لا شيء يرفعنا إلّاك
ربما لا نشبهه…
لم تعلق على أصابعنا الأحرف ذاتها التي رتق بها جرح مدينة لم يستطع فراتها أن يغسل دنس العابرين بين كلماتها العابرة. لكنّنا تقمّصنا شكل الضحية عندما صاغ هو روحَها، واستقلّ سحابة إلى متنفس القصيد.
ربما لم نلتقِ يوماً، ولم نفكّر في هواجس شاعر يزفر الصباح من نافذة بين كلماته ليأنس بين خفافيش الموت، لكنّنا تقمّصناه لنستعيده كما شاء مُعفىً من كسور الوزن وعبثية القافية.
هو أنت المسجّى على حافة الضوء جسراً معلقاً بيننا وبين السماء، يتأرجح عليك وجعنا فنتساقط مرهقين بالعويل.
لا شيء يرفعنا إلّاك، فمدّ إلينا ما تبقى من شياطين شعرك لنطرد ملائكتهم، فثمة اضطراب في مفاهيم الرواية، وثمّة حرف ساقط من حبرنا، فكن البشير بحق كل الظلم في هذا الظلام. هناك، حيث رحلت، متّسع لبعض العيش والخبز الكريم، بلا أقداس أو قدّيسين ينحرون سبّحة الوحي بكلّ مجازاته، فهلا من نذير يا بشير؟
رائدة الخضري