تنديد واسع بالجريمة الوحشية: لتعاون إقليمي ودولي جدّي في مواجهة الإرهاب المنتشر في العالم

فيما أكّد سفير لبنان في بلجيكا رامي مُرتضى في تصريح أنّ «لا ضحايا لبنانيين «مبدئياً» في تفجيرات بروكسل»، أثارت هذه التفجيرات الإرهابية الوحشيّة موجة استنكار رسمية وسياسية وحزبية لبنانية عارمة رأت فيها استفحالاً لخطر المجموعات الإرهابية التكفيرية التي لا يسلم مكان في العالم من شرّها وإجرامها، مشدّدة على أنّ «الإرهاب يحتاج إلى مواجهة شجاعة وجديّة، وتعاون إقليمي ودولي كامل وسياسة واضحة وشفّافة».

برّي

وفي هذا السياق، أبرق رئيس المجلس النيابي نبيه برّي إلى كل من رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولز، ورئيس مجلس النوّاب البلجيكي سيغفريد بريك، ورئيسة مجلس الشيوخ البلجيكي كرستين ديفرن، مستنكراً الهجمات والتفجيرات الإرهابية ومعزّياً بالضحايا، ومتمنّياً الشفاء للجرحى.

لحّام

واستنكر بطريرك أنطاكية وسائر المشرق والإسكندرية وأورشليم للروم الملكيين الكاثوليك غريغوريوس الثالث لحام تفجيرات بروكسل وقال في بيان: «يا دول العالم إتحدوا. لحماية العالم من الإرهاب. إن ضرب العاصمة الأوروبية بروكسل هي ضربة لأوروبا بأسرها. وضربة للإتحاد الأوروبي. وبهذا فإننا بأقصى العبارات نشجب العمل الإرهابي الذي أرهب بروكسل وبلجيكا لا بل كل أوروبا. وراح ضحيتها أناس أبرياء من قتلى وجرحى».

وأضاف: «إن هذا الحادث الإرهابي دعوة لكي يتحد العالم بأسره لمحاربة ومجابهة الإرهاب بداية من سورية والعراق. إن سلام الشرق الأوسط هو مفتاح السلام للعالم بأسره بدءاً بأوروبا حيث العدد الأكبر من المهاجرين والنازحين والمهجرين إلى هذه البلاد. ونرفع صوتنا عالياً: يا دول العالم إتحدوا لمحاربة الإرهاب العالمي».

باسيل

كما أجرى وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل اتّصالاً بنظيره البلجيكي ديديه ريندرز، مقدّماً تعازيه بالضحايا مُعلناً «تضامن لبنان مع بلجيكا»، وقال: «إنّ ما يُصيبها يُصيب لبنان، وهما الدولتان المتلاحمتان في مواجهة آفة الإرهاب المعولم، خاصة وأنّ لبنان قد نبّه في السابق من خطر انتقال عدوى الإرهاب من منطقتنا إلى كافّة أرجاء العالم».

بدوره، أعرب الوزير البلجيكي عن شكره «الكبير لتضامن لبنان مع المملكة، وتفهّمه الأكبر للتحذيرات اللبنانية، حيث أنّ ما كان يخشى حدوثه من أعمال إرهابية، قد حصل فعلاً».

وتوافق باسيل وريندرز على أنّ «المطلوب من كافة الدول تضافر الجهود بُغية مواجهة الإرهاب مواجهة فعلية وحقيقية، انطلاقاً من تحطيم قدراته العسكرية وتفكيك شبكاته الأمنية وتجفيف مصادر تمويله وتقويض من يغذيه فكريّاً»، وشدّدا على «دور لبنان المحوري في هذه المواجهة وهو منارة الانفتاح والتعدّدية والتنوّع، والرُّكن الأساس في معركة اجتثاث السرطان الإرهابي الذي يناقض مبادئ الإنسانية التي بُنيَ عليها البلد».

وكانت وزارة الخارجية والمغتربين ندّدت في بيان بسلسلة التفجيرات الإرهابية، وأضافت «يعود الإرهابيّون المجرمون ليروِّعوا أمن المدنيّين وأمانهم، هذه المرّة من خلال استهداف محطّات النقل الجويّة والبريّة التي تعجّ بالمواطنين الأبرياء، فيما يبدو عملاً انتقامياً جباناً، بعد يومين على الإنجاز النوعي للسلطات البلجيكيّة، المتمثّل في إلقاء القبض على المشتبه بكونه العقل المدبّر لاعتداءات باريس المُدانة».

وختم بيان الخارجية «يُخطئ التكفيريّون، الذين تبدو بصماتهم واضحة على هذه الجريمة النكراء، إذا ظنّوا أنّهم بمهاجمة وسائل المواصلات سيتمكّنون من تقطيع أوصال العالم المتحضّر. إنّهم يزيدون عزيمتنا على مواجهة الإرهاب، ويؤكّدون صوابيّة استراتيجيّتنا المشتركة بأولوية مكافحة الإرهاب، والتي كانت آخر تجليّاتها إطلاق الحوار اللبناني – الأوروبي في مجال مكافحة الإرهاب منذ أسابيع قليلة».

ووصف الرئيس سعد الحريري الاعتداءات الإرهابية التي استهدفت المدنيين الأبرياء بأنّها «تُجسِّد أقصى درجات العنف والكراهية وتُهدّد أمن الدول وبثّ التفرقة بين المجتمعات والشعوب»، معتبراً أنّ

«الأمر باتَ يتطلّب بلورة أساليب مبتكرة ومتطوّرة تأخذ بالاعتبار مسبّبات انتشار هذا الوباء، وتضع المعالجات المطلوبة لإنهائها وسدّ كل الثّغرات التي ينفذ منها هؤلاء الإرهابيون لتنفيذ جرائمهم».

ورأى وزير الإعلام رمزي جريج، أنّ «هذه الجريمة النكراء يجب أن تدعونا إلى توحيد الجهود لمكافحة الإرهاب التكفيري الذي باتَ يُشكّل خطراً على العالم بأسره، بحيث يجب أن يُحارَب في كل مكان وعلى مختلف الصُّعد لاستئصاله من جذوره».

«التغيير والإصلاح»

وقال تكتل التغيير والإصلاح «هناك آفة إرهابية عابرة للحدود والدول، تزامنت مع زيارة الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية ونائبة رئيس المفوضية الأوروبية فيديريكا موغريني للبنان».

وأدان «هذه التفجيرات»، معزيا «الحكومة والشعب البلجيكي والاتحاد الأوروبي بالضحايا البريئة التي سقطت، سواء أكان في مطار بروكسل أم في المترو»، وقال: «لطالما نبّه لبنان من هذه الأخطار الإرهابية في القارة الأوروبية، عودوا إلى بيانات وزير الخارجية ومحاضر اجتماعاته مع المسؤولين الأوروبيين، لتعرفوا أننا سبق أن نبهنا أن شبكات الأمان الحالية لا تكفي، وأن النزوح المكثّف من شواطئنا وشواطئ سوانا إلى أوروبا، لن توقفه إلا المعالجات الموضعية حيث مكامن الإرهاب وغرف عملياته السوداء».

وكتب رئيس حزب «الكتائب» النائب سامي الجميّل عبر حسابه على «تويتر»: نتضامن بكل حزن مع ضحايا الإرهاب في بلجيكا الصديقة التي قدّمت للبنان الكثير من خلال «يونيفيل» والاتحاد الأوروبي، واحتضنت جاليتنا».

دريان

وقال مُفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان في بيان، إنّ «ما جرى من اعتداءات إرهابية نُفِّذت في العاصمة البلجيكية بروكسل هو إجرام لا يمتّ إلى الدّين بصِلة، ولا إلى الأخلاق والقِيَم الإسلامية السمحة».

ورأى أنّ «الإرهاب المتنقّل من دولة إلى أخرى يستدعي مزيداً من التعاون بين دول العالم لمكافحته لما يمثّل من تهديد خطير للسلم والأمن في العالم».

وقال عضو كتلة «التحرير والتنمية» النائب ياسين جابر في تصريح: «ها هو الإرهاب الدموي يضرب العالم، وسبق لنا في لبنان أن تجرّعنا مرارته وقدّمنا الشهداء من الجيش والقوى الأمنية ومن المواطنين في تفجيرات إرهابية استهدفت وطننا، لكنّها لم تنل من إرادة اللبنانيين ووحدتهم الوطنية الداخلية التي هي أقوى من كل الأعاصير الإرهابية»، ومشدّداً على ضرورة أن يُعلن المجتمع الدولي والعالم إعلام الحرب بلا هوادة ضدّ الإرهاب التكفيري الذي باتَ يهدّد كل بلد وكل إنسان».

حزب الله

وأدانَ حزب الله التفجيرات، وأعرب عن تضامنه الكامل مع الأبرياء عامّةً، ومع بلجيكا وشعبها في هذه المحنة القاسية.

ورأى «في هذه التفجيرات استفحالاً لخطر المجموعات الإرهابية التكفيرية التي لا يسلم مكان في العالم من شرّها وإجرامها، منطلقة من حقدها الأسود على البشرية وعلى أفكارها الدموية التي لا تُقيم وزناً لحياة أو لكرامة»، وقال: «إنّ هذه الجرائم المتنقّلة في مدن العالم تقع مسؤوليتها على المفجّرين التكفيريّين، وعلى القوى الإقليمية والدولية التي تقف وراءهم وتمدّهم بالدعم العقائدي والمعنوي والمادي، وتؤكّد هذه التفجيرات، مرة أخرى، خطر هذه المجموعات الإرهابية وتكشف أنّ النار التي تكتوي بها أوروبا خصوصاً والعالم عموماً هي نفسها النار التي أشعلتها بعض الأنظمة في سورية وغيرها من دول المنطقة».

وأسف لأنّ «الجميع في العالم باتَ يُدرك مصدر هذا الخطر ومموّليه، ومع ذلك فإنّ القوى الكبرى ما زالت تقدّم الدعم والحماية للدول الراعية للإرهاب والمصدّرة له»، مشدّداً على أنّ «الإرهاب يحتاج إلى مواجهة شجاعة وجديّة وتعاون إقليمي ودولي كامل وسياسة واضحة وشفافة، تتوقّف بموجبها الدول والهيئات عن دعمها للإرهاب وتمويله، أمّا السّكوت عنه فهو خطيئة كبيرة لن تؤدّي إلّا إلى المزيد من الموت والقتل والدمار».

ناصر

وأدان الرئيس السابق للجامعة اللبنانية الثقافية في العالم والرئيس الفخري الحالي للجامعة أحمد ناصر الهجمات الإرهابية التي استهدفت العاصمة البلجيكية، وقال في تصريح: «إننا نستنكر أشد الإستنكار ماتعرضت له اليوم العاصمة بروكسل من هجمات وحشية طاولت المطار ومترو الانفاق وأودت بحياة الأبرياء من شهداء وجرحى»، معلناً الوقوف إلى «جانب بلجيكا حكومة وشعباً»، شاجباً «ما تعرضت له بلجيكا وما يتعرض له العالم من إرهاب تكفيري».

«حركة الأمة»

واعتبر الأمين العام لحركة الأمة سماحة الشيخ عبد الناصر جبري، أنّ التفجيرات «استمرار لمسلسل العنف الذي يضرب عالمنا من سورية واليمن والعراق وغيرها من الدول التي تعاني آفة الإجرام».

وأكّد «حزب التوحيد العربي» «الوقوف إلى جانب بلجيكا قيادة وحكومة وشعباً في مواجهة كل أعمال العنف والتطرّف التي تمارسها جماعات تكفيرية لا تفقه سوى لغة الدم والإجرام بحق الأبرياء»، معلناً تأييده لـ«كلّ ما تتّخذه السلطات البلجيكية من إجراءات لحماية أمنها واستقرارها».

واعتبر الشيخ خضر الكبش، أنّ «أسوأ ما في هذه التفجيرات الإرهابية التي تضرب الدول الغربية، إضافةً لإزهاق الأرواح، أنّها تُعطي صورة بشعة عن الإسلام في تلك المجتمعات التي لم تعرف الإسلام على حقيقته».

واستنكر إمام مسجد الغفران في صيدا الشيخ حسام العيلاني التفجيرات، داعياً العرب «الذين وضعوا المقاومة على لائحة الإرهاب وضيّعوا البوصلة إلى مراجعة مواقفهم، ومعرفة من هو الإرهابي الحقيقي الذي يقتل الأبرياء». وأكّد أنّ مواجهة هذا الإرهاب مسؤوليّتنا جميعاً، خصوصاً بعدما باتَ يهدّد العالم.

«العمل الإسلامي»

وأشارت «جبهة العمل الإسلامي» في بيان، إلى أنّ «هذه الجرائم البشعة منافية قطعاً للشرع الحنيف، ولكل الأعراف والقوانين والرسالات السماوية»، مؤكّدة أنّ «الفكر التكفيري الإلغائي هو فكر سطحي طارئ، ولا يمكن له مهما بلغت قوته وقوة دعمه الخارجي من تيئيس الناس والمجتمعات».

ورأى «المؤتمر الشعبي اللبناني» في بيان، أنّ «هذا الإجرام الإرهابي يخدم فكرة صِدام الحضارات، ويشجّع مشروع الأوسط الكبير التقسيمي للمنطقة العربية، ويقدّم الهدايا للكيان الصهيوني الغاصب».

وطالب رئيس «اللقاء التضامني الوطني» في الشمال الشيخ مصطفى ملص، «مختلف القوى الإقليمية بالتحرّك سريعاً لوقف التمدّد التكفيري، أوّلاً عبر الضغط على الدول الراعية والمموِّلة لهؤلاء عبر الحدّ من دعمهم المادي والعسكري للمجموعات التكفيرية، والسّعي إلى وقف حملة الجنون التي أدّت حتى الآن إلى سقوط آلاف الضحايا في مختلف أنحاء العالم».

واعتبر الحزب الشيوعي اللبناني في برقيّة إلى المكتب السياسي لحزب العمل البلجيكي، أنّ «هذه الجرائم البشعة ليست سوى النتيجة المباشرة للرأسمالية وللسياسات الإمبريالية التي جلبت للعالم الدمار والحروب وما خلفته من قتلى بمئات الآلاف، إن في العراق أو في سورية ولبنان وليبيا وغيرها من بلدان منطقتنا. وتجدر الإشارة إلى أنّ الإرهاب الذي ضرب اليوم بلادكم، من «داعش» إلى أخواتها، هو الإرهاب نفسه الذي نواجهه في لبنان، والذي ينمو بفعل دعم الأنظمة الرجعية العربية وبموافقة من الإدارة الأميركية. وكوننا عرفنا عن كثب هذا الإرهاب، نودّ أن نعبّر لكم وللشعب البلجيكي عبركم، عن تضامننا معكم في هذه اللحظات العصيبة. ونحن على ثقة أنّكم ستتجاوزون هذه الأزمة».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى