بري: ثمرة انتخاب الرئيس نضجت وأخشى سقوطها
اعتبر رئيس مجلس النواب نبيه بري «إن حلحلة الامور في لبنان تتوقف على انتخاب رئيس الجمهورية، وان هذا الاستحقاق يجب ان يكون قريباً».
وفي كلمة ألقاها خلال رعايته حفل إطلاق إدارة التبغ والتنباك «الريجي» مشروع التنمية المستدامة 2016، قال بري: «إننا نعبر من بوابة هذه المناسبة إلى الوقائع الضاغطة على لبنان والتي يمكن أن نطلق الحلول لها، بل يمكنها أن تجد طريقها الدستوري بمجرد أن يعبر لبنان فقط موضوع واحد الاستحقاق الوطني المتمثل بانتخاب رئيس الجمهورية».
وأضاف: «العرب يحبوننا أكثر مما نحب أنفسنا، والأوروبيون يحبوننا أكثر مما نحب أنفسنا، وربنا يحبنا لكننا نحن لا نحب أنفسنا، لأنّ كلّ ما خلقه ربنا لنا كان من أروع ما يكون، هذا هو الواقع. مشكلتنا الآن هي انتخاب رئيس، كي تتفكك الأمور ونخلص من عقدنا. بالرغم من أنّ الدستور لا يمنع الحكومة أن تعمل بكامل طاقاتها وكذلك المجلس بكامل طاقاته، دعكم من الاجتهادات «الخنفشارية» التي نسمعها. نحن لدينا صناعة وطنية في ديمقراطيتنا، وعندنا 18 طائفة وعليك أن تراعي الحساسيات، لذلك لا نستطيع أن نقوم بكلّ العمل حتى لو كان قانونياً. حلحلة هذه الأمور تتوقف على انتخابات رئيس الجمهورية. ثم أننا نعبر من بوابة هذه المناسبة إلى الوقائع الضاغطة على لبنان والتي يمكننا ان نطلق الحلول لها بل يمكن لها ان تجد طريقها الدستوري بمجرد عبور لبنان للاستحقاق الوطني المتمثل بانتخابات رئيس الجمهورية وعدم الاستمرار في لعبة الغميضة الجارية أو بالأحرى لعبة إعماء لبنان ونحن ننشد من خلفه «أنا أعمى ما بشوف أنا ضراب سيوف»، ذلك لأنّ تغييب رأس الدولة أمر يسحب نفسه كما لاحظنا وكما قلت للتو في تعطيل التشريع وتقييد أيدي مجلس الوزراء أي بصراحة تعليق عمل الدولة على انتخاب رئيس الجمهورية وكما قلت في بلجيكا هذا الاستحقاق يجب أن يكون قريباً وهو ثمرة نضجت وأخشى من سقوطها».
ورأى «أن سلام لبنان وعبوره إلى الدولة لا يمكن أن يتحقق إلا خارج التحالفات والخطوط ولا يمكن أن نلمس مصلحة لبنان المقيم والمغترب كضرورة لبنانية وعربية وإسلامية ومسيحية ودولية إلا خارج الاصطفافات ولعبة شدّ الحبال الجارية حالياً» في أكثر من مكان»، لافتاً إلى «أنّ لبنان يمثل مختبر تعايش الأديان والحضارات في هذه القرية الكونية مقابل صراع الحضارات».
وأكد «أنّ لبنان إزاء تجربته الحديثة منذ نكبة فلسطين وإزاء العدوانية الإسرائيلية التي وضعت عليه لا يمكن له إلا أن يكون قوة مقاومة لحماية سيادته ومنع إسرائيل من سرقة ثروته المائية وترابه واحتلال موقعه الاستراتيجي وكذلك السطو على ثروته الطبيعية البحرية وهو ما يستدعي تلبية مطالبة لبنان بترسيم حدود البحرية».
وتابع: «إنّ لبنان الذي كسب إعجاب العالم بمقاومته والذي صمد وهزم آله الحرب الإسرائيلية صيف عام 2006 لا يمكن له أن يفرط بهذه المقاومة أو أن يتنازل عنها طالما إسرائيل لا تزال في أرضنا ولا تزال أطماعها ولا يتنازل عن دورها وسلاحها وكذلك سيادته ولا أن يقبل التهديدات لحدوده الشرقية والشمالية كما الجنوبية كما لن يقبل بتهديد حدوده البحرية الغربية. إن لبنان ومن أجل ضمان سلمه الأهلي ولوضع حد للإطماع الإسرائيلية والخلاص من واقع أزمته السياسية يرى أنّ المخرج الرئيسي للفكاك مما هو فيه حالياً هو حواره الوطني على خلفية استعادة العلاقة السعودية ـ الإيرانية لإيجابيتها وبناء الثقة بهذه العلاقة رغم كلّ ما أسمع. إنّ استعادة زخم هذه العلاقة بين السعودية وإيران يمثل ضرورة إسلامية وعربية ويمثل ضرورة لبنانية وكذلك سورية وعراقية ويمنية وبحرانية وإلى آخر المشوار ولا بد من وقف التحديات ووقف التوترات السائدة نظراً إلى ما لها من انعكاسات مرة على شعوب المنطقة».
وختم بري: «إننا إذ نؤكد ترحيبنا بانخفاض مستوى العنف في سورية وتأييدنا لوقف اطلاق النار والعودة إلى طاولة المفاوضات، نرى اليوم، كما منذ اليوم الأول لأحداث اليمن، أنّ الضرورات تقضي بالسير إلى الحل السياسي والتفاهم بين المكونات السياسية، وأنّ استمرار الحرب على الإرهاب وعلى دولته في سورية والعراق أمر يستدعي جهداً أممياً مشتركاً وربما غرفة عمليات دولية يترافق تنظيمها للحرب مع تجفيف مصادر الإرهاب ووقف ضخ السلاح والمسلحين عبر الحدود».
وفي نشاطه، استقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري، في عين التينة، النائب جورج عدوان الذي بحث معه قانون الانتخابات الجديد والتقرير الذي وضعته اللجنة النيابية.
ثم استقبل كلاً من رئيسة «الكتلة الشعبية» ميريام سكاف، ورئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي جان فهد.