مزيد من الاستنكار لاعتداءات بلجيكا والفكر التكفيري: لتعاون دولي لاجتثاث الإرهاب من جذوره والقضاء على «داعش» وإخوانه
توالت أمس ردود الفعل المستنكرة لاعتداءات بلجيكا والفكر التكفيري مشدّدة على ضرورة التعاون الدولي لاجتثاث الإرهاب الذي باتَ يهدّد العالم كلّه.
روحيّون
و في هذا الإطار، قال البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي، في بيان: «بكثير من الأسى والحزن، نشجب التفجيرات الأربعة التي استهدفت العاصمة البلجيكية بروكسل والتي خلفت عشرات القتلى والجرحى، وخسائر مادية جسيمة»، معتبراً أنّ «هذه الأعمال الإرهابية والاجرامية تتوجّه ضدّ الإنسانية جمعاء وضدّ السلام العالمي، الذي باتَ مهدّداً بشكل خطير، ما يستوجب مواجهتها دولياً».
ولفتَ إلى أنّ «المشروع الإرهابي يهدف في ما يهدف، إلى خلق صراعات بين الأديان والحضارات، وهو براء من كل دين وحضارة».
واستنكر نائب رئيس المجلس الإسلامي الشّيعي الأعلى الشيخ عبد الأمير قبلان التفجيرات الإرهابية التي ضربت بلجيكا وساحل العاج وتركيا والعراق وسورية، مستهدفةً «المدنيين الأبرياء في عمل همجي ينافي كل القِيَم والمبادئ الدينية والإنسانية تنفّذه جهات خارجة عن الدين والقانون تمتهن القتل من أجل القتل، نقلت إجرامها إلى دول جديدة بعد أن عاشت في بلادنا العربية قتلاً وفساداً. من هنا فإنّ مواجهة الإرهاب التكفيري واجب إنساني يقتضي تضافر الجهود العالمية والإقليمية لاجتثاثه ومحاصرته فكرياً وأمنياً وثقافياً منعاً لتماديه في ضرب المدنيين وتشويه صورة الإسلام الذي ينبذ الإرهاب ويُدين العنف والعدوان».
ونوّه «بجهود الجيش اللبناني والقوى الأمنية والمقاومة على تعاونها وحفظها للأمن والاستقرار في لبنان المستهدف من الإرهاب التكفيري والصهيوني، إذ استطاع وطننا أن يُحبط مخطّطات الإرهابيين بفضل وعي الشعب ووقوفه خلف الجيش والمقاومة في مواجهة الارهاب».
وشدّد شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز نعيم حسن، في تصريح، على أنّ «ما حصل من تفجيرات إرهابية في بروكسل وقبلها في كل البلاد التي أُصيبت باعتداءات، إنّما تؤكّد مجدّداً أنّ يد التخريب والعبثية لا بدّ من مواجهتها ومواجهة أسبابها بالتوازي».
جنبلاط
بدوره أكّد رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط في موقفه الأسبوعي لجريدة «الأنباء»، أنّ «مكافحة الإرهاب المتصاعد ومحاربته هي مسؤولية دولية جماعيّة تتطلّب تضافر كل الجهود الجديّة لمواجهة هذه التطورات الخطيرة التي تخطّت كل الحدود الجغرافية واستهدفت وتستهدف مواقع جديدة في كل مرة، ما يعكس عزم الإرهاب على تحقيق أكبر قدر ممكن من التخريب بشكل مستمر ومتواصل».
وأبرق رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني النائب طلال أرسلان إلى سفيرة الاتحاد الأوروبي في لبنان كريستينا لاسن، مستنكراً «التفجيرات الإرهابية التي طالت مدينة بروكسل في بلجيكا»، داعياً إلى «تضافر الجهود الدولية للانتهاء من ظاهرة الإرهاب إلى غير رجعة».
لحّود
وعزّى النائب السابق إميل لحود الشهداء الذين سقطوا في الاعتداءات الإرهابية على بلجيكا، مبدياً أسفه من «أنّ هذه الاعتداءات كان يمكن تجنّبها لو توقف العالم، وخصوصاً الدول الأوروبية، لسؤال نفسها: من أين أتى هذا الإرهاب؟ ومن يموِّله؟ وهل يجوز الاستمرار في سياسة النعامة والسكوت بسبب بعض العقود المالية التي تؤثّر على السياسة الخارجية لبعض الدول؟».
ولفتَ في تصريح إلى أنّ «الربيع الإرهابي في الدول العربية خلق بيئة حاضنة للإرهاب في الكثير من الدول، وقد وصلت نار هذه الحرب، كما حذّرنا مراراً في السابق، إلى دول بعيدة، وها هي شعوب هذه الدول واقتصادها وأمنها يدفعون ثمن حرب ظنّوا أنّها تحصل في بلاد بعيدة، فإذا بالإرهابيين باتوا يصولون ويجولون في عواصم أوروبا، وإذا باللاجئين يتدفّقون إلى هذه الدول، مع ما لذلك من انعكاسات»، متوقّعاً أن «يصوّب ما حصل في بروكسل البوصلة باتجاه التعاون مع الدولة السورية والجيش السوري لمكافحة جديّة وفاعلة للإرهاب».
وقال: «على الرغم ممّا يحصل، يصرّ البعض على عدم الاستفاقة من الأوهام التي يحيا فيها، والتي بلغت به حدّ الإعلان «فليحكم الإخوان»، في وقت تتسابق دول كثيرة اليوم للتعاون مع سورية من أجل مكافحة الإرهاب».
وتابع:»نحن على ثقة بأنّ الدول نفسها التي تموِّل الحرب على سورية هي المعنيّة بما يجري في بلجيكا، وبما سبق أن شهدته دول أوروبية أخرى، وهي المسؤولة عن تشرّد مئات آلاف اللاجئين خارج بلدهم، وعن مأساة أصابت الشعب السوري مباشرة وقد تُصيب دولاً أخرى بشكل غير مباشر، نتيجة تزايد عدد اللاجئين وتمدّد الخطر الإرهابي».
وتوقّف لحّود عند كلام رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع عن ارتباط الإرهاب بالدولة السورية منذ أربعين سنة، سائلاً: «لماذا وافق جعجع على الانخراط في الحكومة إذا كان لبنان حينها تحت قبضة سورية، كما يقول؟ ولماذا توجّه شخصياً إلى سورية لتقديم واجب العزاء بوفاة الرائد باسل الأسد؟».
وأضاف: «إذا قرّر جعجع أن يفتح ملفّات الماضي، فلنفتحها كلّها ليحاسَب على ما اقترفه من إرهاب مورِس بحق لبنانيين، من مختلف الطوائف، على حواجز القهر، وخصوصاً، ما فعله بالجيش اللبناني، إلّا إذا كان يظن أنّ المصالحات تمحي الارتكابات».
ولفتَ لحّود إلى أنّ «غالبية الدول التي تآمرت على سورية سلّمت اليوم بأنّ تنظيمي «داعش» و«النصرة» إرهابيين، ويجدر محاربتهما، إلّا أنّ على هذه الدول أن تبذل، بموازاة جهدها لمحاربة الإرهاب، الجهد نفسه لإقناع جعجع بأنّه يعيش، سياسياً، في عالم آخر وبأنّ نظرياته عن الإرهاب لا تنفع خارج قلعته في معراب».
وشدّد على أنّ «هذا الخطر آخذ بالتصاعد، وقد سبق أن حذّرنا منذ سنوات من أنّ الأفعى ستلدغ من أراد إرهاب الآخرين بها، ومن أنّ السحر سينقلب على الساحر، خصوصاً إذا كان متآمراً، وهو ما ينطبق على دول كثيرة من بينها تركيا التي شرّعت حدودها لتمرير الإرهابيين إلى سورية أو منها إلى أوروبا، وها هي تدفع الثمن عبر التفجيرات التي تشهدها على أراضيها».
وختم:»أمّا سمير جعجع فندعوه، في أيام العطلة، إلى قراءة استراتيجية أكثر دقّة، بعيداً عن نصائح أصدقائه الخليجيين ومساهماتهم، عساه، بعد هذا المشوار السياسي الطويل، يكسب، لمرّة، رهاناً واحداً».
وأدانت رئيسة حزب «الديمقراطيون الأحرار» ترايسي شمعون تفجيرات بروكسل، وجدّدت شمعون الدعوة إلى «تشكيل قوة دولية للقضاء على هذا الإرهاب التكفيري من منبعه»، وتقدّمت من بلجيكا «الصديقة» ومن أهالي الضحايا بأحر التعازي، سائلة للجرحى الشفاء العاجل.
ورأى رئيس الاتحاد البيروتي سمير صبّاغ في تصريح، «أنّه رغم الإجراءات الأمنية المشدّدة التي اتّخذتها بلجيكا خاصة وأوروبا عموماً، استطاع «داعش» اختراقها وإيقاع المئات من البلجيكيين بين جرحى وقتلى، وإلقاء الرعب في كل عواصم أوروبا».
وأضاف: «هذا التفجير الإرهابي إن دلّ على شيء فإنّما يدلّ على أنّ يد هذا التنظيم تستطيع الوصول إلى أي مكان، وأنّ هذا الطور من بناء التنظيم هو نتيجة لما زرعته الولايات المتحدة وأوروبا وحلفاؤها في المنطقة، الذين هم جميعاً يتحمّلون مسؤولية دعم وحماية وتمويل هذا التنظيم الإرهابي، وهو عيّنة ممّا تعرّضت له الأمة العربية بأقطارها كافة، خصوصاً في العراق وسورية واليمن على يد هذا التنظيم وعلى تراخي العالم والتمهّل بإيذائه وبإبقائه يسرح ويمرح في كل البلاد التي تصل إليها يده».
وختم: «إنّنا في الاتحاد البيروتي اذ نستنكر ونُدين ما أصاب أوروبا، فإنّنا نطالب دول العالم بالتوحّد حول حرب جديّة على تنظيم «داعش» وإخوانه لأنّ هذا الفكر التكفيري الإرهابي لا بدّ من إسكاته كليّاً».
غندور
وقال رئيس «اللقاء الإسلامي الوحدوي» عمر عبد القادر غندور في بيان، «لا شكّ أنّ كيل الغربيين قد طفح بعد سلسلة تفجيرات بروكسل الإرهابية الخسيسة، وتبنّي ما يسمى الدولة الإسلامية لهذه «الغزوة»، وبات الإنسان المسلم في بلاد الغرب كائناً أشبه بقنبلة موقوتة، غير مرغوب فيه، ما يعني أنّ الأهداف الخبيثة للتنظيمات الإرهابية التكفيرية بدأت تؤتي أُكُلها، ما أسّس فعلاً لصراع الحضارات لإعادة تشكيل النظام العالمي ليس على قاعدة الاختلافات القومية والسياسية والاقتصادية، بل على قاعدة الاختلافات الثقافية والمعتقدات».
وأضاف، «ولعل برلمان الاتحاد الأوروبي أدرك قبل غيره من المسلمين المعاندين ووصف الوهابية بالإرهاب، وكشفت إحدى وثائق ويكيليكس أنّ هيلاري كلينتون قالت إنّ السعودية وقطر هما المصدر الحيوي لتمويل الإرهابيين. ومن مجريات الأحداث وتسلسلها يتضح أنّ دُعاة الوهابية ليس هدفهم اعتناق الأغلبية المسيحية للإسلام، بل ضرب المفاهيم المحمدية وتغيير ثقافة وقِيَم الدين الإسلامي الحنيف والإساءة إليه.
ومع ذلك تصرّ الدول الغربية أو بعضها على مسايرة وملاطفة من معه المال، ولو على حساب أمنها وأرواح مواطنيها».
شعيتاني
وأدانَ رئيس «هيئة حوار الأديان» الدكتور محمد شعيتاني في بيان، الاعتداءات الإرهابية التي طالت العاصمة بروكسل، واستنكر بشدّة هذه «الاعتداءات الجبانة التي تؤكّد للعالم من جديد أنّ الإرهاب لا يهدّد بلداً بعينه، ولا يعرف ديناً أو عقيدة أو مذهباً أو معتقداً». ودعا كل دول العالم «إلى وضع خطة متكاملة لمواجهة الإرهاب والإرهابيين».
واعتبر أنّه «آن الأوان، أن يتحمّل العالم الحر من هذا الإرهاب المتمادي، الذي يهدِّد السلام العالمي، ولم يعد مقبولاً مواقف الإدانة والاستنكار ووقفات التضامن فقط مع الدول والشعوب المستهدفة، وباتَ من الضروري اجتثاث هذا الإرهاب من جذوره وتعميم ثقافة السلام والحوار والأمن والاستقرار في العالم».