الولايات المتحدة… نقول «داعش»… وفي ذهننا كردستان!

ما زالت الصحافة الأجنبية، لا سيما الروسية، تسلّط الأضواء على مسألة فدرلة سورية. كما أنّ صحفاً غربية أخرى، أولت تفجيرات بروكسل اهتماماً خاصاً.

بداية، تطرّقت صحيفة «إيزفستيا» الروسية إلى إنشاء الولايات المتحدة قاعدة عسكرية في شمال العراق من دون موافقة الحكومة المركزية، مشيرة إلى أنها لمحاربة «داعش». وجاء في المقال:

ووفقاً للدبلوماسي الروسي السابق فيتشسلاف ماتوزوف، فقد قرّرت واشنطن تعزيز وجودها في المنطقة بصورة ملحوظة، ولكن هدفها الحقيقي لا يقتصر على محاربة «داعش». وأضاف أن الأميركيين يسيرون نحو انشاء الدولة الكردية، وأن إنشاء المطارات في المناطق الكردية في سورية، والحديث عن الفدرالية ووجود مشاة البحرية في كردستان العراق، وكذلك النداء الذي وجهه مسعود بارزاني إلى الولايات المتحدة لدعم استقلال الأكراد العراقيين، كل ذلك يصبّ في هذا السياق.

أي أن واشنطن علناً تحارب «داعش»، ولكنها فعلياً تعمل على تنفيذ مهام مختلفة تماماً، وأن إنشاء القاعدة العسكرية في شمال العراق ليس سوى خطوة نحو تنفيذ هذه المهام.

إلى ذلك، كتب إيوين ماكاسيل تحليلاً في صحيفة «غارديان» البريطانية ناقش فيه احتمالات تعرّض بريطانيا لهجمات مماثلة. ويقول الكاتب إن الأجهزة الأمنية في بريطانيا تتوقّع أن تتعرض البلاد لهجمات مشابهة للّتي وقعت في بروكسل، والمسألة مسألة وقت. وتقول الأجهزة إنها كشفت سبع هجمات وأبطلتها، لكنها لن تتمتع بالحظ في كل مرة. وتنسب الصحيفة إلى الخبير الأمني رافائيلو بانتوتشي القول إن هناك اختلافات جوهرية بين بريطانيا وباقي دول أوروبا.

كما نشرت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية مقالاً تقول فيه: الهجمات في بروكسل هي بمثابة تذكير، إن كانت هناك حاجة إلى تذكير بعد هجمات الجهاديين الأخيرة على باريس، كم هو سهل على الخلايا الإرهابية الهجوم على عصب المدن الأوروبية وشلّها.

«إيزفستيا»: الولايات المتحدة بين «داعش» وكردستان

تطرّقت صحيفة «إيزفستيا» الروسية إلى إنشاء الولايات المتحدة قاعدة عسكرية في شمال العراق من دون موافقة الحكومة المركزية، مشيرة إلى أنها لمحاربة «داعش». وجاء في المقال:

أنشأت الولايات المتحدة الأميركية قاعدة عسكرية في شمال العراق لمكافحة «داعش». ولكن الخبراء يعتقدون أن إنشاء هذه القاعدة خطوة نحو إعلان الدولة الكردية. بدأت القاعدة العسكرية الأميركية، الواقعة على مقربة من مدينة مخمور، نشاطها قبل أيام ويخدم فيها بضعة مئات من جنود البحرية الأميركية، وهي مزودة بمدافع ثقيلة بعيدة المدى يمكن استخدامها في دعم القوات العراقية التي ستشارك في عملية تحرير مدينة الموصل.

ووفقاً للدبلوماسي الروسي السابق فيتشسلاف ماتوزوف، فقد قرّرت واشنطن تعزيز وجودها في المنطقة بصورة ملحوظة، ولكن هدفها الحقيقي لا يقتصر على محاربة «داعش». وأضاف أن الأميركيين يسيرون نحو انشاء الدولة الكردية، وأن إنشاء المطارات في المناطق الكردية في سورية، والحديث عن الفدرالية ووجود مشاة البحرية في كردستان العراق، وكذلك النداء الذي وجهه مسعود بارزاني إلى الولايات المتحدة لدعم استقلال الأكراد العراقيين، كل ذلك يصبّ في هذا السياق.

أي أن واشنطن علناً تحارب «داعش»، ولكنها فعلياً تعمل على تنفيذ مهام مختلفة تماماً، وأن إنشاء القاعدة العسكرية في شمال العراق ليس سوى خطوة نحو تنفيذ هذه المهام.

أصبح إنشاء القاعدة العسكرية في شمال العراق معروفاً يوم 19 آذار الجاري بعدما أطلق «داعش» ما لا يقل عن صاروخين باتجاهها. ويفترض أن الإرهابيين اكتشفوا القاعدة بعدما لاحظوا تحرّك الجنود الأميركيين وإجراء تدريبات على إطلاق النار باستخدام المدفعية الثقيلة.

من جانبه، أشار الخبير في الشؤون العسكرية فلاديمير يفسييف إلى أن تعزيز الولايات المتحدة وجودها في المنطقة تمليه أيضاً رغبتها في القضاء على «داعش» باعتباره مسألة تمسّ هيبتها.

وأضاف أن من المهم مبدئياً بالنسبة إلى أوباما أن يرتبط الانتصار على «داعش» بِاسمه. وهذا يعني أنه قبل أن يغادر البيت الأبيض يجب أن يتم تحرير الموصل في العراق والرقة في سورية. لذلك، يعمل الأميركيون في اتجاهات مختلفة، فهم يستحدثون مواقع للخدمات اللوجستية ويقدّمون مساعدات مختلفة للأكراد في العراق وسورية وينفّذون غارات جوّية ضدّ مواقع الارهابيين.

ويذكر أن الرئيس أوباما وافق، في كانون الأول الماضي، على إرسال 1500 عسكري أميركي إلى العراق. ولكن رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، رفض ذلك مؤكداً أن بغداد ليست بحاجة إلى أي مساعدة في تنفيذ عمليات برّية ضدّ الإرهابيين. حتى الآن، لا شيء يفيد بأن الولايات المتحدة حصلت على موافقة الحكومة المركزية في العراق على إنشاء هذه القاعدة في كردستان. لذلك، يشير الخبراء إلى أن إدارة أوباما اكتفت بموافقة حكومة الإقليم، التي لا تستشير حكومة بغداد في عدد من القضايا.

«غارديان»: احتمال شنّ هجمات مشابهة في بريطانيا

كتب إيوين ماكاسيل تحليلاً في صحيفة «غارديان» البريطانية ناقش فيه احتمالات تعرّض بريطانيا لهجمات مماثلة. ويقول الكاتب إن الأجهزة الأمنية في بريطانيا تتوقّع أن تتعرض البلاد لهجمات مشابهة للّتي وقعت في بروكسل، والمسألة مسألة وقت.

وتقول الأجهزة إنها كشفت سبع هجمات وأبطلتها، لكنها لن تتمتع بالحظ في كل مرة. وتنسب الصحيفة إلى الخبير الأمني رافائيلو بانتوتشي القول إن هناك اختلافات جوهرية بين بريطانيا وباقي دول أوروبا.

ويعدّد الخبير بعض أوجه الخلافات، ومنها صعوبة الحصول على السلاح والذخيرة في بريطانيا، وتحوّل حصل في الإرهاب الإسلامي، إذ انتقل من الاعتماد على الآسيويين إلى الاعتماد على العرب، وهم أكثر تركيزاً في باقي أنحاء أوروبا، كذلك فإن الموانئ البريطانية تشكل عائقاً.

«فايننشال تايمز»: هجوم على بروكسل… وعلى القيم الأوروبية

نشرت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية مقالاً تقول فيه: الهجمات في بروكسل هي بمثابة تذكير، إن كانت هناك حاجة إلى تذكير بعد هجمات الجهاديين الأخيرة على باريس، كم هو سهل على الخلايا الإرهابية الهجوم على عصب المدن الأوروبية وشلّها.

وتتابع الصحيفة: ما ظهر على مواقع تنظيم «داعش» يشير إلى أن الهجمات الأخيرة هي من صنعه.

وجاءت هذه الهجمات بعد أيام من اعتقال صلاح عبد السلام في إحدى ضواحي بروكسل، والذي كان مطلوباً بسبب الاشتباه بمشاركته في هجمات باريس في تشرين الثاني الماضي.

وأشارت الافتتاحية إلى أن بروكسل ليست عاصمة بلجيكا فحسب بل هي عاصمة الاتحاد الأوروبي، الذي وضع أمام تحدّ ليثبت أنه قادر ولديه المرونة على الصمود في وجه «داعش».

«كمسمولسكايا برافدا»: هل ستبدأ أوروبا بالتفكك؟

تطرّقت صحيفة «كمسمولسكايا برافدا» الروسية إلى ما يدور حول الاستفتاء المكرّس لبقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي من عدمه، مشيرة إلى أن في الأمر ما يشي ببداية تفكك الإتحاد الأوروبي.

وجاء في مقال: هل تعلمون ما هي الكلمة الأكثر انتشاراً في بريطانيا حالياً؟ إنها كلمة «Brexit» التي هي جمع كلمتين إنكليزيتين: «Britannia» و«EXIT» والمقصود بها خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، الذي سيُجرى الاستفتاء في شأنه يوم 23 حزيران المقبل.

أصبحت هذه الكلمة مصطلحاً دولياً، فقد انتقلت إلى لغات أخرى مثل الألمانية والفرنسية والإسبانية وغيرها. ولا شك في أن هذه مشكلة تضاف إلى مشكلة تدفق المهاجرين إلى أوروبا.

يقول عمدة لندن بوريس جونسون: «آن الأوان للتحرّر من السجن»، ويدعو مواطنيه إلى «عدم الخوف»، وضرورة «الاستفادة من هذه الفرصة الذهبية للتحكم بقدرات البلاد».

ولا يقف عمدة لندن وحيداً في الدعوة إلى الخروج من الاتحاد الأوروبي، فهناك عدد من السياسيين البريطانيين وبينهم وزراء وأعضاء في حزب المحافظين يدعون إلى ذلك.

كان هؤلاء وأنصارهم يأملون في أن تفشل مفاوضات ديفيد كاميرون مع زعماء الاتحاد الأوروبي ولكن نتيجتها خيّبت آمالهم، على رغم أن كاميرون لم يحقق نصراً كاملاً وحصل على تنازلات كبيرة من الاتحاد الأوروبي.

ويفسّر كاميرون موقف صديقه عمدة لندن، بأنه دليل على طموحات الأخير السياسية، إذ تنتهي مدّة عمله في منصب العمدة في أيار المقبل، ويتوقع أن يجدّد انتخابه، نتيجة موقفه من الاتحاد الأوروبي، ثمّ ينتخب رئيساً للحكومة بدلاً منه.

يشبه وضع الشارع البريطاني حالياً المشاهد الختامية في مسرح شكسبير. كاميرون يدعو، من دون كلل، المواطنين إلى التصويت لصالح البقاء في الاتحاد لأن بريطانيا لم تعد تعمل بتوجيهات بروكسل. ولكن إذا كانت نتيجة الاستفتاء لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي فإن البلاد ستشهد سنوات طويلة من عدم الاستقرار، ومن الفوضى وتفقد الكثير، إذ ستغادر لندن شركات عدّة ولن تعود مركزاً مالياً عالمياً.

كما يشير أنصار البقاء في الاتحاد الأوروبي الذين يرفعون شعار «بريطانيا أقوى في الاتحاد الأوروبي»، بأن نسبة البطالة ستزداد في حالة الخروج من الاتحاد، خلال ثلاثة أشهر، إلى 5 في المئة والأسعار بنسبة 6.5 في المئة وينهار الجنيه الاسترليني.

كما نشرت صحيفة «تايمز» البريطانية بياناً، وقّعه الفيزيائي المشهور ستيفن هوبكنز ووقّع معه 150 آخرون بينهم ثلاثة علماء من حائزي جائزة نوبل، يشيرون فيه إلى أن «Brexit» تعني «كارثة لبريطانيا»، لأنه سيتوجب تجميد كافة المشاريع التي تنفّذ بمشاركة الاتحاد الأوروبي، أو إلغاؤها.

من جانبهم، يهدّد الاسكتلنديون بتنظيم استفتاء في بلادهم إذا ما جاءت نتيجة الاستفتاء العام لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي. فهل هذه حجة جديدة للانفصال عن المملكة المتحدة؟

زعماء الغرب قلقون جدّاً في غالبيتهم، لأن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي سيشجّع دولاً أخرى، مثل هنغاريا وهولندا وإسبانيا واليونان وغيرها، للخروج منه، خصوصاً في ظلّ مشكلة الهجرة المستمرّة.

طبعاً، سيكون خروج بريطانيا بحدّ ذاته كارثياً للاتحاد الأوروبي، إذ سيفقد دولة نووية عظمى، دائمة العضوية في مجلس الأمن الدولي.

باراك أوباما، هو الآخر قلق جداً من كلمة «Brexit»، لذلك سيقوم بزيارة إلى بريطانيا خلال نيسان المقبل، لإظهار دعمه ومساندته لكاميرون، على أمل أن يتمكّن من التأثير في نتيجة الاستفتاء المقبل.

فيما أرسل أكثر من 100 نائب بريطاني رسالة إلى السفير الأميركي لدى لندن، يعلمونه فيها أن هذه الزيارة ستكون غير مثمرة لأنها تدخل في الشؤون الداخلية لدولة أخرى. ولكنهم في البيت الأبيض لم يولوا أيّ اهتمام لهذه الرسالة، فهم يصرّون على الدور الخاص لبريطانيا. هذا الدور، يكمن في تعزيز الحلف مع ما وراء المحيط وتمرير مواقف الولايات المتحدة في أوروبا.

لم يقف السيناتور جون ماكين مكتوف الأيدي فسرعان ما صرح بأنه من الضروري في الوقت الحاضر وجود أوروبا موحّدة وقوية بسبب سياسة الرئيس بوتين العدوانية. الكلمة الفصل في هذا الموضوع، ستكون للناخبين، يوم 23 حزيران.

ما الذي يفكّر به المواطن البريطاني البسيط؟ يقول جون ماكفيرسون، الذي يعمل في لندن رئيساً لفريق عمّال بناء يضمّ مواطنين من أوكرانيا وبولندا والنمسا ودول أخرى، بأنه لن يوافق على عمل أيّ من المهاجرين السود ضمن فريقه.

ويضيف متسائلاً: ماذا نفعل لو بدأت عندنا الانفجارات، خصوصاً بعد الصفقة التي تمت بين الاتحاد الأوروبي وتركيا. تصوّروا 77 مليون تركي يحصلون على حق الدخول إلى الاتحاد الأوروبي من دون الحاجة إلى تأشيرة الدخول. فكم عدد الإرهابيين بينهم؟

من جانب آخر، يقول عدد من البريطانيين إنهم أمة محافظة ويصعب عليهم التصويت لصالح الخروج من الاتحاد الأوروبي، وعدد هؤلاء يفوق عدد مناصري الانسحاب، إنّما بفارق ضئيل.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى