة البداية من جديد. هل عليها إرسال القوات الجوية الفضائية ثانية إلى سورية؟

إذا لم يتم التحكم بتطورات الأحداث في سورية فسيكون هذا ضربة قوية توجه لهيبة موسكو في المحافل الدولية، وسوف نظهر وكأننا من السذاجة بحيث لا نعلم كيف نتصرف. لذلك من الأفضل عدم التطرق إلى هذه الأمور قبل الأوان. المهم أن العمليات الحربية للقوات الجوية الفضائية الروسية انتهت أو قاربت على الانتهاء. ولكن مهمة روسيا السياسية في سورية مستمرة.

إن قرار بوتين بسحب القوات الروسية من سورية يزيل مخاوف اندلاع حرب عالمية ثالثة. كما انه يخفض احتمال وقوع صدامات حربية روسية ـ تركية في سورية. وهذا القرار يعطي موسكو فرصة لتحسين العلاقات مع الغرب ومع بلدان الشرق الأوسط. فهل ستتمكن موسكو من استغلال هذه الفرصة، وهذا هو الأمر المهم هنا طبعاً.

«تايمز»: أربعة أسباب محتملة تفسّر الانسحاب الروسي المفاجئ من سورية

أمر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في قرار فاجأ المراقبين، بسحب قواته من سورية، وهو ما أثار الشكوك حول استمرار دعم موسكو لرئيس النظام السوري بشار الأسد.

وتقول صحيفة «تايمز» البريطانية، في تقرير أعدّه الكاتب روجر بويز، إنه بعد لقاء بوتين مع قادته العسكريين في الكرملين، فقد أعلن أن أهداف العملية العسكرية في سورية قد تحققت، وقال إن القوات السورية، وبدعم من الطيران الروسي، كانت قادرة على تحقيق تقدم مهم في الحرب ضد الإرهاب الدولي «ولهذا أصدر أمري لوزارة الدفاع كي تبدأ من يوم غد في سحب قواتنا العسكرية من الجمهورية العربية السورية».

ويورد التقرير نقلاً عن بوتين قوله إنه أمر وزير الخارجية بتكثيف المشاركة الروسية في جهود السلام لحل الأزمة، مشيراً إلى أن القرار جاء مفاجئاً الولايات المتحدة، إذ أخبر بوتين الرئيس السوري بشار الأسد بقراره عبر الهاتف.

وينقل الكاتب عن محللين قولهم إن بوتين قرر التحرك والخروج من سورية لتجنب التورط في حرب طويلة هناك.

وترى الصحيفة أن القرار سيساهم على المدى القصير في دعم جهود السلام، التي ستبدأ اليوم في جنيف، في ذكرى مرور خمس سنوات على الحرب السورية، أو قد يحرّر روسيا من اللوم في حال فشل المحادثات.

ويلفت التقرير، إلى أن بوتين قد أمر قواته بالتدخل في سورية في نهاية أيلول 2015، إذ ساهم الطيران الروسي في دعم الجيش السوري لتحقيق تقدّم في عددٍ من الجبهات، وقال وزير الدفاع الروسي إن المقاتلات الروسية شنت خلال الفترة الماضية تسعة آلاف غارة، وإن ما مجموعه 400 بلدة وقرية ومجمع سكني تم تحريرها. ويشير بويز إلى أن التدخل الروسي ساهم في حرف ميزان الحرب لصالح الأسد، وأن هناك مخاوف من أن يؤدّي الانسحاب الروسي إلى تراجع القوات حتى قبل أن تبدأ العملية السياسية، بحسب تعبير الصحيفة.

وتورد الصحيفة نقلاً عن الكرملين قوله إنه سيحتفظ بحضور له في سورية، من أجل مراقبة الهدنة، مشيرة إلى أن روسيا ستبقي وجودها العسكري في قاعدة طرطوس البحرية والقاعدة الجوية في حميميم قرب اللاذقية، التي تعمل منها 48 مقاتلة، وكانت روسيا قد نقلت منذ بداية الحملة حوالى 2400 جندي.

وينقل التقرير عن المحلل السياسي يفيغيني مينشنكو، قوله إن القرار يعني انسحاب روسيا وهي متقدمة، بدلاً من التورط في الحرب، ويضيف: «أكبر خطر للعملية في سورية هو الانجرار في حرب طويلة، وهذا لم يحدث».

ويعلق الكاتب على قرار بوتين قائلاً إنه «لن يؤدي إلى استعراض نصر في الساحة الحمراء لأن النصر لم يتحقق، فالهدف الرئيس لدخول الروس في الحرب السورية كان مواجهة تنظيم داعش، وما يزال التنظيم يسرح ويمرح في العراق وسورية، وكل ما فعله الكرملين هو أنه وجه ضرباته ضد المعارضة المعتدلة، وأضعفها قبل أن تبدأ محادثات السلام هذا الأسبوع».

وتنوه الصحيفة إلى أن الهدف الثاني لبوتين هو تعزيز موقع الأسد، مستدركة أن تحوّل بوتين المفاجئ من قائد عسكري إلى صانع سلام، قاد إلى سلسلة من التكهنات في الغرب الأول: أن بوتين قرر التخلي عن الأسد، فمن خلال سحب القوة العسكرية، فإنه عبر عن دعمه لتشكيل حكومة انتقالية، وسيقود هذا إلى التخلص من العقبة الكبيرة لنجاح المحادثات، وكان بوتين يعاني من مشكلات مع الأسد، وربما عثر على نسخة أخرى مختلفة له من المؤسسة العسكرية، وذات صلات مع الاستخبارات الروسية.

ويذكر التقرير أن الاحتمال الثاني هو انسحاب تكتيكي قبل انهيار المحادثات التي تتوقعها روسيا، ولاعتقاد موسكو أن القوات السورية في وضع جيد للتعامل مع قوات «المعارضة» الضعيفة الآن، ويمكن مساعدة الأسد من خلال الاستخبارات والوحدات الإلكترونية والصواريخ طويلة المدى في داغستان.

ويشير بويز إلى أن الاحتمال الثالث متعلقٌ بالحملة في أوكرانيا، حيث لا تستطيع القوات الروسية القتال إلا على جبهة واحدة، ويريد بوتين أن يجعل من روسيا حليفاً مهماً للولايات المتحدة، ويحصل من خلال ذلك على تخفيف العقوبات المفروضة عليه، ثم إعادة الحملة من جديد.

وتختم «تايمز» تقريرها بالإشارة إلى أن الاحتمال الرابع هو النفط، فالملك السعودي سلمان يخطط لزيارة موسكو المرتبطة بوقف القصف الروسي في سورية، ويحتاج بوتين إلى اتفاق مع السعودية حول أسعار النفط، في ضوء انخفاض أسعاره في السوق العالمي.

«إندبندنت»: ميركل لن تغيّر سياستها إزاء المهاجرين رغم نتائج الانتخابات

نشرت صحيفة «إندبندنت» البريطانية موضوعاً عن التطوّرات الأخيرة في ألمانيا بعد نتائج الانتخابات المحلية الأحد الماضي. والموضوع جاء بعنوان «ميركل المصدومة تقول إنها لن تغير سياستها إزاء المهاجرين رغم نتائج الانتخابات». وتقول الجريدة إن المستشارة الألمانية آنجيلا ميركل اعترفت بأن سياسة الباب المفتوح التي تتبعها مع المهاجرين تسببت في خسارة مذلّة لحزبها الحاكم في الانتخابات المحلية الأخيرة لكنها أصرت في الوقت نفسه على مواصلة هذه السياسة وعدم تغييرها.

وتضيف الجريدة أن ميركل التي تحدّثت للمرة الأولى بعد ساعات من ظهور نتائج الانتخابات وبدت في المؤتمر الصحافي مصدومة، قالت إن سياستها إزاء المهاجرين هي التي حدّدت نتائج الانتخابات، واصفة اليوم بأنه يوم صعب لحزب الاتحاد الديمقراطي المسيحي الحاكم.

وتوضح الجريدة أن حزب ميركل والحزب الديمقراطي الاجتماعي المتحالف معه منيا بخسائر كبيرة لصالح حزب البديل الألماني الذي تشكل مؤخّراً ويتخذ موقفاً متشدّداً من المهاجرين ويتبنى شعار «ميركل لا بدّ أن ترحل».

وتقول الصحيفة إن ميركل عندما وُجّه إليها سؤال حول ما إذا كانت ستطلب من البرلمان التصويت على تجديد الثقة بحكومتها أجابت باقتضاب: «لا».

«غارديان»: مئات المهاجرين يتقدّمون عبر النهر إلى مقدونيا

نشرت صحيفة «غارديان» البريطانية موضوعاً قالت فيه إن مئات المهاجرين العالقين في معبر «إيدوميني» على الحدود اليونانية ـ المقدونية تمكنوا من دخول الأراض المقدونية عبر النهر عندما تقدّموا في جماعات كبيرة متحدّين محاولات الاتحاد الأوروبي غلق الحدود الجنوبية للقارة للحدّ من تدفق المهاجرين. وتضيف أن الحشود التي ضمت رجالاً ونساء وأطفالاً تقدّمت لعبور النهر الفاصل بين البلدين بعدما ظلّ نحو 13 ألف مهاجر عالقين عند المعبر المغلق منذ نحو أسبوع.

وتوضح الجريدة أن المهاجرين بدأوا أولاً في تشكيل سلاسل بشرية من الرجال الأقوياء الواقفين عبر ضفتي النهر ليسهّلوا مرور باقي المهاجرين من النساء والأطفال.

وتنقل الجريدة عن المصوّر الصحافي اليوناني كونستانتينوس تسالكاليديس الموجود عند المعبر قوله إن العملية بدأت بشكل صعب لكن مع مرور الوقت واكتمال السلسلة البشرية عبر النهر تعاون جميع المهاجرين للمرور وتمكنوا من ذلك. وأضاف أنهم كانوا سعداء جدّاً بالعبور نحو مقدونيا في طريقهم إلى غرب أوروبا.

وتقول الجريدة إن المهاجرين تم إيقافهم بعد عدة أميال داخل الأراضي المقدونية بعدما أجبرتهم الشرطة على التوقف مع حلول المساء.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى