«المنار»

ما هو المطابق للمواصفات في بلد النفايات؟ الإنترنت مساحة تجسّس، القمح مسرطَن، وثابتة النفايات أقوى من كل القرارات.

في قطاع الاتصالات خبر تحوّل إلى جريمة وطنية أخطر ممّا يتخيّله البعض، التحقيقات الأولية كشفت أنّ شبكات الإنترنت غير الشرعية بعضها على علاقة بشركات «إسرائيلية» دخلت البلاد بخداع أعلى المقامات الأمنية والسياسية، والأمل بأن لا تتمكّن من خداع السلطة القضائية. شركات استباحت الفضاء اللبناني معروفة المالكين والمشغّلين بينهم من اُدخل السجون اللبنانية لتورّطه بشبكة الباروك «الإسرائيلية» التجسّسية، وعاد إلى ميدان الاتصالات رغم كل الشبهات، وما حصلت عليه المنار من معلومات عن أماكن وأسماء شركات تتحفّظ عن نشره، وتضع بتصرّف من يريد من المختصين القضائيين والأمنيين، وتضع برسم اللبنانيين تساؤلات، ألم يحن الوقت لوعي أنّ العدو الصهيوني ما زال يتربّص بنا كل مكان، ويستغل جشع البعض أو غباءه إلى أبعد حال؟ ألا يستدعي الأمر اجتماعاً عاجلاً للحكومة أو لمجلس الأمن المركزي المنشغل بتأمين الحماية لخطة النفايات؟ ألم يحن الوقت بعد لطمر كل أنواع الخلافات التي تكشف لبنان وتؤمّن للعدو أفضل الخدمات؟

في الإقليم، طمر الميدان السوري جلّ التحليلات حول القرار الروسي، فأكمل الجيش مصحوباً بأسراب من السوخوي حربه ضدّ الإرهاب، وصدّت التصريحات الروسية ما تبقّى من أمنيات «فقرارنا لن يُضعِف الأسد» قالت الخارجية الروسيّة، وتنسيقنا على أعلى المستويات.

«أن بي أن»

تكشّفت خبايا شبكات تهريب الإنترنت، فضيحة لا تقتصر مخاطرها على الأمن الاقتصادي للدولة، بل تعدّت الخسائر المادية إلى المسّ بالأمن القومي للبنان لارتباط الشركات بشركات «إسرائيلية» زوّدتها باحتياجات مجانيّة.

الخطير أنّ تلك الشبكات امتدّت على مساحة الجرود من الضنية إلى فقرا وعيون السيمان والزعرور، واتّخذت من أعالي قمم الجبال مواقع كاشفة ودخلت إلى إدارات ومؤسسات رسمية وأمنية بعدما قدّمت خدماتها على أساس أنها شرعية.

الشبكات ثبّتت منظومة أخطبوطية مقتدرة كما بدا في عرض وزير الاتصالات بطرس حرب اليوم أمس .

مجلس النوّاب وضع يده على القضية، والرئيس نبيه برّي شدّد على متابعة تلك الفضيحة، ومن هنا ستعقد لجنة الإعلام والاتصالات جلسة الاثنين للوصول إلى كشف الملابسات كما قال رئيسها النائب حسن فضل الله من عين التينة اليوم أمس .

سياسياً، البلد في مرحلة حسّاسة كما وصفه رئيس المجلس، فطرح معادلة واقعية، إمّا إلغاء الطائفية السياسية وإمّا اعتماد نظام نسبي إصلاحي يساعد على الاستقرار السياسي، وفي جوهر تلك المعادلة معالجة حقيقية تحرّك الركود الداخلي وترتقي بالطرح إلى حدود الحل.

المعادلة وجدها رئيس التوحيد وئام وهّاب مخرجاً وحيداً للنظام السياسي، لأنّ الرئيس برّي يترك أبواب المشكلة الحقيقية، فدعا وهّاب الجميع لمساعدة رئيس المجلس للوصول إلى نظام لا يُلغي أحداً، ويُنهي سياسات الإلغاء.

أمّا السياسات الخارجية فمشغولة بتأسيس جبهات تواجه الإرهاب الذي استنفر أوروبا فأحبطت الشرطة الفرنسية مخطّطاً لهجوم في باريس، فيما تبيّن أنّ انفجار طهران ناجم عن أسطوانة غاز في سوق البازار الكبير.

وفي جنيف، كانت المفاوضات السورية الصعبة تستعرض السقوف العالية فيواجه المبعوث الدولي أزمة تعدّد المعارضات والأجندات، لكن القرار الدولي واضح لجهة إنجاح المحادثات بالتزامن مع خطوة روسيّة جبّارة للاعب الجودو البارع فلاديمير بوتين.

انقلاب أحدثه قرار موسكو، وجلس الروس يتفرّجون على ما ستفعله واشنطن إزاء المعارضين والمسلحين، لكن التوجّهات الكردية حول فرض الفيدرالية أثار علامات استفهام في ظل معارضة تبدأ من أنقرة مروراً بطهران ولا تقف عند الإدارة الأميركية، فهل الإعلان والردّ عليه شكليّات ضاغطة في عزّ المفاوضات؟ أم هي لرسم مشهد جيوسياسي لا يقتصر على سورية؟

«او تي في»

رغم كل التبريرات المختلفة، باتَ مؤكّداً أنّ عاملَين اثنين دفعا سعد الحريري صوب سليمان فرنجيه الأول هو بوادراتفاق عون – جعجع التي ظهرت في 2 حزيران الماضي، والثاني هو بدء المشاركة الروسية في حرب سورية في 30 أيلول، ولم يكن ينقص الحريري الابن وشركاءه غير الاتفاق المسيحي على الجلسة التشريعية في 12 تشرين الثاني الماضي، فاقتنع عندها بضرورة التحرّك لضرب التوافق، وكان ما كان ممّا سقط في النسيان. بعد ستة أشهر على ذلك المشهد، يبدو أنّ معظم عوامله قد تبدّلت في الحسابات الحريرية، فالرياض شمّرت عن سواعدها وبدأت هجومها المتعدد المحاور، فيما موسكو أعلنت عن نهاية مرحلتها السورية الأولى، تماماً كما أعلنت السعودية في نيسان الماضي أنّها أنجزت حربها في اليمن، لكن الواضح أنّ الفريق الحريري بدأ يسكر بالتطوّرين الجديدين، وبدأ يستعد لمرحلة لبنانية ورئاسية جديدة على قاعدة لا عون ولا فرنجيه، ونحن من يعيّن لكم رئيسكم. أيّاً كانت احتمالات هذا المنطق، يظلّ ثابتاً أنّه محكوم بالفشل، وأنّه لن يحصد إلّا مزيداً من إضاعة الوقت، وأثماناً إضافية على لبنان واللبنانيين، لكن ما يدفعه الشعب يقبضه حكّامه الممدّدون لأنفسهم، ففيما يُفرض على البلد الاستمرار في أزماته، ينهمك هؤلاء بتمرير صفقاتهم: مئتا مليون دولار تقريباً في مسخرة حل النفايات. أكثر من مئة مليون مقدّرة في مؤامرة احتكار الإنترنت، المهرّبة تحت ستار مسرحية الإنجاز الأمني، فضلاً عن ملايين أخرى من الدولارات المنهوبة من كل باب ودار، لكن الضربة الكبرى تظل في مرفأ بيروت. مليارات الدولارات تطير من الملك العام إلى مملكة الحريري – سوليدير، والتاريخ باتَ محدّداً: في 28 آذار الجاري … التفاصيل في نشرة الـ OTV.

«الجديد»

هي حربُ بطرس الكبير وأولُ تحدٍّ مِن نوعِه تَشْهَرُه وزارةُ الاتصالاتِ اللبنانية ضِدَّ إسرائيل منذُ الادّعاءِ عليها دَولياً على زمنِ الوزيرِ الأسبق شربل نحاس، فبمَحضَرِ ما كشَفَه الوزير بطرس حرب اليوم أمس ، يتبيّنُ أنّ لبنان «متل القمر» بالنسبةِ إلى «إسرائيل»، تراه مضيئاً مكشوفاً مكتمِلاً، بدراً تعلِّقُ عليهِ أجهزةَ التجسّسِ الواضحةَ للعِيان وتَخرُقُ سيادتَه وأَرضَه ومعلوماتِه ومؤسساتِه، وتتنصّتُ على تحرّكاتِ بنيهِ ومسؤوليه.

وزرعنا تلالك يا بلادي زرعناها أقماراً صناعيةً مرئيةً لكلِّ مَن أرادَ النيلَ منها، لكنَّ رجلاً مسؤولاً عن وِزارتِه وصيانةِ دَولتِه هو بطرس حرب، نَزَعَ عن «إسرائيلَ» وجهَها، وعمِل مع فريقِ عملِ الوِزارةِ وخُبرائِها على تفكيكِ شبكةِ إنترنت يعودُ ريعُها التجسّسيُّ إلى العدوّ، وهذهِ الفضيحةُ قُيَّدَ لها أن تُكشَفَ ذاتَ لَجنةِ اتّصالاتٍ وبحضورِ حرب الذي قرّرَ خوضَ المعركةِ والذَّهابَ بها إلى آخرِ نُقطةِ تجسّس وبلوغَ أمكنتِها وأوديتِها وأعاليها، وذلك بعدما أمسكَ بطَرَفِ خَيطِها من لَجنةٍ نيابيةٍ ارتأت ألّا تسيرَ على مبدأِ الفراغِ والتعطيلِ النيابيّ، ولم تنتظرْ نِصاباً لضربِ أوكارِ المُتنصّتين، فالَّلجنةُ التي يرأسُها نائبٌ مِن حزبٍ مصنّفٍ بالإرهابيّ على اللائحةِ العربية هي عينُها اللَّجنةُ التي تبحثُ عن مَنشأِ الإرهابيِّ «الإسرائيليِّ» لتفكيكِه وبقرارٍ مِن الدولةِ صاحبةِ السيادة، لكنّ «إسرائيلَ» ربما لم تعدْ عَدوّاً لكثيرينَ مِن هنا إلى المحيط، وباتت شبكاتُها موصولةً بعددٍ من الدولِ مِن دونِ الحاجةِ إلى التسلّل، فما أعلنَه وزيرُ الاتصالات يكادُ يوازي الثورة، إلّا أنّ المتشبّثينَ بالسيادةِ اللبنانية «لا حسّ ولا خبر»، ولم يُقيموا الدنيا ويُقعدوها على هذا التعدّي، فأيُّ جهةٍ آلمَها الأمر ومَن سأل أوِ ارتابَ مِن احتمالِ أن يصبحَ مُتعرّياً أمامَ عدوِّه وعدمُ الاكتراثِ يأخذُ طريقَه إلى التهديدِ الإرهابيِّ الفَرعِ الآخرِ مِن «إسرائيل»، إذ نكتشِفُ أنّ مَن هدّدنا وصوّر فيديو أحفادِ الصِّحابةِ في لبنان هم لبنانيونَ مِن لحمِنا ودَمِنا، عاشوا بينَ طرابلس ووداي خالد وقرّروا الالتحاقَ بالتنظيماتِ الإرهابيةِ ليُصَدّروا لنا الوعدَ بالقتل، والجديد تتحرّى آثارَهم اليوم أمس .

«ال بي سي»

قراءة العناوين والتواريخ قد تفسر ولو قليلاً خارطة ما يجري من حول لبنان، وتحديداً في سورية. في التواريخ لقاءات على غاية الأهمية في موسكو في الأسابيع المقبلة، تبدأ بمحادثات يجريها وزير الخارجية الأميركي جون كيري وتكون سورية محورها، ولا تنتهي بلقاء القمّة المرتقب بين الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز والرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وفي التواريخ أيضاً المحادثات الهادئة التي تشهدها جنيف منذ مطلع هذا الأسبوع.

في العناوين الإيجابية، طغت على كل التصريحات، إذ أجمع وزيرا الخارجية السعودية والإيراني على اعتبار الانسحاب الروسي خطوة إيجابية قد تنقل سورية من تثبيت وقف النار إلى تهيئة الظروف لانتقال سياسي يُنهي الحرب. حربٌ أنهكت كل القوى وانتهت بمعادلة ميدانية وضعت الجميع أمام حوار لا مفرّ منه، وسط حديث عن فدرالية رسم أولى خطواتها المؤتمر الذي تعقده أحزاب كردية في شمال شرقي سورية منذ الصباح، والذي قد ينتهي إلى إعلان النظام الفدرالي في المناطق الواقعة تحت سيطرة الأكراد.

وفيما العالم هناك، لبنان هنا غارق في عفنه السّام المتنقل من قمحنا اليومي إلى نفاياتنا التي تنتظر الفرج إلى شبكة الانترنت المهرّبة التي خرقت كبرى مؤسساتنا الأمنية، طارحةً اسئلةً تبدأ بتوقيت كشف الشبكة، وتوقيت تحرّك المعنيين وصولاً إلى الأسماء الكبيرة المختبئة وراء أحدث فضائحنا.

«ام تي في»

الانسحاب الروسي الجزئي من سورية دفع الدول المعنيّة بتداعيات الأزمة السورية إلى البدء بإعادة تموضع استراتيجية وسياسية تحسّباً لتغيرات حتمية مرتقبة. في السياق، ينصح الخبراء بالنظر إلى الإطار الدولي الحاسم الذي رُسم لمستقبل سورية ورئيس نظامها، وليس بالاستماع إلى بهوَرات المتضرّرين خصوصاً في لبنان الذي لم يحسن النأي بنفسه زمن الحرب، علّه يلتقط الفرصة بحكمة زمن الحلول فيُسارع إلى تحصين أرضيته الوطنية لمحاكاة كل الاحتمالات.

في الانتظار، لبنان كلّه ينتظر موافقة حزب الطاشناق على ما أغدقته الحكومة على برج حمود من تقديمات وحوافز كي يبدأ قطار التخلّص من النفايات بالإقلاع.

تزامناً، تفاعلت قضية محطات الإنترنت غير الشرعية وسط إجماع رسمي عريض على ضرورة محاسبة مشغّليها ومن يغطّيهم.

لكن قبل شيء، لبنان يفقد جزءاً من صورته المضيئة كمنارة لحرية الصحافة بإعلان عدد من جرائده المكتوبة التي صنعت استقلاله ومجده عن اضطرارها إلى الاحتجاب القسري.

«المستقبل»

قبل يومين قال وليد جنبلاط إنّ الجيش السوري دخل على دماء كمال جنبلاط، وخرج على دماء رفيق الحريري، وإنّ شهر آذار هو شهر العدالة مهما طال الانتظار.

واليوم أمس ، استذكر جنبلاط جريمة اغتيال والده بإعادة توجيه البوصلة لمن يعنيهم الأمر باتجاه الدولة والقضية العربية الأساس، قائلاً فليكن هذا النهار نهار لبنان وفلسطين، ولتكن مصالحة الجبل مدخلاً لمصالحة لبنان، لبنان فوق كل اعتبار.

في الإمارات العربية المتحدة واصلت محكمة أمن الدولة محاكمة سبعة أشخاص بتهمة تشكيل خلية مرتبطة بحزب الله.

وفي الكويت كميات كبيرة من المخدرات ضُبطت أخيراً تُبيّن أنّ مصدرها سورية، وأنّ الرؤوس المدبّرة لها على علاقة بحزب الله. وفي الكويت أيضاً، عقدت الجلسة الثانية في محاكمة خلية العبدلي، المتّهمة بارتكاب أعمال تمسّ الأمن القومي والتخابر مع إيران وحزب الله وحيازة أسلحة ومتفجرات للقيام بأعمال عدائية ضدّ الدولة.

أمّا في لبنان، وفيما كشف وزير الصحة وائل أبو فاعور أنّ عيّنات أُخذت من أهراءات القمح في المرفأ، أظهرت احتواءها على مادة مسرطنة، أعلن وزير الاتصالات بطرس حرب وضع ملف محطات الإنترنت غير الشرعية التي تمّ اكتشافها مؤخراً في يد القضاء والأجهزة الأمنية والمسؤولين.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى