الراعي ترأّس «رتبة الغسل» في سجن رومية: للإسراع في المحاكمات والعفو عمّن يستحقّه
ترأّس البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي، قبل ظهر أمس في باحة مبنى المحكومين في سجن رومية المركزي، قدّاس رتبة الغسل، وعاونه فيه عدد من المطارنة بحضور كهنة وراهبات وقضاة وشخصيّات عسكرية.
وشارك في الرتبة زهاء 71 سجيناً من مختلف أقسام السجن، ورُفعت على واجهة «قاعة عدالة ورحمة» المخصّصة لرفع الصلوات والاحتفال بالمناسبات الدينية، راية كبيرة حملت شعار «الرحمة الإلهية».
وبعد الإنجيل، ألقى الراعي عِظة، قال فيها: «هذا الاحتفال الذي نُقيمه اليوم في سجن روميه نودّ أن يكون احتفالاً في كل السجون اللبنانية، ولكن الكل حاضر معنا لأنّنا لا نستطيع أن نكون في كل السجون اللبنانية».
وأضاف: «الزيارة ليست زيارة حسّية فحسب، إنّما هي زيارة طبية وإنسانية واجتماعية وأخلاقية. إنّ يسوع المتضامن معنا حوكم أيضاً وهو بريء لم يتمكّنوا من إيجاد تهمة ضدّه ليحكموا عليه، فنقلوه من قاضٍ إلى قاضٍ ثمّ أعادوه إلى بيلاطس ولم يتمكّنوا من إدانته، ومع ذلك حُكم ظلماً وصُلب عنّا. المحكوم والمظلوم ومن يعيش العدالة فليفكّر بيسوع».
وفي ختام القدّاس، ألقى المطران الحاج كلمة رحّب فيها بالمشاركين، مُثنياً على زيارة الراعي السجن والاحتفال «برتبة الغسل».
بعدها، قدّم السجين فيليبي ماسيتاو، وهو برازيلي الجنسية، رسماً إلى البطريرك، على وقع هتافات المساجين الموجودين في مبنى المحكومين المرحّبين بزيارة الراعي والمطالبين بالعفو العام.
وفي حديث مع الإعلاميين، وردّاً على عدد من الأسئلة، أكّد الراعي أنّه «وبالعودة إلى أيّام السيد المسيح لطالما طالب الشعب بالعفو، وهذا يتمّ عادة في مناسبة الأعياد. ونحن اليوم في «سنة الرحمة»، وهي مناسبة لإصدار عفو عمّن يستحقّون».
وقال ردّاً على سؤال آخر: «لم نلتقِ النائب السابق حسن يعقوب. وأودّ توجيه تحيّة إليه وإلى باقي السّجناء، وتمنّياتنا عموماً أن تكون الإفادة ليس بتوقيف الناس وإنّما محاكمتهم والإسراع في المحاكمات، وعندما تثبت الأمور ما من أحد سيختلف حول نيل الجزاء، ولكن هناك الكثير من الموقوفين الذين لم تتمّ محاكمتهم بعد. نحن نناشد القضاء اللبناني أنّه لا يجوز أن يبقى هؤلاء الأشخاص في السجون، فهم لديهم عائلات وأهالي وهم كائنات بشريّة لهم الحق في العيش الكريم».
وردّاً على سؤال، قال الراعي: «وعن انتخاب رئيس للجمهورية، قال: «أقول منذ عامين لماذا لم ننتخب رئيساً؟ لا أفهم حتى الساعة ما هو السبب والمبرّر؟ لا أرى أي مبرّر للكتل السياسية والنيابية لعدم انتخابها رئيساً للبلاد. هذا واجبها من باب الدستور، وأيّ شرح آخر أنا أرفضه. الدستور واضح إذا حدث فراغ يلتئم فوراً المجلس لانتخاب رئيس»، معتبراً أنّ «هذا خطأ كبير جداً ارتكبته الكتل السياسية والنيابيّة حتى اليوم، والبرهان أنّنا ما زلنا من دون سقف وهو مهدّد بالانهيار».
وكان الراعي قُبيل توجّهه إلى مبنى المحكومين للاحتفال برتبة الغسل، زار قيادة موسيقى قوى الأمن الداخلي وعرض مع قائد الدّرك العميد جوزف الحلو لوضع السجن وأهمّ المشاكل والعقبات التي يعانيها.
وفي المناسبة، قدّم المقدّم مراد ومساعده الرائد أنطوان طعمة إلى الراعي درعاً تكريمية شاكرين زيارته ودعمه.