موسوي لـ«الميادين»: حماس راجعت سياساتها بعد تراجع الدعم الخليجي وثبات الأسد في السلطة
سجل مدير مركز الدراسات الاستراتيجية والعلاقات الدولية أمير موسوي عدداً من النقاط التي توضح مشهد التقارب بين حماس وجبهة المقاومة. ورأى «أنه بالدرجة الأولى حصلت مراجعة للسياسات الخارجية لحركة حماس على ضوء ما حصل من تراجع في السنوات الماضية عن خط الممانعة والمقاومة في المنطقة، أضف إلى ذلك الممارسات الدولية والخليجية التي سعت للحيلولة دون إبقاء الحركة ضمن خط الممانعة ونقلها إلى مكان آخر، ما أضر الحركة ودفعها إلى مراجعة موقفها الداخلي والخارجي».
أضاف موسوي: «النقطة الثانية، المعلومات التي تقاطرت إلى قيادة حماس حول تطور الوضع في سورية، بحيث بات واضحاً لديها أن الرئيس الأسد سيبقى في السلطة لسبع سنوات جديدة، وأن على قوى المقاومة أن تتعامل مع هذه الحقيقة بواقعية وبعناية خاصة. وبالتالي وصلتها معلومات بأن عليها أن تتفاعل مع الوضع الجديد، وهذا يحتاج إلى خطوات عملية». وتابع: «أما النقطة الثالثة فهي تراجع الدعم الخليجي للحركة بصورة خاصة ولحركات المقاومة بصورة عامة. هذا التراجع يقرب من التخلي عند بعض دول الخليج، الأمر الذي لا يرضي الحركة بطبيعة الحال ويضعفها في الداخل والخارج».
واعتبر موسوي: «أنه لم يعد لحماس خيارات كثيرة. أحد هذه الخيارات هو أن تعيد الاصطفاف إلى جانب إيران فتكون ضمن المعادلة الأصعب في الداخل والمنطقة، لأنها تعرف جيداً أنها من دون إيران ستبقى حركة عادية ضمن سياق محدد يرسم لها، وهذا ما لا ترغب به».
بالنسبة إلى إيران، رأى مدير مركز الدراسات الاستراتيجية والعلاقات الدولية: «أن لديها أولوية وكيفما جرت الأمور يبقى الأهم هو مواجهة الكيان الصهيوني وإبقاء جبهة المقاومة متراصّة. ومن هذا المنطلق فإن طهران تتجاوز وتتغاضى عما حصل من تصرفات من بعض الإخوة في حماس». وكشف: «أن المراجعة حسمت لدى الحركة على أعلى المستويات بعدما أعطيت الفرصة الكافية لها من قبل إيران لمراجعة مواقفها، وثبت لدى قيادتها أن من كان يريد إبعادها من إيران هو من سيخذلها مرة أخرى لأن سياسات بعض الدول العربية أثبتت عدم ثباتها تجاه قضايا أساسية للأمة. فالمقاومة لا يقتصر دعمها على المال، كما يتعامل معها بعض القادة العرب والخليجيين، بل تحتاج إلى تجهيزات وإمكانات وسلاح متطور وعمق استراتيجي وخلفية آمنة».
وعن الضمانات حول عدم الافتراق من جديد أوضح موسوي: «لا يمكن لإيران أن تأخذ ضماناً من حركة تتعرض لحصار وضغوط من جهات عربية ودولية. الضمانات هي القضية الكبرى والضمان لبقاء أي حركة مقاومة في خطها هي قضيتها وقاعدتها الشعبية».
وحول تصريحات مشعل الأخيرة ودلالات ذكره الأسد في إطار دعم القضية الفلسطينية، اعتبر موسوي أنها «تقع في سياق بداية مد الجسور وتعبيد الطرق، وهذا يحتاج إلى جهد كبير من قوى المقاومة في المنطقة لترطيب الأجواء، لأن هناك جرحاً عميقاً جداً حتى وإن كانت حماس تعتبر أن هناك تصرفات فردية حصلت لا تحسب على التنظيم عموماً، وهذه طريق يحتاج تعبيدها إلى مواقف متابينة عما حدث في السابق، وهذا الأمر من وجهة نظري ستنظر إليه القيادة السورية وستساعد إيران فيه».
في ظل ذلك هل سيحتاج إعادة وصل الأمور مع دمشق إلى إعادة ترتيب البيت الداخلي لحركة حماس على مستوى قيادتها التي يتحمل بعضها مسؤولية الخيارات السابقة؟
يجيب موسوي: «مؤتمر حركة حماس لم يعد بعيداً حيث ستقرر الحركة بقاء مشعل من عدمه، لكن يبدو بحسب أوساط مطلعة أن مشعل يحتاج إلى الراحة والتفرغ للإشراف المعنوي، وهناك جيل من الشباب الصاعد في الحركة تؤيده قيادة التنظيم وستكون لديه فرصة الارتقاء إلى مواقع المسؤولية».