الإرهاب يستهدف بروكسيل بتفجيرات دموية… و«داعش» يتبنَّى ويتوعَّد بالمزيد

رفعت السلطات البلجيكية مستوى الإنذار في البلاد إلى الدرجة الرابعة القصوى للتهديد الإرهابي، كما أمرت بإغلاق كل محطات المترو في العاصمة البلجيكية.

ودوى صباح الثلاثاء انفجاران في مطار بروكسيل، ما أدى الى إغلاقه، على ما أعلنت هيئة الإذاعة والتلفزيون العامة البلجيكية «آر تي بي أف»، فيما هز انفجار آخر محطة للقطارات قرب مؤسسات الاتحاد الأوروبي.

وسمع انفجار أول في قاعة المسافرين تلاه انفجار ثان، بحسب وسائل الإعلام البلجيكية التي أشارت الى أن العديد من الأشخاص كانوا يهرعون خارج المطار تاركين أمتعتهم. وكان الدخان يتصاعد من المبنى بحسب مشاهد نقلتها الشبكات التلفزيونية.

وفي حصيلة أولية قالت الشرطة الفدرالية إن 13 قتلى وأكثر من 30 مصاباً سقطوا بانفجاري مطار بروكسيل، كما قالت وسائل إعلام بلجيكية إنه تم العثور على 3 عبوات ناسفة في مطار بروكسيل.

ولم تكد ساعة أخرى تمر حتى هز انفجار آخر محطة للقطارات قرب مؤسسات الاتحاد الأوروبي في بروكسيل.

تبنى تنظيم داعش الهجمات الإرهابية التي استهدفت العاصمة البلجيكية أمس والتي أسفرت عن مقتل وجرح العشرات في مطار بروكسيل ومترو الأنفاق القريب من الحي الأوروبي حيث المقار الرسمية الأوروبية.

وكانت وكالة «تاس» أفادت أن تنظيم «داعش» الإرهابي تبنى تفجيرات بروكسيل، ونقلت الوكالة عن وسائل إعلام مصرية أن إرهابيي التنظيم نشروا بياناً لوكالة أنباء «أعماق» التابعة للتنظيم.

وبحسب الوكالة، الإرهابيون لا ينشرون تفاصيل الهجمات الإرهابية، لكنهم يهددون بمزيد من الهجمات في أوروبا.

ونشرت وكالة «رويترز» حول إشادة أنصار ومحبي تنظيم «داعش» الإرهابي بتفجيرات بروكسيل على الإنترنت. وقالت صحيفة «بوابة الأهرام» المصرية إن أنصار تنظيم «داعش» أشادوا على وسائل التواصل الاجتماعي بالتفجيرات التي وقعت في بروكسيل وأدت إلى سقوط عشرات الضحايا بين قتيل وجريح.

وقال أحد أنصار التنظيم على تويتر: «بإذن الله سنجبركم على أن تعيدوا حساباتكم ألف مرة قبل أن تتجرأوا على قتل المسلمين مرة أخرى وأعلموا أنه أصبح للمسلمين دولة تدافع عنهم وتثأر لهم».

وقالت وسائل إعلام بلجيكية إن 34 شخصاً قتلوا وأصيب العشرات في التفجيرات التي أعقبتها حالة من الهلع في صفوف المواطنين فيما أعلنت السلطات تعليق الرحلات الجوية في مطار بروكسيل وإغلاق محطات المترو.

المدعي العالم البلجيكي أعلن أن هجوم المطار ناجم عن تفجير انتحاري من دون معرفة المزيد من التفاصيل حول الهجمات التي أعلنت بروكسيل على إثرها رفع مستوى التهديد الإرهابي إلى أعلى مستوى.

كذلك أعلن إغلاق الحدود بين فرنسا وبلجيكا كما جرى تشديد الأمن في المواقع النووية.

وفي السياق، صرح زعماء الاتحاد الأوروبي في بيان مشترك أن تفجيرات بروكسيل التي وقعت ستعزز تصميم الاتحاد على حماية القيم الأوروبية المشتركة.

وجاء في البيان: «هذا الهجوم الأخير سيقوي تصميمنا على الدفاع عن القيم الأوروبية والتسامح من أي هجمات نتعرض لها بسبب التعصب والكراهية وسنبقى موحدين وحازمين ضد الكراهية والتطرف العنيف والإرهاب».

وذكر البيان أن زعماء دول الاتحاد الأوروبي ومؤسساته يعزون عائلات وأقارب ضحايا الهجمات الإرهابية.

وأعلنت دول الاتحاد الأوروبي عن تضامنها مع بلجيكا، وأعربت عن «عزمها على مواجهة هذا التهديد باستخدام كل الوسائل الضرورية».

تجدر الإشارة إلى أن 3 تفجيرات عنيفة هزت بروكسيل اليوم الـ22 من آذار استهدف اثنان منها قاعة مغادرة في مطار المدينة واستهدف الثالث محطة مترو الأنفاق، ونجم عنها وفقاً لآخر إحصاءات، مقتل 34 شخصاً وإصابة حوالى 200.

وفور حصول التفجيرات، شددت سلطات مدينة نيويورك الإجراءات الأمنية. وذكرت السلطات في نيويورك أن فرقاً معززة من قوات الأمن نشرت في محطات السكك الحديدية ومحطات االمترو، بالإضافة إلى انتشار قوات الأمن في أماكن المدينة الرئيسة التي تجذب الزوار وفي الأماكن الأكثر ازدحاماً.

وأكدت السلطات أن الحالة الأمنية رفعت في أهم مطارين جويين في المدينة وهما مطار كنيدي الدولي ومطار لاغوارديا، مشيرة إلى تشديد الإجراءات الأمنية في مطار مدينة نيوارك المجاورة لولاية نيو جيرسي.

وأكدت شرطة نيويورك أنه لا تتوفر لديها معلومات تشير إلى أن لاتفجيرات بروكسيل أي علاقة بنيويورك.

من جهة أخرى، قال محافظ العاصمة البولندية وارسو، يارواسلاف يوجفياك، إن السلطات هناك قررت رفع مستوى الإجراءات الأمنية في مطار فريدريك شوبين والمترو في مدينة وارسو.

وقال يوجفياك إن جلسة ستعقدها مجموعة إدارة الأزمات في المحافظة في أقرب وقت تتخذ خلالها قرارات بالإجراءات المقبلة بالإضافة إلى تحليل الوضع في المحطات، وكذلك وضع توصيات للهيئات الخاصة.

من جانب آخر، أكدت وكالة «أسوشيتد برس» أن الشرطة الهولندية أوقفت القطارات الدولية المتوجهة من بروكسيل إلى أمستردام.

وقالت قناة «دويتشه فيله» الألمانية إن السلطات اتخذت خطوة برفع الإجراءات الأمنية في المطارات ومحطات القطارات والحدود مع بلجيكيا وفرنسا وهولاندا.

وعلى صعيد متصل، أعلن الخبير العسكري ألكسندر جيلين أن هجمات نيويورك يوم الـ11 أيلول عام 2001، وتفجيرات بروكسل الأخيرة، حلقات من سلسلة واحدة.

ونوه الخبير في حديث مع قناة LifeNews بأن الترويع يستخدم من أجل اغتصاب دول الشرق الأوسط.

وشدد على أن الأعمال الإرهابية باتت أداة للسياسة الخارجية، فقد سمحت هجمات نيويورك للبنتاغون بالبدء بعملياته كبيرة في الشرق الأوسط والآن تهز بروكسيل تفجيرات، وقد تقلع طائرات حربية لقصف دول الشرق الأوسط.

لماذا بروكسيل؟ لأنه توجد هناك مؤسسات الاتحاد الأوروبي ومقر الناتو . التفجيرات في بروكسيل تعتبر ترويعاً إيديولوجياً لأوروبا التي ستتغير حتماً بعدها بحسب تحليل الخبير.

وتطرق الخبير إلى تفجيرات أنقرة وإسطنبول الأخيرة وقال، إن أردوغان يحتاج لذريعة لكي يتهم الأكراد ويوجه ضربة شديدة ضدهم.

ويرى الخبير أن منظمي الأعمال الإرهابية يسعون للحصول أمام الرأي العام العالمي، على حق التلاعب بالقادة السياسيين في الشرق الأوسط والسيطرة على موارد دول المنطقة. وشاهدنا بوضوح كيف يجري تفتيت العديد من دول المنطقة العراق وأفغانستان وليبيا وسورية. بعد ذلك تجري السيطرة على موارد هذه الدول.

وكسبب آخر للهجمات الإرهابية ذكر الخبير، محاولة بعض الدول انتهاج سياسة مستقلة، على سبيل المثال قالت المستشارة ميركل أنه يجب مواصلة العمل مع بوتين، فتلقت انفجار في مصنع للكيماويات في بريمن. وتجرأ الرئيس الفرنسي هولاند على التحدث عن إقامة تحالف مع روسيا في فرنسا، فنال تفجيرات باريس.

وحين حاولت مصر انتهاج سياسة مستقلة، فجروا الطائرة الروسية في أجواء سيناء وضربوا صناعتها السياحية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى