صيدا… وتحية إلى أرض العزّة
شهدت عاصمة الجنوب صيدا في اليومين الماضيين سلسلة من النشاطات والفعاليات التضامنية مع غزّة، وألقيت كلمات عدّة شدّدت على أنّ خيار المقاومة هو السبيل الأمثل لتحرير الأرض من رجس العدو الصهيوني. وفي التقرير التالي جولة على أبرز تلك الفعاليات.
سعد
حيّا أمين عام التنظيم الشعبي الناصري الدكتور أسامة سعد أبناء الشعب الفلسطيني الصامدين، وأكد أن وحدتهم باتت أشد متانة، وستجبر القيادات السياسية على الامتثال لتطلعاتها. ودعا القوى السياسية الفلسطينية كافة إلى توحيد صفوفها تحت راية المقاومة والانتفاضة.
كلام سعد جاء خلال لقاء أقامه لقاء الأحزاب اللبنانية في الجنوب في مركز معروف سعد الثقافي لمناسبة يوم القدس العالمي، حضره ممثلو القوى والأحزاب الوطنية اللبنانية والفصائل الفلسطينية.
وقال: «إذا كانت هذه الحرب تستهدف منع توحيد الصف الفلسطيني، وتستهدف تمزيق وحدة الشعب الفلسطيني، فإن الوحدة الشعبية الفلسطينية، سواء داخل فلسطين أم خارجها، باتت أشد متانة على رغم الخلافات بين القيادات السياسية. وستجبر هذه الوحدة الشعبية القيادات السياسية على الامتثال لتطلعاتها.
وإذا كانت هذه الحرب العدوانية تستهدف المقاومة الفلسطينية وسلاحها، فهذه المقاومة باتت أقوى وأقوى، وسلاحها بات أشد فتكاً بالعدو وجيوشه.
أما إذا كانت هذه الحرب تستهدف تصفية القضية الفلسطينية تنفيذاً لأحد بنود مشروع الشرق الأوسط الأميركي الجديد، وتثبيتاً للهيمنة الاستعمارية المتجددة على البلاد العربية، فإن الفشل الذي يحصده المشروع الأميركي، سيحصده أيضاً العدوان «الإسرائيلي». وسينتصر تيار المقاومة في المنطقة، وستنتصر الشعوب الرافضة الهيمنة الاستعمارية وأدواتها الرجعية والظلامية. والقضية الفلسطينية ستبقى المنارة التي يهتدي بها كل المقاومين والتقدميين والأحرار. كما سيبقى الشعب الفلسطيني في طليعة شعوب العالم العربي رافعاً راية القضية الفلسطينية، وراية الكفاح ضد الاستعمار والصهيونية والرجعية».
وختم: «نجدد توجيه التحية إلى الصامدين والمنتفضين والمقاومين في غزّة وفي كل فلسطين ولنا كل الثقة بأن التحرير آت، والاحتلال إلى زوال، والنصر سيكون حليف المقاومة».
تيار الفجر
عقد لقاء إسلامي موسع في مركز تيار الفجر في صيدا دعماً لغزّة واستنكاراً للعدوان الصهيوني المستمر على أهلها، بدعوة من التيار وتحت شعار «غزّة ملحمة الصمود والجهاد والشهادة»، بحضور رئيس التيار عبد الله الترياقي، مفتي صيدا وأقضيتها الشيخ أحمد نصار، رئيس مجلس أمناء تجمّع العلماء المسلمين الشيخ أحمد الزين، إمام مسجد القدس الشيخ ماهر حمود، نائب رئيس المجلس السياسي في حزب الله محمود قماطي، مسؤول الحزب في صيدا الشيخ زيد ضاهر، عضو المكتب السياسي في حركة أمل المهندس بسام كجك، ممثل حركة حماس في لبنان علي بركة، ممثل حركة الجهاد الإسلامي في لبنان أبو عماد الرفاعي.
استهل اللقاء بكلمة للترياقي أكد فيها أنّ المقاومة الاسلامية في فلسطين هي معقد آمال الأمة في مقارعة المحتل وإنجاز التحرير، ودعا إلى مواجهة السياسات الاميركية والصهيونية المتغطرسة على كافة الصعد السياسية والاقتصادية والثقافية، ورأى أن الحصار العربي الرسمي على غزّة أقبح من الحصار والعدوان الصهيونيين، داعياً إلى فتح المعابر واستخدام سلاح النفط وسحب الودائع العربية من البنوك الأميركية من أجل وقف العدوان الصهيوني وحقن الدم الفلسطيني الطاهر.
وشدّد بركة على أن طريق الجهاد والمقاومة طريق تحرير فلسطين، وأعلن رفض الحركة خطة جون كيري التي تريد نزع سلاح غزّة وإخراجها من دائرة الصراع مع العدو مقابل وعود بفتح المطار والميناء. وقال: «لا نقبل بهدنة من دون رفع الحصار عن غزّة، ومعركة غزّة كشفت الأنظمة العربية المتخاذلة وورّطت نتنياهو وجيشه الخائب، والمقاومة انتصرت في غزّة وفرضت معادلة جديدة على العدو».
ورأى الرفاعي أن ما يجري في غزّة أحد أهم أسبابه التشرذم العربي، مؤكداً أن العدوان «الإسرائيلي» تجرّأ على غزّة ليقينه بأن العالم العربي مشغول بصراعاته الداخلية وغير جاهز لمواجهته وردعه. واعتبر أن المقاومة باتجاه فلسطين تشكل رافعة لكل القوى في العالم.
وأكد قماطي أن المقاومة في لبنان تؤمن بوحدة العمل المقاوم في مواجهة العدو الواحد للأمة العدو «الإسرائيلي»، وستبقى على هذا النهج الواحد لا تبديل ولا تغيير في خط المقاومة، نحن مع حماس والجهاد والشعبية وكل الفصائل في خندق واحد ومشروع واحد للأمة سواء انطلق من فلسطين أم من لبنان ولن تشغلنا أحداث أقليمية أو محلية عن هذا الواجب الأساس.
ورأى أن المقاومة انتصرت في غزّة ودحرت جيش العدو ولو لم يعلن العدو ذلك سيفعل بعد حين، وأن غزّة أخرجت الأمة من مستنقع الفتنة وأن دماء الفلسطينيين المجاهدين أعادت بوصلة الأمة إلى النهج الصحيح في مواجهة العدو الحقيقي. وانتقد تنامي التمزيق والتشرذم بعناوينه المختلفة، والمقاومة أرغمت العدو الصهيوني على التراجع أكثر فأكثر من تموز 2006 حتى تموز 2014 وما قبل وما بعد. العدو لا يفعل شيئاً سوى التدمير لكنه يتراجع كل مرّة خائباً خاسراً عاجزاً عن تحقيق أهدافه.
وأكد أن المقاومة في لبنان جزء لا يتجزأ من مشروع مقاومة الاحتلال «الإسرائيلي» ولن نتخلف عن غزّة ولن تتخلف غزّة عن المقاومة مهما ارتقى لنا ولها من الشهداء، وشدد على التمسك بشروط المقاومة ونرفض أي مبادرة لإنقاذ العدو الصهيوني من هزائمه وخيباته في غزّة.
ورأى الزين أن مدينة صيدا احتضنت المقاومة منذ نشوئها وما تزال ولن تتخلف عن دعم المقاومين وأن غزّة أرهقت كيان العدو بالضربات الموجعة وفضحت الأنظمة العربية العاجزة أمام طغيان السياسات الأميركية و«الإسرائيلية». ولفت إلى ان أعداء الأمة يريدون تقسيم المنطقة إلى إمارات مذهبية وعرقية حتى يسهل للأميركيين والصهاينة نهب ثروات المنطقة. ودعا إلى دعم المقاومين والعمل على ضرب المشروع الانهزامي والتفتيتي في المنطقة المرتهن للأحلاف الصهيونية والغربية.
وحيّا حمود المقاومة في غزّة لأنها لم توافق على طلب العدو وقف إطلاق النار ما فضحه وجعله في موقع الذليل يستجدي التهدئة وأسقطوا مخططاته لجر المقاومة إلى هدنة ووقف إطلاق النار من دون شروط. وأكد أن المستقبل بعد نصر غزّة حافل بالكثير من الانتصارات.
وألقى الشيخ عبد الله حلاق كلمة بِاسم الحركة الاسلامية المجاهدة والشيخ محمد موعد كلمة مجلس علماء فلسطين، وأكدا دور المقاومة في صنع النصر وإفشال مخططات العدو «الإسرائيلي»، وطالبا برفع الحصار عن غزّة وإدخال الغذاء والدواء وتسهيل إخراج الجرحى وتقديم العلاج لهم.
الأطباء والممرّضون
أطلقت سيارات الإسعاف من ساحة الشهداء في صيدا، أبواق صافراتها لدقائق، ونظّم العشرات من الأطباء والممرضين والمسعفين وقفة تضامنية مع غزّة، تلبية لدعوة رابطة الأطباء في صيدا والاتحاد العام للأطباء والصيادلة الفلسطينيين في لبنان، بمشاركة أمين عام التنظيم الشعبي الناصري الدكتور أسامة سعد ورئيس بلدية صيدا السابق الدكتور عبد الرحمن البزري وممثل الجماعة الاسلامية في صيدا محمد الزعتري والشيخ يوسف المسلماني.
وأعلن رئيس رابطة الاطباء في صيدا الدكتور عبد الرحمن نور الدين البزري استعداد الأطباء للتوجّه إلى غزّة والمساهمة في تخفيف المعاناة الطبية حالما تتوفر الظروف الأمنية والضمانات.
ودعا مدير مستشفى الهمشري في صيدا الدكتور رياض أبو العينين بِاسم الاتحاد العام للأطباء والصيادلة الفلسطينيين في لبنان إلى مواجهة العدوان بالوحدة وسَوق القتلة إلى محاكم العدل الدولية.
«أشد»
نظّم اتحاد الشباب الديمقراطي الفلسطيني «أشد» في صيدا مشهدية بعنوان «صمتكم يقتلنا»، تضامناً مع غزّة، ورفضاً للمجازر البشعة التي يرتكبها العدو الصهيوني بحقّ أهلها، واستنكاراً للصمت العربي والدولي.
وجسّدت مجموعة من الأطفال لوحة رمزية تعبّر عن المجازر التي يرتكبها العدو الصهيوني بحقّ أبناء الشعب الفلسطيني وفي مقدّمهم الأطفال، فكفّنوا أنفسهم بالعلم الفلسطيني وتمدّدوا في الشوارع المحيطة بساحة النجمة.
واعتبر مسؤول الاتحاد يوسف أحمد أنّ هذه الخطوة المعبّرة تهدف إلى إظهار هول المجازر التي يرتكبها العدو في ظلّ استهداف الأبرياء العزّل.
ورأى مسؤول الجبهة الديمقراطية في صيدا فؤاد عثمان أنّ هذا المشهد يجسّد حجم المجازر البشعة في غزّة في ظلّ الصمت العربي والدولي وانحياز مجلس الأمن إلى جانب العدو، داعياً الشعب الفلسطيني ومقاومته إلى رصّ الصفوف لإفشال مشروع العدو الصهيوني.