المقاومة تعطب سلاح المشاة في جيش العدو و«إسرائيل» تعتزم القيام بانسحاب أحادي لكنها تتخوف من استدراجها لحرب استنزاف
حسن حردان
في اليوم الثامن عشر على العدوان الصهيوني على قطاع غزة بدا واضحاً أن الجيش «الإسرائيلي» غير قادر على تحقيق تقدم في ميدان المعركة البرية، فهو عجز حتى الآن عن التقدم بضعة مئات من الأمتار نتيجة مواجهته مقاومة شرسة تصدت لقواته وجهاً لوجه، وتمكنت من توجيه ضربات موجعة لسلاح مشاته في أهم عناصر قوته وهي قوات النخبة، إذ استطاعت قتل أهم الضباط باعتراف صحافته، الذين يشكلون العمود الفقري لقوات المشاة المكلفة بتنفيذ عمليات الاقتحام والهجوم. في حين أن سلاح الطيران «الإسرائيلي» وعلى رغم سيطرته على الأجواء، فشل في منع استمرار إطلاق صواريخ المقاومة، التي تمكنت من شل الاقتصاد «الإسرائيلي» وتكبيده خسائر يومية قدرها الخبراء بمليار دولار يومياً، انطلاقاً من أن المعدل السنوي لحجم الاقتصاد «الإسرائيلي» 300 مليار دولار.
على أن الحركة الدبلوماسية لم تصل إلى اتفاق لوقف النار المتلهفة إليه حكومة نتنياهو، والسبب أن العروض المقدمة لا تلبي شروط المقاومة الأساسية، وهي فك الحصار عن قطاع غزة والإفراج عن الأسرى الذين اعتقلوا بعد إطلاقهم في صفقة الجندي شاليط وفتح معبر رفح، وتوسيع المجال البحري للصيادين بعمق 12 ميلاً، وآخر العروض المقدمة من وزير الخارجية الأميركية جون كيري جاءت في مضمونها أكثر تشدداً وسوءاً من المبادرة المصرية، وتصب في مصلحة «إسرائيل» بالكامل، وما طرحه كيري هو وقف موقت لإطلاق النار لمدة أسبوع ينسحب خلاله الجيش «الإسرائيلي» من غزة، وتجرى في هذه المدة مفاوضات بوساطة مصر والسلطة الفلسطينية للتوصل إلى ترتيبات دائمة وأكثر استقراراً، وتمنح الأمم المتحدة وأميركا والاتحاد الأوروبي ضمانات للجانبين بأن المفاوضات ستتناول قضايا تهمها، وضمنها يتحول قطاع غزة إلى منطقة منزوعة من الصواريخ والأنفاق بالنسبة إلى «إسرائيل»، ورفع الحصار وترميم القطاع بالنسبة لحماس.
غير أن هذا المقترح الأميركي يستهدف تحقيق الهدف «الإسرائيلي» الأساسي وهو نزع سلاح القوة الذي تملكه المقاومة والذي مكنها من فرض معادلة جديدة في الصراع مع العدو أحبطت أهداف عدوانه، وهو سلاح الصواريخ والأنفاق مقابل فك الحصار، وهو ما لا يمكن أن تقبل به المقاومة ولا شعبها الذي يطالبها بعدم التنازل والاستمرار بالمعركة حتى تحقيق المطالب بفك الحصار وحفظ المقاومة وسلاحها الذي يشكل الضمانة في مواجهة العدو الصهيوني، وحماية حقوق الشعب الفلسطيني من التصفية.
انطلاقاً من ذلك فإن خيارات الحكومة «الإسرائيلية» تبدو كلها سيئة، فهي غير قادرة على الخروج من الحرب بمكسب يحفظ ماء وجهها، وتدرك أن جيشها لم يتمكن من إضعاف قدرات المقاومة التي تستطيع الاستمرار في حرب استنزاف طويلة غير قادر على تحملها، ومع أن «إسرائيل» تفكر جدياً في تنفيذ خيار الانسحاب الأحادي من القطاع وإعلان وقف النار من جانب واحد، على غرار عملية الرصاص المصبوب إلاّ أن مثل هذا الخيار يواجه إصرار المقاومة على مواصلة إطلاق القذائف الصاروخية، ما يجر «إسرائيل» إلى حرب استنزاف تسعى إلى التخلص منها، فيما المقاومة سوف تسارع إلى إعادة ترميم مخزونها من الصواريخ طويلة المدى والقذائف التي استخدمتها في المواجهة استعداد لجولة جديدة من القتال.
«يديعوت أحرونوت»: الجيش «الإسرائيلي» فشل في غزة والمقاومة قتلت العمود الفقري للمشاة
انتقد المحلل السياسي لصحيفة «يديعوت أحرونوت» شمعون شيفر ما وصفه بـ«فشل الجيش «الإسرائيلي» باستخدام عنصر المفاجأة منذ انطلاق الحرب وحتى الآن، ما وضعه في دائرة رد الفعل». وقال: «حماس والجهاد صمدتا وزمام المبادرة بأيديهما وهذا يجعل دماءنا تغلي، والعملية العسكرية لم تحقق أي هدف حتى الآن».
من جهة أخرى، كشف المحلل رون بن يشاي العسكري: «أن الجيش «الإسرائيلي» خسر منذ بداية العملية البرية داخل قطاع غزة عدداً من خيرة الضابط من ذوي الرتب العالية المتمرسين بشتى أنواع العمل العسكري الميداني، ومنهم قادة كتائب وهؤلاء الضباط هم العمود الفقري لسلاح المشاة للجيش».
وأعلن مصدر رفيع بجيش الاحتلال «أن طائرات سلاح الجو ألقت على الشجاعية منذ بداية العملية البرية 120 قنبلة تزن كل واحدة منها 1000 كليوغرام، ولكن لم يؤد ذلك إلا إلى تدمير 30 نفقاً»، على حد زعمه.
وقال ضابط صهيوني للقناة العاشرة من التلفزيون الصهيوني: «إن الجيش «الإسرائيلي» بحاجة إلى أسبوعيين إضافيين لاستمرار العملية البرية لكي تحقق أهدافها»، زاعماً: «حققنا حتى الآن أكثر مما كنا نتوقع من الإنجازات، ولكن قد يؤدي الضغط السياسي ومعاناة «الإسرائيليين» إلى تقصير أمد العملية البرية»، بحسب قوله.
«تليغراف»: كنائس غزة تفتح أبوابها لاستقبال مشردي القصف «الإسرائيلي»
نشرت صحيفة «تليغراف» تقريراً حول قيام الأقلية المسيحية في قطاع غزة بفتح أبواب كنائسها ومؤسساتها الدينية لإيواء ضحايا القصف «الإسرائيلي» من الفلسطينيين الذين فقدوا منازلهم ولم يعد لديهم أي منزل أو ملجأ خلال أيام الحرب الطاحنة التي تمضي نحو أسبوعها الثالث الآن.
وقالت الصحيفة: «تستقبل مدرسة الأسرة المقدسة في قطاع غزة حوالى 800 لاجئ فلسطيني من المتضررين جراء القصف «الإسرائيلي» لمنازلهم، إذ تحولت فصول المدرسة التابعة إلى الكنيسة الكاثوليكية إلى غرف للأسر التي فقدت منازلها ولم تعد قادرة على إيجاد سقف يحميها من عمليات القصف «الإسرائيلية».
وقال المواطن أنور القيطاناني أحد سكان حي الشجاعية الذي تعرض لقصف وحشي من القوات «الإسرائيلية» بداية هذا الأسبوع: «إنه هرع إلى مدرسة الأسرة المقدسة صبيحة يوم الأحد مع أسرته التي تتكون من زوجته و8 أطفال، وذلك بعد فقدانه منزله جراء القصف، ووافقت إدارة المدرسة على استقباله واستقبال عدد آخر من اللاجئين حتى وصل عددهم إلى 800 شخص».
وزعمت «تليغراف»: «أن هناك تخوفاً من وجود صواريخ أسفل المدرسة أو بجانبها، ما قد يعرضها لخطر القصف مع وجود هذا العدد من اللاجئين بداخلها».
«هآرتس»: كيري يبلور اقتراحاً لوقف إطلاق النار في غزة
قالت صحيفة «هآرتس» أمس: «إن وزير الخارجية الأميركي جون كيري طرح اقتراحاً لوقف إطلاق النار على «إسرائيل» وحماس، وهو يتوقع أن يرد الجانبان على الاقتراح اليوم أمس ».
ونقلت الصحيفة عن موظف رفيع المستوى في الحكومة «الإسرائيلية» قوله: «إن كيري بلور اقتراحاً لوقف إطلاق النار واستعرض تفاصيله أمام الجانبين «الإسرائيلي» والعربي». وأضاف: «إن كيري الذي سيغادر القاهرة عائداً إلى واشنطن ظهر اليوم أمس ، ينتظر رداً من وزيري خارجية قطر وتركيا بشأن رد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، خالد مشعل».
وقال الموظف «الإسرائيلي»: «إن اقتراح كيري، الذي استعرضه أمام رئيس حكومة «إسرائيل» بنيامين نتنياهو خلال لقائهما في تل أبيب، يشمل البنود التالية: وقف موقت لإطلاق النار لمدة أسبوع وينسحب الجيش «الإسرائيلي» خلاله من قطاع غزة بصورة كاملة، لكن الجيش سيستمر في العمل ضد الأنفاق!». وأضاف: «يقضي البند الثاني من اقتراح كيري بأن تبدأ مفاوضات خلال هذه الهدنة الموقتة بين «إسرائيل» وحماس بوساطة مصر ومشاركة السلطة الفلسطينية حول ترتيب دائم وأكثر استقراراً».
وتابع الموظف رفيع المستوى: «ينص البند الثالث على أن تمنح الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ضمانات للجانبين بأن المفاوضات حول الترتيبات الدائمة ستتناول قضايا تهمهما، وضمنها تحول قطاع غزة إلى منطقة منزوعة من الصواريخ والأنفاق بالنسبة لـ«إسرائيل» ورفع الحصار وترميم القطاع بالنسبة لحماس». وقال: «إن المجلس الوزاري «الإسرائيلي» المصغر للشؤون السياسية والأمنية الكابينيت سيعقد اجتماعاً اليوم أمس للبحث في الاقتراح الأميركي»، ووصف الموظف هذا الاجتماع بأنه «مصيري». موضحاً أنه «في حال موافقة حماس على الاقتراح الأميركي فإن الكابينيت سيوافق على وقف إطلاق النار». وهدد بأنه في حال رفضت حماس الاقتراح الأميركي فإن الكابينيت قد يقرر توسيع العدوان على غزة».
«والا»: «إسرائيل» أمام خيارات كلها سيئة
تطرق محلل الشؤون الفلسطينية في موقع «والا» العبري أفي يسّساخروف، إلى الخيارات المطروحة أمام «إسرائيل» للخروج من الحرب ومنها «إعلان «إسرائيل» وقف إطلاق النار من جانب واحد». ويقر بأن «حماس لم تتلق ضربات موجعة كما تروج «إسرائيل» وأنها قادرة على الاستمرار في الحرب.»
وكتب يسساخروف: «خطاب رئيس الدائرة السياسية لحركة حماس خالد مشعل يوم الأربعاء في قطر لا يبشر بالخير. فمشعل قال – بكلمة أو بأخرى- بأنه لا وجود للنور في نهاية النفق، وما يمكن فهمه من حديثه أن القتال سيتواصل كما يبدو لزمن طويل». وأضاف: «الموقف الذي عبر عنه مشعل هو قاطع وواضح ومقبول من كل التيارات داخل حماس، ومفاده أنه لن يكون وقف إطلاق نار من دون إزالة كاملة للحصار على القطاع».
وتابع محلل الشؤون الفلسطينية: «هذا الواقع ليس سهلاً بالنسبة إلى «إسرائيل». وهناك في الأوساط السياسية والأمنية أمل بأن توقف حماس إطلاق النار وتخضع أو تليّن مطالبها. لكن هذه الصورة لا تمثل الواقع. إذ أن الحركة تصر على مواقفها وتوضح أنها ستواصل القتال إلى أن توافق مصر و«إسرائيل» على مطالبها الستة التي طرحتها، من ضمنها رفع الحصار، فبعد الثمن الباهظ الذي دفعته غزة يطالب السكان بتحقيق إنجاز حقيقي وعدم العودة إلى الواقع الذي سبق الحرب.»
وتابع يسساخروف: «حماس لم تتضرر كفاية، ولا يحدق بها خطر وجودي يدفعها لقبول الحل الوسط أو الخضوع. فالقيادة السياسية والعسكرية لم تصب وينجح ناشطوها بإلحاق أضرار بجنود الجيش، وما زالت قدرة حماس الصاروخية قائمة على رغم أنها ضعفت قليلاً». وأضاف: «من هنا على الجمهور «الإسرائيلي» وقيادته أن يدرك أن هذه الحرب يمكن تستمر لوقت طويل. وفي غضون ذلك سيواصل الجيش في الأيام القريبة عملياته داخل القطاع من أجل تدمير الأنفاق، لكن السؤال ماذا سيحصل في اليوم التالي؟».
وأوضح يسساخروف: «ستضطر «إسرائيل» على ما يبدو إلى أن تختار قريباً بين خيارات عدة ليست سهلة. أحد الاحتمالات هو التمسك بالمواقع الحالية داخل القطاع لكن من دون تعميق التوغل، وهذا الاحتمال يعني المراوحة في المكان، وتعرض القوات لهجمات من دون تحقيق شيئ. لكن لا يبدو أنه يوجد أحد في المستوى السياسي يرغب في ذلك». واعتبر أن «الخيارين الآخرين يبدوان معقولين أكثر. الأول، توسيع العمليات البرية للحسم أو إخضاع حماس. إلا أن عملية من هذا النوع ستنطوي على عشرات الجنود القتلى وعلى تخبط طويل ودامي في القطاع».
وأردف المحلل «الإسرائيلي» قائلاً: «الاحتمال الثاني، هو الانسحاب أحادي الجانب من القطاع، وإعلان وقف إطلاق نار، بشكل يشبه نهاية حملة «الرصاص المصبوب»، وذلك على أمل أن يفهم الطرف الآخر أن عليه وقف إطلاق النار، وسوى ذلك يعني إن الثمن الذي سيدفعه سيكون أكبر». وأضاف: «في الوقت الراهن يبدو هذا الخيار معقولاً، لكنه ينطوي على مشكلة واحدة، وهي أن من غير الواضح ما إذا كانت حماس ستوافق على ذلك. فقد تواصل إطلاق القذائف حتى لو انسحبت قوات الجيش، وتحاول جرّ «إسرائيل» إلى حرب استنزاف. إضافة إلى ذلك فإن هذا الخيار لن يحلّ شيئاً، وحماس ستعود لبناء الأنفاق والتسلح بالقذائف الصاروخية طويلة المدى، التي يمكنها أن تجبي ثمناً باهظاً من «إسرائيل» في المواجهة المقبلة.»
ويعتقد يسساخروف أن هذا القرار قد يخرج إلى حيز التنفيذ في الأيام القريبة، وأن يترافق مع إعلان حول هدنة إنسانية. «فبعد استنفاد العمليات في الأنفاق، ربما خلال يومين أو ثلاثة تعلن «إسرائيل» إنهاء العملية البرية، وعشية عيد الفطر الذي يبدأ يوم الاثنين تعلن هدنة إنسانية». ويتساءل: «لكن هل يمكن أن تعود حماس بعد أيام عدة من التهدئة إلى مواصلة الإطلاق؟ الجواب هو نعم، لكن ذلك لن يكون سهلاً بالنسبة لها». وتابع: «حينما سئل مشعل عن إمكان أن تعلن «إسرائيل» وقف إطلاق نار أحادي الجانب لم ينف ذلك بشكل قاطع، وقال إن كل شيء سيبحث في وقته».
وأبدى مشعل ثقة عالية بالنفس. وشرح بأن ليس غزة فقط واقعة تحت الحصار، بل «إسرائيل» أيضاً، وذلك في ظل توقف رحلات الطيران. كما رفض فكرة نزع سلاح حماس، وعبر عن رفضه للمقترح المصري الذي يقضي بوقف إطلاق النار أولاً ثم إجراء محادثات حول شروطها».
وأضاف المحلل «الإسرائيلي»: «في الوقت الراهن تبدو صورة الوضع على النحو التالي: كل طرف واثق بنفسه وبأنه المنتصر وأن الخصم سينكسر بعد أيام عدة وربما ساعات. هذا هو الشعور السائد في غزة وفي «إسرائيل». إلاّ أن الواقع أكثر صعوبة وتعقيداً، وإشكالي ربما. لدى الجانبين توجد إرادة ومعنويات وقدرة على مواصلة الحرب، لا وقفها».
«هآرتس»: أولبرايت: «إسرائيل» تبالغ في ردها على هجمات حماس
قالت وزيرة الخارجية الأميركية السابقة مادلين أولبرايت «إن «إسرائيل» تبالغ في ردها على الهجمات الصاروخية التي تشنها حركة حماس».
ونقلت صحيفة هآرتس «الإسرائيلية» عن أولبريت تصريحات بأنه «من الصعب للغاية مشاهدة مقتل هذا العدد من الفلسطينيين الأبرياء، ومن الصعب الاختلاف حول حقيقة استغلال الأبرياء كدروع بشرية ووضعهم فى الطريق»، موضحة: «أن ما يحدث يضر بالسلطة الأخلاقية لـ«إسرائيل»».
وأكدت أولبرايت: «ينبغي أن يكون وقف إطلاق النار وحل الدولتين هما الهدفان المرجوان في نهاية المطاف». وأضافت: «أن حماس هي التي تفشل المساعي لوقف إطلاق النار من خلال إطلاقها الصواريخ على «إسرائيل» بعد أن وافقت تل أبيب على المبادرة المصرية».
«يديعوت أحرونوت»: يجب تغيير الواقع ومحاولة فصل غزة عن الضفة فشلت
وصف كبير المحللين في صحيفة «يديعوت أحرونوت» ناحوم برنياع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، بأنه يجلب «الحظ النحس» لرئيس حكومة «إسرائيل» بنيامين نتنياهو. ولفت المحلل إلى أن «نتنياهو كان قد أمر الموساد، خلال ولايته الأولى عام 1997، باغتيال مشعل لكنه فشل في تحقيق ذلك، لأن المحاولة أجريت في الأردن، واضطر إلى إعادة مشعل إلى الحياة، ولذلك فإن مشعل هو حظه النحس».
وأضاف المحلل: «إن الجميع وخصوصاً في «إسرائيل» وفي مقدمتهم نتنياهو، ينتظر ما سيقرر مشعل بشأن اقتراح وزير الخارجية الأميركي جون كيري لوقف إطلاق النار. والجانب «الإسرائيلي» ينتظر ذلك على رغم أن قسماً من وزراء «إسرائيل» ما زالوا يعتقدون أنه تنبغي مواصلة الحرب على غزة من أجل تدمير الأنفاق».
لكن برنياع كتب أمس: «يوجد مسؤولون في الجيش «الإسرائيلي» وأيضاً بين القيادة السياسية، الذين سئموا الانجرار وراء حماس. وهم يسعون إلى إنهاء العملية العسكرية في قطاع غزة بقرار «إسرائيلي» أحادي الجانب. أن تخرج «إسرائيل» القوات البرية من غزة، ولكن إذا لم يتوقف إطلاق الصواريخ من غزة، فإن سلاح الجو والبحرية والمدفعية سيستمر في إطلاق النار. وقد كانت هناك قرارات أحادية الجانب كهذه في الماضي، في نهاية حملة السور الواقي في الضفة، وفي نهاية عملية الرصاص المصبوب في غزة وغيرها. ونجح الردع وجلب التهدئة».
وحول حديث نتنياهو عن نزع سلاح حماس، رأى برنياع: «أن كلاماً كهذا جيد من أجل الدعاية، وربما من أجل المساومة مع الأميركيين، لكن في الجيش «الإسرائيلي» يعتقدون ألّا أحد يؤمن بأن حماس ستطبع سيوفها سككاً ورماحها مناجل. والمقاومة مثلما قال أحد الضباط «الإسرائيليين» برتبة لواء، هي من طبيعة حماس وفي جيناتها. وسواء جرى التوصل إلى اتفاق أم لا، فإن صنع الصواريخ سيتجدد بعد انتهاء الحرب مباشرة».
وتساءل المحلل السياسي حول ما إذا كان نتنياهو لم يكن يعلم بأمر الأنفاق في قطاع غزة عندما وافق هو والكابينيت على الاقتراح المصري لوقف إطلاق النار، في منتصف الأسبوع الماضي. وأكد المحلل: «أن نتنياهو كان على علم بالأنفاق، بل أن شعبة الاستخبارات العسكرية «الإسرائيلية» رسمت خرائط لعالم ما تحت سطح الأرض في غزة من خلال عمل دام سنوات». وأضاف: «نتنياهو وافق على وقف إطلاق النار على رغم أنه علم بأمر الأنفاق والتهديد الكامن فيها. وتراوح قراره وقرار الكابينيت داخل الحيز الشرعي. وما ليس شرعياً هو الفجوة بين الخطاب والواقع. ونتنياهو لم يكن أول من حذر من الأنفاق. وكرئيس حكومة لم يرَ بالأنفاق تهديداً يبرر خطوة عسكرية، قبل وأثناء عملية عمود سحاب، وقبل وأثناء عملية الجرف الصامد الحالية، واختار المخاطرة. وعندما قال إن مشكلة الأنفاق ستحل بطريقة سياسية، كان يعلم أنه لا يوجد رصيد لهذه الجملة».
وأفاد برنياع أن «نتنياهو مثل آخرين في الحكومة، فوجئ بقدرات حماس الهجومية، وبروحها القتالية وبعدد الشهداء بين الجنود. وفي الجيش «الإسرائيلي» يتوقعون أنه بعد فترة من التهدئة ستكون هناك جولة جديدة بينه وبين حماس. وبسبب الأضرار البالغة التي لحقت بحماس فإن الهدنة حتى الجولة المقبلة ستكون طويلة» وليس لأن حماس مرتدعة. «والسؤال هو ما إذا كان سكان غلاف غزة وسكان الجنوب كله، مستعدين لمواصلة العيش بين جولة وأخرى. ويبدو لي أنهم يستحقون أفضل من ذلك».
وخلص برنياع إلى أنه «لذلك، لزام على الحكومة أن تسعى إلى إحداث تغيير جذري للواقع في غزة، وربما في هذه الفرصة الاحتفالية، لإحداث تغيير في واقع العلاقات مع الفلسطينيين جميعهم. ودلت تصريحات نتنياهو خلال العملية العسكرية على أنه بدأ يتحدث عن أبو مازن ليس فقط عن أنه مشكلة، وإنما عن أنه الحل أيضاً. ومحاولة «إسرائيل» الفصل بين الضفة وغزة، فرق تسد، لم تنجح». وقال: «المطلوب رؤيا، والمطلوب أمل. ليس «للإسرائيليين» فقط، وإنما للغزيين أيضاً. إذ أنه كلما هربنا منهم، هم يلاحقوننا».
«لوموند»: بيريز يغادر الرئاسة «الإسرائيلية» داعماً الحرب ضد حماس في غزة
«بيريز يغادر الرئاسة «الإسرائيلية» داعماً الحرب ضد حماس في غزة» هو عنوان التقرير الذي نشرته صحيفة «لوموند» الفرنسية، مشيرة إلى أن الرئيس «الإسرائيلي» شمعون بيريز غادر منصبه وهو يأمل أن تشهد منطقة الشرق الأوسط يوماً ما «السلام».
وقالت الصحيفة: «إن بيريز مرر الشعلة إلى خليفته رؤووفين ريفلين، عضو في حزب الليكود التابع لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في حفل مظلم بسبب النزاع المستمر بين «الإسرائيليين» والفلسطينيين في غزة منذ أكثر من أسبوعين، ما أدى إلى سقوط أكثر من 800 قتيل»، بحسب تعبير الصحيفة. وأضافت: «إن ريفلين على عكس بيريز، ضد إقامة دولة فلسطينية إنما يشجع إنشاء اتحاد كونفدرالي مع الفلسطينيين، وهي الفكرة التي يرفضها الشعب الفلسطيني».
وفي خطاب وداعه، تحدث بيريز عن الأنبياء وقال: «إنني جئت إلى «إسرائيل» لرؤية العدالة الاجتماعية والسلام في العالم كمبدأ»، داعياً: «الدولة اليهودية» إلى ممارسة المساواة بين جميع مواطنيها. وأضاف: «لن أتخلى عن حق «بلدي» وسأواصل العمل من أجل خدمة شعبي».
«واشنطن بوست»: لابد من إجراء انتخابات لاختيار حكومة جديدة في غزة
دافعت صحيفة «واشنطن بوست» عن االعدوان «الإسرائيلي» على غزة، ملقية لوم سقوط عشرات الضحايا المدنيين على حركة «حماس»، «التي تسيطر على القطاع منذ عام 2007»، وشددت على «أن يتضمن أي اتفاق سياسي نزع سلاح الحركة وإجراء انتخابات لاختيار حكومة جديدة للقطاع». وقالت: «إن السمة المميزة للحرب القائمة حالياً بين حماس و«إسرائيل» هي الأنفاق الهجومية. حيث كشف الأربعاء عن 28 نفقاً تحت غزة، قرابة نصفها تمتد إلى «إسرائيل». ذلك وفقاً لمسؤول «إسرائيلي».
وأشارت الصحيفة إلى أن «هذه الأنفاق هي السبب الرئيسي الذي دفع حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لشن هجوم بري على غزة، وربما تفسر السبب وراء الدعم القوي للعملية داخل «إسرائيل» على رغم الخسائر الفادحة، والأكثر أهمية أن الأنفاق تظهر لماذا كان من الصعب التوصل إلى وقف إطلاق النار ولماذا تجب إقامة نظام سياسي وأمني جديد في غزة». وتابعت: «يجب عدم الخلط بين الأنفاق الهجومية وتلك المحفورة أسفل الحدود بين مصر وغزة لتهريب الأموال والسلع الاستهلاكية والمعدات العسكرية، فالأنفاق المكتشفة حديثاً، بكل بنيتها وتجهيزها من الداخل، ليس لها سوى هدف واحد هو شن هجمات داخل «إسرائيل»».
وقالت «واشنطن بوست» إن «الموارد المخصصة من جانب حماس لهذا المشروع، مذهلة ولا سيما في ضوء الفقر المدقع في غزة، فوفقاً لأحد الحسابات، فإن تكلفة النفق الواحد تصل إلى مليون دولار لبنائه على مدى سنوات عدة، مستخدمين أطنان من الخرسانة التي تشتد حاجة أهل القطاع لها. وبحسب التصميم، فإن العديد من الأنفاق لها مداخل في حي الشجاعية المكتظ بالسكان، حيث تركز الهجوم «الإسرائيلي». وعثر على آخر أسفل مستشفى الوفاء، حيث يوجد مقر لقيادة حماس ومخازن للأسلحة، ذلك وفقاً لمسؤولين «إسرائيليين»».
وخلصت الصحيفة إلى أن «الفساد في استراتيجية حماس يبدو مستنداً إلى العالم الخارجي، الذي يلقي باللوم على «إسرائيل» لسقوط ضحايا مدنيين خلال محاولة هدم هذه الأنفاق الهجومية»، وأضافت: «بينما يموت الأطفال في الهجمات التي تستهدف البنية العسكرية التي بناها قادة حماس عمداً وسط المنازل والمدنيين، فإن قادة الحركة الإرهابية لا يزالون في مأمن داخل أنفاقهم». وأشارت إلى أن «علاوة على ذلك فإن أولئك القادة لا يزالون يصرون على رفض وقف إطلاق النار، وبدلاً منه يضعون قوائم طويلة من المطالب غير المقبولة، ومن بينها فك الحصار عن غزة براً وبحراً، الأمر الذي من شأنه أن يسهل لحماس استيراد مزيد من الصواريخ وبناء أنفاق جديدة».
وشددت «واشنطن بوست» على أن «أي اتفاق سياسي يجب أن يأتي بعد وقف إطلاق النار، وأن يجرى التفاوض حوله مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، ويجب ربط فتح الحدود وغيره من التنازلات الاقتصادية بعودة قوات الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية إلى قطاع غزة ونزع سلاح حماس وإجراء انتخابات لاختيار حكومة جديدة للقطاع». وزعمت قائلة: «إن استطلاعات الرأي تظهر زيادة الاستياء بين أهالي القطاع تجاه حكم حماس لا سيما مع استخدامها الأطفال والنساء كوقود في الحرب مع «إسرائيل»، ويجب على الحكومة المقبلة لغزة أن تستثمر في المدارس والمستشفيات والمنازل بدلاً من الأنفاق».
«لوفيغارو»: «إسرائيل» تتخوف من أن توجه إليها تهمة ارتكاب جرائم حرب
كتب مارك هنري في صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية عن القلق «الإسرائيلي» إزاء «اتهام محتمل من قبل الأمم المتحدة»، مشيراً إلى أن «الدولة اليهودية تتخوف من توجيه تهمة «ارتكاب جرائم حرب» إليها في الصراع الدائر مع حماس، بعد قصف مدرسة تابعة للأمم المتحدة ما تسبب بوفاة 17 شخصاً بينهم أطفال».
ولفت الكاتب إلى أن «القلق «الإسرائيلي» يزداد من الاتهامات التي قد توجه من قبل مجلس حقوق الانسان التابع للأمم المتحدة، بعد أن قررت المنظمة إرسال لجنة إلى غزة للتحقيق في الانتهاكات الحاصلة والمتعلقة بحقوق الانسان».