غزّة… دمٌ يراق في فلسطين وآخر يغلي في لبنان

أحمد طيّ

هنا غزّة، من لبنان، من صور وصيدا والدامور، من قانا وبنت جبيل ومروحين، من بيروت بضاحيتها وحمرائها، من البقاع ومدينة الشمس فيه، من الشمال وأم الفقراء، من لبنان كلّه، النداء واحد… هنا غزّة.

هنا غزّة، إن الكلام الآن لها، المنابر والساحات والحناجر والأقلام لها، وعلى العالم كلّه أن ينصت ويصغي ويسمع. فليسمع العالم كلام غزّة، إنها تنطق الآن بحقيقة أخفاها عربان النفط لعقود، وأخفاها المتخاذلون لعقود، وحدها المقاومة حفّزت غزّة لتنطق بالحقيقة: «إسرائيل حتماً إلى زوال».

قبل غزّة نطق جنوب لبنان، وقبل غزّة نطقت ضاحية بيروت لبنان، حقيقة واحدة من بيروت إلى دمشق فحلب، فالقدس وخان يونس وغزّة يا عرب، إن أنتم تخاذلتم وتراجعتم وتوانيتم، وآليتم جلسات القمار والنساء والطرب، فإن المقاومين ما اعتادوا الذل ولا الهرب، بل ألفوا الحرية وعشقوا الموت، متى كان الموت إلى الحرية الدرب.

من لبنان هنا غزّة، من المقاومة في لبنان، وأطفال قانا والمنصوري وبنت جبيل وكلّ مجزرة ارتكبها الصهاينة… هنا غزّة. غزّة اليوم عاصمة العواصم وقبلة الحناجر ولها وحدها تعلو الهتافات وتشتعل المنابر.

في لبنان، في كلّ لبنان، كان الأمس كما قبله وقبله، مشتعلاً بالتظاهرات والوقفات التضامنية مع غزّة، والمندّدة بالعدوان الصهيوني، وبكل من يدعمه عربياً كان أم أجنبياً.

حزب الله ينظّم وقفة تضامنية مع فلسطين في مروحين

قاووق: جيش «إسرائيل» يتقزّم وينهزم على أعتاب غزّة

محمد أبو سالم

بمناسبة يوم القدس العالمي، ودعماً لغزّة، نظّم حزب الله وقفة تضامنية علمائية بمشاركة حشد من علماء الدين، وذلك قرب السياج الحدودي في بلدة مروحين، بحضور نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق، رئيس الهيئة الإسلامية الفلسطينية الشيخ سعيد قاسم، رئيس جمعية منتدى الوحدة للتعاون الاجتماعي الشيخ عادل التركي، إضاقة إلى عدد من الفاعليات والشخصيات البلدية والاختيارية والثقافية والاجتماعية.

ورفع المعتصمون أعلام لبنان وفلسطين ورايات حزب الله وصوراً ولافتات تحمل أقوالاً للإمام الخميني، يتحدث بعضها عن يوم القدس العالمي، والبعض الآخر يندّد بالعدوان «الإسرائيلي» الهمجي على قطاع غزّة.

وألقى الشيخ قاووق كلمة اعتبر فيها أن غزّة اليوم بصمود مقاومتها تدهش العالم، وهي اليوم بمعادلة المقاومة قوية وعزيزة وتحمل جراحها لتصنع الانتصار التاريخي، مشيراً إلى أن المقاومة في لبنان كما انتصرت وصنعت المفاجآت والمعجزات في تموز عام 2006، فإن المقاومة في غزّة اليوم في تموز 2014 ستنتصر وتصنع المفاجآت والمعجزات والمعادلات والانتصارات الكبرى من خلال قصفها ديمونا وأسدود ومطار بن غوريون وتل أبيب. لافتاً إلى أن العالم كله يشهد اليوم أن جيش «إسرائيل» قد تقزّم وانهزم على أعتاب غزّة، ولكن غزّة المنتصرة والتي تخضّبت بدم الشهادة تتحسر اليوم عن حجب العرب السلاح عنها، في الوقت الذي يتدفق فيه سلاحهم ونفطهم لإشعال نار الفتنة في العراق وسورية.

وأضاف: إن غزّة بالأمس كانت تشكو صمت العرب، أما اليوم فهي تشكو المتآمرين والمحرّضين العرب، فالذين تآمروا علينا في لبنان في تموز عام 2006 هم أنفسهم يتآمرون على أهل غزّة في عدوان تموز عام 2014.

وتوجّه إلى أبناء غزّة قائلاً: «يا أهلنا الشرفاء في غزّة، دمكم دمنا وجراحكم جراحنا، وأحزانكم أحزاننا وانتصاركم انتصارنا، فالمعركة والخندق والعدو والبندقة والصاروخ، كل ذلك واحد حتى أعظم نصر والذي ما بعده نصر حيث ترفع راية فلسطين فوق قبة الأقصى وأسوار القدس».

وختم قاووق بتوجيه التحية إلى الأهل الصامدين في غزّة وإلى المقاومين الأبطال وإلى عوائل الشهداء وإلى الأهل الأبطال الصامدين والمنتفضين في الضفة الغربية.

وألقى قاسم كلمة رأى فيها أننا في هذه الملحمة نلحظ جزعاً وهلعاً وخوفاً لدى الصهاينة في كل فلسطين، فهم يخافون ويهربون ويبحثون عن ملاجئ أو عن مكان آمن فلا يجدون، وهذا يبشرنا بأن النصر آت، وأنّ اليوم الذي سندخل فيه إلى المسجد الأقصى ونحرّر فلسطين كلها من قيد الاحتلال آت، كل ذلك بفضل ضربات المقاومة الموجعة التي أجبرت العدو لأن يبحث عن سبيل إلى مفاوضات السلام.

وألقى التركي كلمة أكد فيها أننا لن نترك أهلنا في غزّة وسنكون صفاً واحداً سنّة وشيعةً مسلمين ومسيحيين في خندق واحد ضد هذا العدو الصهيوني المتغطرس لنحرّر فلسطين كلها، وسنبقى على العهد والوعد أوفياء لفلسطين وللقدس.

ختاماً، رفع قاووق وعدد من العلماء راية عملاقة لفلسطين مقابل مستوطنة زرعيت.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى