أيها الأوروبيون.. لقد أفقدتمونا إنسانيتنا!؟

نظام مارديني

تعيد التفجيرات الإرهابية الدموية في بلجيكا إلى ذاكرتي حواراً دار بين رفيقي عيسى أحوش، صاحب مكتبة بيسان، وأحد رواد المكتبة من الفرنسيين حول استهداف الإرهاب لبلادنا، لنكرر ما قاله للفرنسي أنكم أفقدتمونا إنسانيتنا بدعكم للإرهاب وأننا نكاد نفرح تلقائياً لما تتعرضون له.

المسلسل الإرهابي الذي يصيب العالم منبعه وهابي سعودي، منذ هجمات نيويورك يوم 11 أيلول عام 2001، حتى تفجيرات بروكسل أمس.. فيبدو «حلقات من سلسلة واحدة»، كما قال الخبير العسكري ألكسندر جيلين، لقناة LifeNews بأن الترويع الذي استخدمه البنتاغون منذ 2001 كان من أجل اغتصاب دول الشرق الأوسط، بحسب توصيفه.

ستتوالى الأسئلة بعد العمليات الإرهابية التي أودت بحياة العشرات في عاصمة الاتحاد الأوروبي ومقرّ حلف الناتو. والسؤال الذي يتبادر هو: لماذا تنازلت أوروبا عن منظومة قيمها التي ترسّخت فيها طوال قرون، والتي دفعت المجتمعات الأوروبية ثمنها أنهاراً من الدماء؟ وإلى متى سيبقى الأوروبيون يطلقون على وهابيي آل سعود، من الدواعش والنصرة، اسم مجاهدين في بلادنا وإرهابيين في بلدانهم؟ ولماذا يسمح الغرب للنظام السعودي بدفع أموال هائلة للبلديات في أوروبا وكندا لفتح مدارس دينية تطرح الفكر الوهابي الإجرامي بحجة تعليم المسلمين الإسلام المعتدل، لإبعاد النظر عن شخصيات تنتمي إلى أنظمة وأسر حاكمة في الخليج ساهمت في تمويل الإرهاب ورعايته وتصديره إلى سورية والعراق ولبنان وشمال أفريقيا؟ ولماذا يتمّ التغاضي على دور الولايات المتحدة في استخدام الإرهاب كأداة لتصفية حساباتها السياسية والجيوسياسية، وذلك بالتحالف مع وكلاء إقليميين يحتضنون الفكر الوهابي في المنطقة.

لا ليست من قيمنا أن نطلق نبرة الشماتة على ما يحدث في أوروبا من تفجيرات دموية، ولكن من حقنا القول إن الذي حدث وقد يحدث مستقبلاً، هو نتاج طبيعي لفتح أبواب أوروبا أمام قادة الإرهاب التكفيري ماذا يفعل شخص محمد علوش في مفاوضات جنيف؟ ، والتعاطف معهم ضد الدولة المدنية السورية.

تقف أوروبا اليوم أمام هذا الإرهاب الذي «تعولم» وفي جعبتها فرصة وحيدة الآن، وهي العمل على مواجهة الفكر الوهابي الذي يبثه آل سعود، وحذّر منه الزعيم أنطون سعاده منذ العام 1937، وها هو بات يتغلغل في غرف نوم الأوروبيين، فهل يضعون حداً لهذا التغلغل والصراخ في وجه آل سعود والقول لهم كفى قبل أن تصبح الوقائع الحسية الملموسة التي تفيد بأن القادم على أوروبا فظيع جداً، خصوصاً أن الجيل الناشئ الجديد الذي تربّى في المدارس الدينية التي أنشئت في أوروبا وكندا بتمويل سعودي، لديه من التصميم والعزم على الإيذاء ما لا يتوافر لأي قوة فهو مخلوق قادم من عالم مختلف وخارج من الكهوف المظلمة، وقادر على صناعة كائنات غريبة.

لا بد لما تبقى من بشرية عاقلة في أوروبا أن تستنفر ضد مسوخ الوهابية التي تستهدفها حالياً كما استهدفت العراق وسورية ولبنان منذ 2003!

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى