الأرض تهتزّ تحت أقدام الغزاة
آية الله العلامة الشيخ عفيف النابلسي
لن تترك الصواريخ التي تنهمر على غزة الشعب الفلسطيني يبرح أرضه، ولن يشكل صمت العرب وتخاذل المسلمين ضعفاً في إرادة المقاومين فيضطرهم ذلك إلى التراجع.
من يغرق في الأوحال اليوم هو العدو «الإسرائيلي»، والمتراجع اليوم هو الموقف «الإسرائيلي»، ومستصرخة العالم لوقف الحرب هي الحكومة «الإسرائيلية».
ببساطة، تفضح المجازر «الإسرائيلية» طبيعية الصهاينة أكثر. تضيّق عليهم الخناق وتقلّص من أحلامهم وتطلعاتهم العدوانية والاستعمارية. يقتلون من الفلسطينين الكثير ومن الأطفال الأبرياء أكثر، لكنهم بذلك يعجّلون في تخريب بيوتهم وتدمير مملكتهم وكيانهم السرطاني.
هذه الدماء البريئة التي تسيل في غزة دليل على فشل العدوان، والقتل الذي يسير بوتيرة متسارعة مؤشر على إفلاس القادة العسكريين وعجزهم عن تحقيق تقدم حقيقي. بلى. سنردد ما قاله الإمام الخميني رضوان الله تعالى: «اقتلونا فإن شعبنا سيعي أكثر فأكثر». إنّ الشعب الفلسطيني يزداد وعياً وتألقاً وصبراً وإصراراً على مواصلة طريق التحرير. المقاومة الفلسطينية تقول للعرب والمسلمين إن في مستطاعنا أن نفعل الكثير، وأن نحقق إنجازات هائلة، وأن نربك العدو ونحشر الملايين في الملاجئ ونعطل المصالح ونجعلهم يتراجعون. في الضفة الغربية بدأت التحركات الشعبية تلتهب، والأرض تهتز تحت أقدام الغزاة لتعلن أنّ سيد الأرض هو الفلسطيني المستوطن. هنا تأتي دعوة الإمام الخميني الراحل رضوان الله تعالى عليه الثاقبة لجميع المستضعفين في العالم كي يتضامنوا مع أهلهم في فلسطين. إعلان يجعل القضية الفلسطينية قضية كل إنسان حر شريف، والمواجهة مفتوحة بين أهل الحق وأهل الباطل على مساحة العالم كله. فلا يجوز صرف الانتباه عنها ولا إسقاطها من الذاكرة والقلب. فلسطين لا يمكن إسقاطها وإغفالها لا بالتسويات ولا بالمؤامرات. فلسطين ستبقى حيّة تنطق بالحق والحرية.
في هذه اللحظات الأليمة التي يسقط فيها الأطفال الفلسطينيون مضرجين بدمائهم، تؤكد غزة أن المقاومة خيار الشرفاء. المقاومة خيار العقلاء. المقاومة هي الطريق إلى النصر، هي الطريق الوحيد لاستعادة فلسطين من البحر إلى النهر إنْ تَكُونُوا تَأْلَمُونَ فَإِنَّهُمْ يَأْلَمُونَ كَمَا تَأْلَمُونَ وَتَرْجُونَ مِنَ اللَّهِ مَا لَا يَرْجُونَ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ .