قنديل لـ«المنار»: «إسرائيل» غارقة في المستنقع وعاجزة عن التقدم أو التراجع
قال رئيس تحرير جريدة «البناء» النائب السابق ناصر قنديل: «المعادلة التي تعيش فيها «إسرائيل» اليوم بلسانها تقول، نحن غارقون في المستنقع، عاجزون عن التقدم، عاجزون عن التراجع، فشلنا في وقف إطلاق الصواريخ، وراهنا على الهجوم البري، انخفض سقفنا إلى تدمير الأنفاق وحتى بهذه فشلنا».
وأضاف قنديل: «التحليلات والفرضيات التي بنيت عليها الحرب ثبت أنها مهتزة وليس لها أساس». وتابع: «»إسرائيل» تعلمت من تجربتها الثالثة في العدوان على غزة ولكنها ظنت أن ثمة شيئاً قد تغير يجعلها تفعل ما عجزت عن فعله في المرات السابقة».
وأردف قنديل: «افترض الخبراء والمحللون «الإسرائيليون» أن المقاومة وخصوصاً حماس في غزة لا تستطيع خوض حرب مع «إسرئيل» من دون مساندة اثنين اعتقدوا أنها قد خسرتهما. وهما: مصر أو الثنائي السوري ـ اللبناني». موضحاً: «»العدو لم يذهب للحرب بورطة إنما كانت لديه حسابات متوقعة ولكن توقعاته كانت ضد المنطق الذي فاجأه. والرهان «الإسرائيلي» كان على أمور عدة، إن خسرت حماس ظهرها المصري مع سقوط الإخوان من دون أن تنجح في ترميم علاقتها بمحور المقاومة في سورية ولبنان، بالتالي الرأي العام العربي في سورية ومصر ولبنان لن يتعاطف مع ما يجري في غزة. والأمر الثاني راهن على أن «يدعشن المقاومة» أي يقدم حربه على غزة كجزء من الحرب الإرهاب التي يتهيأ العالم كله لها. وبالتالي يحجز له مقعداً على مائدة الشرق الأوسط الجديد بوصفه شريك في الحرب على الإرهاب، والأمر الثالث الذي راهن «الإسرائيلي» عليه هو نفاد مخزون المقاومة بعد أيام عدة من الحرب ويستلحقها بهجوم بري».
وأكد رئيس تحرير جريدة «البناء»: «ثبت بعد كل ما جرى بين حماس وأطراف حلف المقاومة أنه عندما تدخل المقاومة الفلسطينية وخصوصاً حماس حرباً مع «إسرائيل»، فإن نسبة التفاعل في الشارع السوري واللبناني والإيراني مع الحدث الفلسطيني لم تتأثر وأن البوصلة في خطاب الرئيس الأسد كانت ومازالت فلسطين، وأن هذا الحلف يترفع عن الإساءات الماضية من البعض عندما تكون القضية فلسطين».
وقال قنديل: «سقطت «دعشنة غزة» في الرأي العام العالمي، وثبت أن الإرهاب يتمثل بـ»إسرائيل». هذا تجلى بالتظاهرات التي قامت في 57 عاصمة ومدينة عالمية للوقوف إلى جانب القضية الفلسطينية ضد الكيان الصهيوني، وتبين «للإسرائيلي» من خلال التقارير الاستخبارية الحالية فشل المعلومات السابقة وأن المقاومة الفلسطينية تملك أكثر من 12000 صاروخ وأن ما لديها اليوم من صواريخ بأنواعها كافة ومن جميع الأجيال يفيض عما كان لديها في 2012». وأضاف: «الإعجاز العسكري الفلسطيني تجلى في القبة الحديدية التحتية المكونة من مجموعة متشعبة من الأنفاق في مقابل القبة الحديدية «الإسرائيلية»، التي أثبتت فشلها بنسبة 90 في المئة».
واعتبر النائب السابق أن «هذه الحرب التمرينية في غزة تمثل ميزان ردع «للإسرائيلي» عن الدخول في حرب مع حزب الله الذي يتوقع أن يطلق 1000 صاروخ يومياً، عدا عن قواته البرية التي يمكن أن تصل إلى قلب الجليل وتل أبيب». وأشار إلى أن «ثمة مسعى بحضور كيري لإيجاد شبكة أمان لخروج «إسرائيل» من المأزق ومحاولة لوقف إطلاق النار قبل خطاب سماحة السيد ومحاولة لترميم منقحة للمبادرة المصرية التي ستفشل ولن يقبل بها من دون فك الحصار». مؤكداً أن «الميدان الآن هو الذي يقود المعركة ويرسم السقف للسياسيين وليس العكس».