أقبر قبري… وأمشي؟!
قال لي لا تقرئيه
إنه سقط تراث!
قلت مهلاً، ما هو البيت، ولا فيه أثاث؟!
ما هو الزيتون لولا جذره؟
ما هو الواحد لولا صفره؟
هر حتى ضاق صدري
وتضرى واستبد؟!
جسم «إسرائيل» سدا… ثمّ سدا
قلت حسبك
أينها فأرة «مأرب»؟
قال لي هذي خرافة!
حنت القدس ويثرب… ومثابات العرافة
وأنا أقبر قبري… ثم أمشي! كيف أمشي؟!
هر دوني ـ وتضرى… قلت: مهلاً
كيف أمشي خلف وحشي؟
جاهلي يحمل الماء ويظما
يحمل المصباح أعمى!
وتحسّست دموعي… سرقوها! وسلوها؟
إنني أبكي رؤوساً ورؤوساً
إنني أبكي ـ ولا دمع ـ نفوسا؟
وتمادى اللصّ يوماً يسرق النيل ومصر العرب!
وإذا مصر انتخت يا ناس مصرا
وسبا بغداد… أو عاد بخفّي حلب، بصرامي حلب!
هل سوى مثل «الهنود الحمر» نذكر؟
هم يرون القدس ـ حتى القدس ـ «أحمر»؟
ويرون البحر والنهر… وكلّ الشرق للكاوبوي «أحمر»!
أي وأكثر!
وتطلع
عندنا في الشام… شامي المثاني
واحد بِاسم مسيح الله عيسى
واحد بِاسم حبيب الله أحمد
إنه النور الموحّد!
وإذا الفجر وقد فجر ليل الكون يزأر
وإذا الفجر سراج!
أهو الإسراء والمعراج
وهلموها قصيدة
يا «خيو» لا… كن للشعر بريده!
وأنا بين شهيد وشهيدة
قد تجنحت أبابيل.. رعيلا ورعيلا
وتجنجت فراتاً أحمل العاصي… ونيلا
وإذا الشام وقد أفطر صاروخاً وجان!
صائم الدهر… يمان
قال لي آخر..
هل لا تزال الأرض دنيا؟!
هرب الليل صباحاً
فإذا الرؤية… رؤيا!
سمر أحمد علي الحارة