دردشة صباحية
الياس عشي
الصومال… يتعرّض للمجاعة
يكتبها الياس عشّي
إنّي أتّهمكم…
يا ملوكَ العرب وأمراءهم، وأصحابَ المليارات، والسماسرةَ، والشعبَ العربيّ المقطوعَ اللسان، وتجّارَ الدين، ومروّجي الطقوس البالية، وذوي العقول العرجاء…
أوجّه نحوكم جميعاً إصبع الاتهام، وأحمّلكم مسؤولية احتمال موت أربعين بالمئة من شعب الصومال نتيجة الجوع.
نعم أيها السادةُ المتخمون…
الصومال إحدى دول الجامعة العربية، وسكانها عرب، والمجاعة تقرع أبواب النساء والأطفال والشيوخ، وأربعون في المئة، كما جاء في بيان صادر عن الأمم المتحدة، معرّضون للموت جوعاً، فيما مليارات الدولارات تصرف منذ سنوات على حرب عبثية شنّت على سورية ثم على اليمن، ثمّ على المقاومة، فدمّر ما دمّر، وذبح من ذبح، وهُجّر من هُجّر، وما تحرّكت دمية واحدة من دمى جامعة الدول العربية لنصرة الشعب الصومالي الذي أذلّه الجوع، وفقد حقّه في وجبة حليب طازجة حتّى ولو كان الحليب من ضرع ناقة!
نعم يا سادة العرب، ويا ملوكها، ويا أمراءها، ويا سماسرتها، ويا قوّادها في الكازينوهات والبارات وبيوت الدعارة، ثمّة نصف شعب في الصومال ينتظر إحسانكم.
هل أذكركم بما قاله الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه؟ سأذكركم به للمرة العشرين، علكم تقرأونه وتتعظون:
«ما من أحد أحقّ بمال الدولة من أحد، وما أنا أحقّ به من أحد. والله ما من أحد من الناس، إلا وله في هذا المال نصيب فالرجل وبلاؤه، والرجلُ وقِدمُه، والرجل وحاجتُه والله لئن بقيتُ لنأتينّ الراعي بجبل صنعاء حظّه من المال وهو في مكانه يرعى الغنم».
تُرى كم ممن يحكمون باسم الإسلام قرأوا أو سمعوا بهذا العهد الذي صاغه الخليفة عمر؟ لا أحد… لا أحد، وإلا لما جاع واحد يتظلل راية الإسلام.